وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنه ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر حفظ
القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ).
الشيخ : هذا فيه الحث على التقدّم ليوم الجمعة، وأنه ينال هذا الأجر بشرط أن يكون قد اغتسل، ( مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ )، وهنا من باب إصافة الشيء إلى موصوفه، يعني الغُسل الذي هو كغُسل الجنابة، وليس من إضافة الشيء إلى سببه، وذلك لأن غُسل الجنابة واجب سواء في الجمعة وغيرها، لكن المراد غسل كغسل الجنابة، فحُذِفَ منه أداة التشبيه لتوكيد التشبيه، لأن التشبيه ذكروا أنه ينقسم إلى أربعة أقسام: مؤكّد بليغ، ومؤكد غير بليغ، وبليغ غير مؤكَّد، ومُرسَل، فإذا ذُكرت الأداة ووجه الشّبه فهذا أضعف أنواع التشبيه، كأن يُقال: فلانٌ كالبحر في كرماً أو في الكرم ، هذا أضعفه، فإذا قيل: فلان بحرٌ وهذا تشبيه بليغ، فإن هذا أقواها، ما بقي إلا درجة واحدة ويكون استعارة، كأن تقول: رأيت بحراً ينثر الدنانير، وهذا معروف في علم البلاغة.
المهم قوله: ( غسل الجنابة ) نقول: هذا على تقدير الكاف، أي كغُسْل الجنابة، لكن حَذف الكاف لتوكيد التشبيه، كيف توكيد التشبيه؟ لأنه إذا حُذفَت أداة التشبيه صار المُشبّه به كأنه هو المشبَّه.
قوله : ( ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ): قوله ثم راح يعني: في الساعة الأولى، كما جاءت في بعض الألفاظ، ويدلّ عليه قوله: ثمّ راح في الثانية، والرواح هنا ليس ما كان بعد الزوال، كما قاله بعض العلماء رحمهم الله، ولكن المراد بالرواح: مجرّد الذهاب، وما زالت هذه اللغة معروفة حتى في عرفنا الآن، يقال: راح فلان إلى كذا يعني: ذهب، ولو في الليل، فمعنى راح أي ذهب، ( فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشاً أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ): تفاوت الساعات في الأجر إلى هذا التفاوت البعيد ليس إلينا، لأن تقدير الثواب إلى الشرع، فهو من الأمور التوقيفية، ولهذا لا يمكن أن نورد لماذا كان النزول من الساعة الثالثة كأنما قرّب كبْشاَ أقرن، وفي الرابعة كأنما قرّب دجاجة، هذا نزول بيّن، ولكن يُقال: تقديرها أن الثواب إلى الله عز وجل وليس إلينا، ثمّ قد يُقال: إن الذي يتأخر إلى الرابعة أشدّ لوماً ممن يأتي في الثالثة، لأن الذي جاء في الثالثة عنده نوع من التبكير، لكن من جاء في الرابعة هذا مفرّط تماماً، وأردأ منه الذي جاء في الخامسة، ولهذا كأنما قرّب بيضة، ربما تكون الدجاجة بعشرين ريالاً، والبيضة نصف ريال، لكن كلّما تأخر كان اللوم أكثر، فإذا قال قائل: ما هذه الساعات، هل تُقدّر بالتساوي أم ماذا؟ نقول: تقدر فيما يظهر بالتساوي، هذا هو الأصل، فيُقسَم ما بين الشمس إلى مجيء الإمام
خمسة أقسام، فالقسم الأول هو الساعة الأولى، والثاني الثانية، والثالث الثالثة ،الرابع الرابعة، والخامس الخامسة.
قال :( فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ) : ومعنى حضرت أي: كفّت عن كتابة المتقدّمين، لأن الله يجعل على أبواب المساجد يوم الجمعة ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا حضر الإمام أمسكوا، وحضروا يستمعون الذّكر.
وفي هذا دليل على مسائل: أولاً: فضيلة التقدّم مع الاغتسال، ومن فوائده أيضاً: أنّ من تقدّم من دون اغتسال لم يحصل له هذا الأجر، وفيه أيضاً من فوائده: أن الجزاء من جنس العمل، والثواب على قدر العمل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ميّز بين المتقدّمين والمتأخرين.
وفيه أيضاً: أن الملائكة يحبون ذكر الله عز وجل، ولهذا فإنهم يكفون عن العمل لئلا يشتغلوا به عن استماع الخطبة.
الشيخ : هذا فيه الحث على التقدّم ليوم الجمعة، وأنه ينال هذا الأجر بشرط أن يكون قد اغتسل، ( مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ )، وهنا من باب إصافة الشيء إلى موصوفه، يعني الغُسل الذي هو كغُسل الجنابة، وليس من إضافة الشيء إلى سببه، وذلك لأن غُسل الجنابة واجب سواء في الجمعة وغيرها، لكن المراد غسل كغسل الجنابة، فحُذِفَ منه أداة التشبيه لتوكيد التشبيه، لأن التشبيه ذكروا أنه ينقسم إلى أربعة أقسام: مؤكّد بليغ، ومؤكد غير بليغ، وبليغ غير مؤكَّد، ومُرسَل، فإذا ذُكرت الأداة ووجه الشّبه فهذا أضعف أنواع التشبيه، كأن يُقال: فلانٌ كالبحر في كرماً أو في الكرم ، هذا أضعفه، فإذا قيل: فلان بحرٌ وهذا تشبيه بليغ، فإن هذا أقواها، ما بقي إلا درجة واحدة ويكون استعارة، كأن تقول: رأيت بحراً ينثر الدنانير، وهذا معروف في علم البلاغة.
المهم قوله: ( غسل الجنابة ) نقول: هذا على تقدير الكاف، أي كغُسْل الجنابة، لكن حَذف الكاف لتوكيد التشبيه، كيف توكيد التشبيه؟ لأنه إذا حُذفَت أداة التشبيه صار المُشبّه به كأنه هو المشبَّه.
قوله : ( ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ): قوله ثم راح يعني: في الساعة الأولى، كما جاءت في بعض الألفاظ، ويدلّ عليه قوله: ثمّ راح في الثانية، والرواح هنا ليس ما كان بعد الزوال، كما قاله بعض العلماء رحمهم الله، ولكن المراد بالرواح: مجرّد الذهاب، وما زالت هذه اللغة معروفة حتى في عرفنا الآن، يقال: راح فلان إلى كذا يعني: ذهب، ولو في الليل، فمعنى راح أي ذهب، ( فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشاً أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ): تفاوت الساعات في الأجر إلى هذا التفاوت البعيد ليس إلينا، لأن تقدير الثواب إلى الشرع، فهو من الأمور التوقيفية، ولهذا لا يمكن أن نورد لماذا كان النزول من الساعة الثالثة كأنما قرّب كبْشاَ أقرن، وفي الرابعة كأنما قرّب دجاجة، هذا نزول بيّن، ولكن يُقال: تقديرها أن الثواب إلى الله عز وجل وليس إلينا، ثمّ قد يُقال: إن الذي يتأخر إلى الرابعة أشدّ لوماً ممن يأتي في الثالثة، لأن الذي جاء في الثالثة عنده نوع من التبكير، لكن من جاء في الرابعة هذا مفرّط تماماً، وأردأ منه الذي جاء في الخامسة، ولهذا كأنما قرّب بيضة، ربما تكون الدجاجة بعشرين ريالاً، والبيضة نصف ريال، لكن كلّما تأخر كان اللوم أكثر، فإذا قال قائل: ما هذه الساعات، هل تُقدّر بالتساوي أم ماذا؟ نقول: تقدر فيما يظهر بالتساوي، هذا هو الأصل، فيُقسَم ما بين الشمس إلى مجيء الإمام
خمسة أقسام، فالقسم الأول هو الساعة الأولى، والثاني الثانية، والثالث الثالثة ،الرابع الرابعة، والخامس الخامسة.
قال :( فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ) : ومعنى حضرت أي: كفّت عن كتابة المتقدّمين، لأن الله يجعل على أبواب المساجد يوم الجمعة ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا حضر الإمام أمسكوا، وحضروا يستمعون الذّكر.
وفي هذا دليل على مسائل: أولاً: فضيلة التقدّم مع الاغتسال، ومن فوائده أيضاً: أنّ من تقدّم من دون اغتسال لم يحصل له هذا الأجر، وفيه أيضاً من فوائده: أن الجزاء من جنس العمل، والثواب على قدر العمل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ميّز بين المتقدّمين والمتأخرين.
وفيه أيضاً: أن الملائكة يحبون ذكر الله عز وجل، ولهذا فإنهم يكفون عن العمل لئلا يشتغلوا به عن استماع الخطبة.