فوائد حفظ
الشيخ : وعلى هذا فيُسنُّ للإنسان أن يقرأ في صلاة الجمعة بهاتين السورتين، والمناسبة فيهما ظاهرة، أما الأولى: فظاهرة جدّاً ((يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة)) والمناسبة الأخرى هي بيان حال أولئك القوم الذين حُمّلوا التوراة ثمّ لم يحملوها، ووصفهم الله تعالى بأقبح وصف: ((كمثَل الحمار يحمل أسْفاراً))، تحذيراً من أن نسلُك سلوكهم، لأن الله حمّلنا القرآن فهل نحن حملنا القرآن، هل قمنا بواجبه، هل عملنا بمحكمه وآمنا متشابهه، ثم فيها أيضاً من المناسبات: ذكر منّة الله تعالى على هذه الأمة : ((هو الذي بعث في الأمّيّين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين))،فالمناسبة فيها ظاهرة ، أما سورة المنافقين فالمناسبة أيضاً فيها ظاهرة جداً: وهي بيان حال المنافقين، وتحذير المسلمين منهم، وبيان أنهم هم العدو حقيقة، وأنه لا أعدا للمسلمين من المنافقين، كما قال تعالى: ((هم العدوّ))، وهذه الجملة بتركيبها تدل على ايش؟
الطالب : على الحصر
الشيخ : نعم يعني هم العدو حقيقة الحقيقة، ، لأنه إذا كانت طرفا الجملة معرفتين دلّت على الحصر، يعني هم العدو حقيقة، لأن المنافقين يظهرون أنهم مسلمون، متمسّكون بالإسلام فيُخادعون الله والذين آمنوا فلا يمكن التّحرّز منهم، رجل يعمل كما تعمل، يقوم بالصلاة، والصدقة، وغير ذلك، ويبُشّ بوجهك، ويقول أنا أخوك، لا يُمكن التحرّز منه، وهو في الباطن عدو، لكن اليهودي والنصراني، والبوذي والوثني يمكن التحرز منه، ظاهر، الإنسان يعرفهم، ولهذا قال: ((هم العدوّ فاحذرْه))، وفي قصّة المنافقين ليس المراد أن نعرف أخبارهم فقط بل المراد بارك الله فيكم أن نحذر من أعمالهم، أما مجرّد أن نقرأه كتاريخ لهم هذا لا يفيد شيئاً، لا بد أن نحذر أعاذنا الله وإياكم من النّفاق: عمليّه وعقَديّه، وعلى هذا فمن السنة أن يقرأ الإنسان بهما يوم الجمعة ، فإن قال قائل: أرأيت لو كان الحرّ شديداً، والناس في غمّ، لا مكيّفات، ولا براد، فهل يُسَن أو لا؟ نقول: أرأيتم مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام أبه مكيّفات؟ لا، سقفه من عَريش، الشّمس ربما تسقط فيه، ومع ذلك كان يقرأ بهما، مع أنه في المدينة، والمدينة تعتبر من البلاد الحارة، ولكن إذا علمنا الفرق بين حال الناس اليوم وحال الصحابة قد نقول إننا لو قرأنا بهما في مثل هذه الحال ربما يكون على الناس مشقّة، لا تأذّي من طول القراءة بل مشقّة، فالإنسان يُراعي، والحمد لله ليس هذا بواجب، الرسول صلى اله عليه وسلّم قرأ بهما ولم يأمرنا بأن نقرأ بهما حتّى نقول إن الأمر يقتضي الوجوب، فإذا راعى الإنسان حال الناس فلا أظن أن يكون فيه حرج إن شاء الله، وكذلك في حال البرد الشديد في يوم الجمعة، ويكون الناس الذين تقدّموا قد أصابهم البرد وآذاهم وربما احتاجوا إلى قضاء الحاجة وما أشبه ذلك، فالإنسان العاقل يراعي الأمور، أما الأذيّة الخفيفة فهذا لا تُعتبر، نحن الآن في هذا العصر ولله الحمد والمنّة لدنيا مكيّفات، وفي الشّتاء لدينا مدفئات، لأن المكيف على كيفك، في أيام الحر يكون بارداً وفي أيام البرد يكون حاراً والحمد لله فالأمر ميسّر، فلا ينبغي لأئمة المساجد أن يتركوا هذه السّنة، لأن فلان يقول طوّلت علينا،ما طلنا عليكم، ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ليس بتطويل، قال أنس رضي الله عنه: (ما صلّيت وراء إمام قط أخفّ صلاةً، ولا أتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم)، أرأيتم لو قسمها نصفين الجمعة لم يأتِ بالسّنة بل مخالف للسنة نقول إما أن تقرأها في الركعة الأولى والثانية المنافقين، وإما فاقرأ سور أخرى أما أن تُشطّر السّنة تشطيراً فهذا لا توافقه عليه.
الطالب : على الحصر
الشيخ : نعم يعني هم العدو حقيقة الحقيقة، ، لأنه إذا كانت طرفا الجملة معرفتين دلّت على الحصر، يعني هم العدو حقيقة، لأن المنافقين يظهرون أنهم مسلمون، متمسّكون بالإسلام فيُخادعون الله والذين آمنوا فلا يمكن التّحرّز منهم، رجل يعمل كما تعمل، يقوم بالصلاة، والصدقة، وغير ذلك، ويبُشّ بوجهك، ويقول أنا أخوك، لا يُمكن التحرّز منه، وهو في الباطن عدو، لكن اليهودي والنصراني، والبوذي والوثني يمكن التحرز منه، ظاهر، الإنسان يعرفهم، ولهذا قال: ((هم العدوّ فاحذرْه))، وفي قصّة المنافقين ليس المراد أن نعرف أخبارهم فقط بل المراد بارك الله فيكم أن نحذر من أعمالهم، أما مجرّد أن نقرأه كتاريخ لهم هذا لا يفيد شيئاً، لا بد أن نحذر أعاذنا الله وإياكم من النّفاق: عمليّه وعقَديّه، وعلى هذا فمن السنة أن يقرأ الإنسان بهما يوم الجمعة ، فإن قال قائل: أرأيت لو كان الحرّ شديداً، والناس في غمّ، لا مكيّفات، ولا براد، فهل يُسَن أو لا؟ نقول: أرأيتم مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام أبه مكيّفات؟ لا، سقفه من عَريش، الشّمس ربما تسقط فيه، ومع ذلك كان يقرأ بهما، مع أنه في المدينة، والمدينة تعتبر من البلاد الحارة، ولكن إذا علمنا الفرق بين حال الناس اليوم وحال الصحابة قد نقول إننا لو قرأنا بهما في مثل هذه الحال ربما يكون على الناس مشقّة، لا تأذّي من طول القراءة بل مشقّة، فالإنسان يُراعي، والحمد لله ليس هذا بواجب، الرسول صلى اله عليه وسلّم قرأ بهما ولم يأمرنا بأن نقرأ بهما حتّى نقول إن الأمر يقتضي الوجوب، فإذا راعى الإنسان حال الناس فلا أظن أن يكون فيه حرج إن شاء الله، وكذلك في حال البرد الشديد في يوم الجمعة، ويكون الناس الذين تقدّموا قد أصابهم البرد وآذاهم وربما احتاجوا إلى قضاء الحاجة وما أشبه ذلك، فالإنسان العاقل يراعي الأمور، أما الأذيّة الخفيفة فهذا لا تُعتبر، نحن الآن في هذا العصر ولله الحمد والمنّة لدنيا مكيّفات، وفي الشّتاء لدينا مدفئات، لأن المكيف على كيفك، في أيام الحر يكون بارداً وفي أيام البرد يكون حاراً والحمد لله فالأمر ميسّر، فلا ينبغي لأئمة المساجد أن يتركوا هذه السّنة، لأن فلان يقول طوّلت علينا،ما طلنا عليكم، ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ليس بتطويل، قال أنس رضي الله عنه: (ما صلّيت وراء إمام قط أخفّ صلاةً، ولا أتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم)، أرأيتم لو قسمها نصفين الجمعة لم يأتِ بالسّنة بل مخالف للسنة نقول إما أن تقرأها في الركعة الأولى والثانية المنافقين، وإما فاقرأ سور أخرى أما أن تُشطّر السّنة تشطيراً فهذا لا توافقه عليه.