وحدثني أبو الطاهر وعلي بن خشرم قالا أخبرنا بن وهب عن مخرمة بن بكير ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا بن وهب أخبرنا مخرمة عن أبيه عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال لي عبد الله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة حفظ
القارئ : وحدثني أبو الطاهر وعلي بن خشرم قالا أخبرنا بن وهب عن مخرمة بن بكير ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا بن وهب أخبرنا مخرمة عن أبيه عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر: (أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة قال قلت: نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ).
الشيخ : أخرنا الكلام على أول سياق لمسلم لهذا الحديث، هذه الساعة كما رأيتم، قيد النبي صلى الله عليه وسلّم إجابة الدعاء فيها بما إذا كان الإنسان قائمٌ يُصلي، والمراد بالقيام هنا: الثبوت، لا القيام الذي هو ضد القعود، يعني فيشمل ما إذا كان ساجداً، أو جالساً.
هذه الساعة اختلف فيها العلماء اختلافاً كثيراً، حتى إن بعض العلماء قال فيها أقوال تزيد على أربعين قولاً في تعيينها! ولكن إذا كان عندنا حديثٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه إذا جاء نهر الله بطل نهر معقِل، ففي حديث أبي موسى عينها الرسول عليه الصلاة والسلام : بأنها ما بين أن يجلس الإمام يعني ما بعد خروجه وسلامه على الناس وجلوسه إلى أن تُقضى الصلاة، وهذا هو أحسن ما يكون من أحوال المسلمين، لأنهم يجتمعون في مكان واحد، وعلى عبادة واحدة، وبإمام واحد، وهذا من أسباب إجابة الدعاء، ثم إنه ينطبق تماماً على قوله : "وهو قائمٌ يصلي" ، لأن الناس يؤدون فريضة وليس نافلة أيضاً، فأقرب ما يكون من الأقوال هي : ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة، ولهذا ينبغي للإمام وللمأمومين أن ينتهز الفرصة في الخطبة ويدع بالأدعية النافعة للمسلمين، وكذلك يبغي له وللمأمومين أن ينتهزوا الفرصة في دعائهم في الصلاة، الخطبة وإن لم يكن قائمٌ يصلّي لكن هو بمنزلة من يصلّي، لأنه إنما حضر لها ولهذا لا يؤمر أن يصلي تحية المسجد، حيث إن الخطبة بين يدي صلاة الجمعة، فينبغي لنا أن ننتهز الفرصة في ذلك الوقت، وندعوا الله تعالى بالخير، والأحاديث كما ترون: ألفاظ أبي هريرة مرة قال: شيئاً، ومرة قال: خيراً، والظاهر والله أعلم أن المراد: شيئاً ليس بإثم، وخيراً يدخل فيه الشيء الذي ليس بإثم، لأن دعاء الله تعالى عبادة حتى في الأمور المباحة ، إذا دعوت الله تعالى فإنه خير، فإن الدعاء نفسه عبادة.