فوائد حفظ
الشيخ : ففيه من الفوائد: أن الصلاة قبل الخطبة، وإنما تكررت الأحاديث في ذلك، لأن بعض أمراء بني أميّة صاروا يقدّمون الخطبة على الصلاة لأن الناس لا ينتظرونه إذا قدمو الصلاة وانتهوا منها انصرف الناس عن خطبهم فقالوا نقدمها من أجل أن نحبس الناس وفي هذا الحديث دليل على أن صلاة العيد ليس لها أذان ولا إقامة، لقوله : ( بغير أذان ولا إقامة ) وفيه أيضاً أنه لا نادى لها الصلاة جامعة خلافاً لما قاله بعض العلماء أنه ينادى لها الصلاة جامعة ولكنها لو نودي لها لقلنا أن هذا بدعة لأن ذلك لم يفعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرد على هذا صلاة الكسوف ، لأن صلاة الكسوف تأتي والناس في غفلة ، لا يدرون ، وفيه دليل على جواز ، توكل الإنسان الخطيب على الرجل لأن الرسول خطب متوكئاً على بلال فيجوز للخطيب أن يتوكأ رجل أو على عصى إن احتاج إلى ذلك ، وفيه الأمر بتقوى الله عز وجل وإن تكرر لأن التقوى هي الدين كله .
وفيه أيضاً حث الناس مع الأمر على طاعة الله ووعظهم وتذكيرهم .
وفيه أيضاً ما سبق أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي إلى النساء ويعظهم .
وفيه أيضاً أن الصدقة سبب النجاة من النار لأنه قال: ( تصدقن فإني رأيتكن أكثر حطب جهنم ) فدل هذا على أن الصدقة من أسباب النجاة من النار .
وفيه أيضاً: دليل على أنه لا يجب على المرأة أن تغطي وجهها لقوله: ( فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين لأن سفع الخد معناه أن يكون أسود مشرب بالحمرة وهذا يدل على أن جابراً رآها فيكون فيه دليل على جواز كشف المرأة وجهها حتى في المجامع والمحافل ، هكذا قال بعض أهل العلم ولكننا نقول: إذا جاء الحديث مشتبهاً مع أحاديث صريحة وجب أن يحمل المشتبه على الصريح لأنه محكم والصواب أن كشف المرأة وجهها في حضرة الرجال لا يجوز لما في ذلك من فتنة ولأدلة أخرى ذكرت في الكتب التي بحثت في هذا .
ويحمل ما ذكر إما لأنها امرأة كبيرة في السن والكبيرة في السن ليس عليها حرج إذا كشفت وجهها لقوله تعالى : (( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاح فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة )) ..