حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن سفيان عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة آلم تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان حين من الدهر وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين حفظ
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن سفيان عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: (( آلم تنزيل )) السجدة و ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر )) وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين ).
الشيخ : هذا أيضاً فيه دليل على أنه يقرأ في فجر يوم الجمعة: ((الم* تنزيل)) السّجدة، والثاني: ((هل أتى على الإنسان حين من الدّهر))، وذلك لأن في السورتين ذكر بدئ الخلق، ونهايته، ونهاية كلّ أحد، إما جنة وإما نار، وكذلك أيضاً في ((هل أتى على الإنسان)) ترغيب بأن يكون الإنسان من الأبرار، والأخيار، وفي قوله تعالى: ((هل أتى على الإنسان حين من الدّهر)) تذكير بحال الإنسان أنه لمْ يكن شيئاً، وأنه حادثٌ بعد أنْ لمْ يكن، لأن معنى قوله : ((هل أتى على الإنسان)) يعني: قد أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يكن شيئاً مذكوراً، ثم ذكر الله بدأ الخلق، ثم ذكر جزاء الكافرين، ثم ذكر جزاء أهل الخير والبر، لكنه بسط في ذكر ثواب أهل الخير والبر، وأوجز في ذكر عقاب المجرمين، لسببين السبب الأول: أن الكافرين لم يذكر منهم إلا عملاً واحداً، ((إنا هديناه السّبيل إما شاكراً وإما كَفوراً))، ثم قال: ((إنّا أعتدنا للكافرين سلاسِل وأغلالاً وسعيراً))، ولا بسط في عمله، وأما أهل الشكر الأبرار فإن الله ذكر عنهم أعمالاً: ((يوفون بالنّذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً * ويُطعمون الطّعام على حُبّه مسْكيناً ويتيْماً وأسيراً * إنما نُطعِمكم لوجه الله لا نُريد منكم جزاءً ولا شُكُورا)). إلى آخره، فذكر أعمالاً، فكان من المناسب أن يبسط في جزائهم ، وأيضاً التّرغيب ينبغي فيه البسط، حتى يحُثَّ النفوس على فعل ما يكون سبباً موصِلاً إلى هذا الثّواب الجزيل، جعلنا الله وأياكم من الأبرار.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: بعض الجُهّال من الأئمة يظنّون أن قراءة ألم تنزيل السّجدة لأجل أن فيها سجدة، ويروون في ذلك حديثاّ باطلاً: ( فُضِّلَت صلاة الفجر يوم الجمعة بالسجدة ) فتجده يقرأ آية فيها سجدة ولو كانت قليلة جداً ، وهذا خطأ بل إن ألم السّجدة استحبّت بخصوصها.
الشيخ : هذا أيضاً فيه دليل على أنه يقرأ في فجر يوم الجمعة: ((الم* تنزيل)) السّجدة، والثاني: ((هل أتى على الإنسان حين من الدّهر))، وذلك لأن في السورتين ذكر بدئ الخلق، ونهايته، ونهاية كلّ أحد، إما جنة وإما نار، وكذلك أيضاً في ((هل أتى على الإنسان)) ترغيب بأن يكون الإنسان من الأبرار، والأخيار، وفي قوله تعالى: ((هل أتى على الإنسان حين من الدّهر)) تذكير بحال الإنسان أنه لمْ يكن شيئاً، وأنه حادثٌ بعد أنْ لمْ يكن، لأن معنى قوله : ((هل أتى على الإنسان)) يعني: قد أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يكن شيئاً مذكوراً، ثم ذكر الله بدأ الخلق، ثم ذكر جزاء الكافرين، ثم ذكر جزاء أهل الخير والبر، لكنه بسط في ذكر ثواب أهل الخير والبر، وأوجز في ذكر عقاب المجرمين، لسببين السبب الأول: أن الكافرين لم يذكر منهم إلا عملاً واحداً، ((إنا هديناه السّبيل إما شاكراً وإما كَفوراً))، ثم قال: ((إنّا أعتدنا للكافرين سلاسِل وأغلالاً وسعيراً))، ولا بسط في عمله، وأما أهل الشكر الأبرار فإن الله ذكر عنهم أعمالاً: ((يوفون بالنّذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً * ويُطعمون الطّعام على حُبّه مسْكيناً ويتيْماً وأسيراً * إنما نُطعِمكم لوجه الله لا نُريد منكم جزاءً ولا شُكُورا)). إلى آخره، فذكر أعمالاً، فكان من المناسب أن يبسط في جزائهم ، وأيضاً التّرغيب ينبغي فيه البسط، حتى يحُثَّ النفوس على فعل ما يكون سبباً موصِلاً إلى هذا الثّواب الجزيل، جعلنا الله وأياكم من الأبرار.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: بعض الجُهّال من الأئمة يظنّون أن قراءة ألم تنزيل السّجدة لأجل أن فيها سجدة، ويروون في ذلك حديثاّ باطلاً: ( فُضِّلَت صلاة الفجر يوم الجمعة بالسجدة ) فتجده يقرأ آية فيها سجدة ولو كانت قليلة جداً ، وهذا خطأ بل إن ألم السّجدة استحبّت بخصوصها.