فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث وما يأتي بعده دليل على يُسْر الإسلام وسهولته، وأنه يعطي النفوس بعض الحظ مما لا يكون سائغاً في غير هذه المناسبة.
العيد يوم فرح، يفرح المسلمون بالعيد، أما عيد الفطر فيفرحون بأنهم أدوا ركناً من أركان الإسلام الذي فرضه الله عليهم، فيفرحون بذلك، ويريدون أن يحصل لهم نوع من اللعب والترويح عن النفس، فرخّص النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقال في الجاريتين: إنها أيام عيد، فهنا علل النبي صلى الله عليه وسلّم بشيء واحد وهو أن الأيام أيام عيد فهل نقول هذا التعليل يُضمّ إلى قوله: ( جاريتان )؟ فنقول: لا بد من شرطين أن يكون الضّارب بالدّف والمغني من صغار الناس، والثاني: أن يكون في أيام العيد، يحتمل هذ وهذا، إن بنينا الحكم على السّبب قلنا لا بد أن تكون جاريتين، وإن أخذنا بالعموم، وقلنا: إن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يُمكن أن يُهمل شيئاً شرطاً في الجواز بدون أن يُقيّده، يعني الرسول عليه الصلاة والسّلام لمّا قال :( إنها أيام عيد ) ولم يقل وهما جاريتان فهذا يدلّ على أن العلّة المبيحة لمثل هذا كونها أيام عيد، لأجل أن يُعطي الإنسان نفسه حظّها من الفرح والسّرور، ونظير ذلك ولكنه ضدّه: أن تُعطى النّفس حظّها من الحزن والتَّحزّن وذلك أن الشارع أذِن للإنسان أن يُحدّ على الميت ثلاثة أيام، لأن النفس تكون منقبضة مع المصيبة، تحتاج إلى شيء يخفف عنها الحزن، ويُخرج ما في النّفس من الحزن فأذِن لها بثلاثة أيام فقط، وهذه من حكمة الشّرع، أن الشرع لا يشق على النّفوس والحمد لله
ومن ثَمَّ وبالمناسبة أودّ أنه إذا بكى الصّبي أن تسكّته، وتقول له: اسكت اسكت، بل خلِّه يصيح، حتّى يقضي وطره، وبعدين يسكت، لأنه في صدره شيء، يحتاج إلى تفريج، خليه يفرّج عنه أحسن من كونك تقهره وتقول له اسكت وإلا ضربتك، أو بعض الناس يقول: اسكت وإلا يأتيك الذئب أو يأتيك الكلب، فينزعج، حقيقةً بعض الناس والعياذ بالله لا يعرف أن يربي، على كلّ حال هذا مما يدلّنا على أن الإسلام دين فطرة.
وفي هذا الحديث دليل على أن الغناء مع الدّف من مزامير الشّيطان، والدّليل أن النبي صلى الله عليه وسلّم أقرّ أبا بكر على ذلك، وفيه دليل على أن هذه المزامير تجوز في أيام العيد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الجاريتين حتّى إنه كان مسجّىً نائماً عليه الصلاة والسلام فكشف عن وجهه حتّى قال لأبي بكر: إنها أيام عيد.
وفيه أيضاً: جواز الدّف يعني أن يُضرب بالدّف مع أنه من آلات اللهو والمعازف، فهل نقتصر على الدّف أو نقول: يجوز الضّرب بالطّبل، والتّنكة، والصحن، وما أشبه ذلك، يحتمل هذا وهذا، يحتمل أن المستعمل في عهدهم أكثر ما يُستعمل الدُّف، فلهذا استعملوه، ويحتمل أن يُقال: الدُّف أخف نغمة من الطّبل وأسهل، ولْنقتصر على ما هو أخف: لأن الأصل هو المنع والتّحريم، فنقتصر على ما ورد، ونقول: لا يجوز ن المعازف إلا الدف فقط، أما الطّبل والمزمار فلا يجوز، التّنكة: ننظر هل هي أشدّ وقعاً وتأثيراً من الدّف أو دونه، إما أن تكون مثله، أو دونه، أو أكثر، فإن كانت أكثر منعناها كما نمنع الطّبل، وإلا فلا.
وكذلك الصّحن، الصّحن أظنّه دون الدُّف، ما يحصل للنفوس من الطّرب مثل ما يحصل للدف، وعلى هذا فيتقيّد بالدُّف دون الطّبل
وقولها رضي الله عنها : ( ليستا بمغنيّتين ) : نفت وصفهما بذلك، لا الفعل، لأن هناك فرق بين أن يفعل الإنسان الشيء مرّة فلا يُقال إنه مغني، ولكن يُقال: غنّى، المغنّي من اتّخذ الغناء مهنة له، هذا المغنّي.
وفيه أيضاً أن دين الإسلام ولله الحمد شارك غيره من الأديان في مشروعيّة الأعياد، وأنه ليس هناك عيد في الإسلام إلا الأعياد الشرعية لقوله صلى الله عليه وسلّم : (هذا عيدنا)، فلا عيد لتولّي الملك السّلطة، ولا عيْد أيضاً لأي شيء من الأشياء إلا ما كان مشروعاً مثل: لأضحى، والفطر، والجمعة، ثلاثة أعياد، أما غيرها فلا، لأننا نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم انتصروا في بدر، ومع ذلك لم يُقيموا للانتصار عيداً، لا بعد تمام الحول، ولا بعد تمام العشرة أحوال ولا غير ذلك، ومعلوم أن انتصار المسلمين في يوم بدر ليس له نظير حتّى أن الله تعالى سمّاه يوم الفرقان، ولا نظير له، ومع هذا لم يُقم الله له عيداً.
طيب، العيد بمولد النبي عليه الصلاة والسّلام مثله؟ نعم مثله، ليس بعيد، وليس بمشروع، كل عيد سوى الأعياد الثلاثة الأضحى والفطر، والجمعة ليست بمشروعة.
في آخر الحديث قالت: ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَأَنَا جَارِيَةٌ، فَاقْدِرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ ).
في هذا دليل على أن بعض الألعاب يرخّص فيها للصغار ما لا يرخص للكبار، وهذا كثير، يوجد ألعاب هي حرام بالنسبة للكبار لكن بالنسبة للصغار لا بأس بها، لأن الصغير لا بدّ أن يُعطى شيئاً من الفسحة حتّى ينطلق، ... وفيه دليل على أن الإنسان يجب أن يعطي الصغار شيئاً من الحرّة، في اللعب الذي ليس بحرام
وفيه أيضاً دليل على جواز نظر المرأة للرجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم أقرّ عائشة على النّظر للحبشة وهم يلعبون، وفيه دليل على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق، حيث مكّن أهله أن ينظروا إلى هؤلاء وهم يلعبون، لأنها تريد هذا، كانت صغيرة، لمّا توفي النبي صلى الله عليه وسلّم كان سنها؟ ثمانية عشر سنة، صغية ، فهي تريد أن ترى هؤلاء وهم يلعبون.
وفي هذا دليل على أن الحبشة يحبّون اللعب، أليس كذلك ؟ نعم، ولهذا كانوا يلعبون في المسجد، ومكنهم الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك ، وذلك لخفّة نفوسهم، نفوسهم خفيفة، تحب اللعب وتحب المرح كثيراً، فهل نعطيهم الحرّة فيما كان مباحاً؟ نعم ، نعطيهم الحرية فيما كان مباحاً.
العيد يوم فرح، يفرح المسلمون بالعيد، أما عيد الفطر فيفرحون بأنهم أدوا ركناً من أركان الإسلام الذي فرضه الله عليهم، فيفرحون بذلك، ويريدون أن يحصل لهم نوع من اللعب والترويح عن النفس، فرخّص النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقال في الجاريتين: إنها أيام عيد، فهنا علل النبي صلى الله عليه وسلّم بشيء واحد وهو أن الأيام أيام عيد فهل نقول هذا التعليل يُضمّ إلى قوله: ( جاريتان )؟ فنقول: لا بد من شرطين أن يكون الضّارب بالدّف والمغني من صغار الناس، والثاني: أن يكون في أيام العيد، يحتمل هذ وهذا، إن بنينا الحكم على السّبب قلنا لا بد أن تكون جاريتين، وإن أخذنا بالعموم، وقلنا: إن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يُمكن أن يُهمل شيئاً شرطاً في الجواز بدون أن يُقيّده، يعني الرسول عليه الصلاة والسّلام لمّا قال :( إنها أيام عيد ) ولم يقل وهما جاريتان فهذا يدلّ على أن العلّة المبيحة لمثل هذا كونها أيام عيد، لأجل أن يُعطي الإنسان نفسه حظّها من الفرح والسّرور، ونظير ذلك ولكنه ضدّه: أن تُعطى النّفس حظّها من الحزن والتَّحزّن وذلك أن الشارع أذِن للإنسان أن يُحدّ على الميت ثلاثة أيام، لأن النفس تكون منقبضة مع المصيبة، تحتاج إلى شيء يخفف عنها الحزن، ويُخرج ما في النّفس من الحزن فأذِن لها بثلاثة أيام فقط، وهذه من حكمة الشّرع، أن الشرع لا يشق على النّفوس والحمد لله
ومن ثَمَّ وبالمناسبة أودّ أنه إذا بكى الصّبي أن تسكّته، وتقول له: اسكت اسكت، بل خلِّه يصيح، حتّى يقضي وطره، وبعدين يسكت، لأنه في صدره شيء، يحتاج إلى تفريج، خليه يفرّج عنه أحسن من كونك تقهره وتقول له اسكت وإلا ضربتك، أو بعض الناس يقول: اسكت وإلا يأتيك الذئب أو يأتيك الكلب، فينزعج، حقيقةً بعض الناس والعياذ بالله لا يعرف أن يربي، على كلّ حال هذا مما يدلّنا على أن الإسلام دين فطرة.
وفي هذا الحديث دليل على أن الغناء مع الدّف من مزامير الشّيطان، والدّليل أن النبي صلى الله عليه وسلّم أقرّ أبا بكر على ذلك، وفيه دليل على أن هذه المزامير تجوز في أيام العيد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الجاريتين حتّى إنه كان مسجّىً نائماً عليه الصلاة والسلام فكشف عن وجهه حتّى قال لأبي بكر: إنها أيام عيد.
وفيه أيضاً: جواز الدّف يعني أن يُضرب بالدّف مع أنه من آلات اللهو والمعازف، فهل نقتصر على الدّف أو نقول: يجوز الضّرب بالطّبل، والتّنكة، والصحن، وما أشبه ذلك، يحتمل هذا وهذا، يحتمل أن المستعمل في عهدهم أكثر ما يُستعمل الدُّف، فلهذا استعملوه، ويحتمل أن يُقال: الدُّف أخف نغمة من الطّبل وأسهل، ولْنقتصر على ما هو أخف: لأن الأصل هو المنع والتّحريم، فنقتصر على ما ورد، ونقول: لا يجوز ن المعازف إلا الدف فقط، أما الطّبل والمزمار فلا يجوز، التّنكة: ننظر هل هي أشدّ وقعاً وتأثيراً من الدّف أو دونه، إما أن تكون مثله، أو دونه، أو أكثر، فإن كانت أكثر منعناها كما نمنع الطّبل، وإلا فلا.
وكذلك الصّحن، الصّحن أظنّه دون الدُّف، ما يحصل للنفوس من الطّرب مثل ما يحصل للدف، وعلى هذا فيتقيّد بالدُّف دون الطّبل
وقولها رضي الله عنها : ( ليستا بمغنيّتين ) : نفت وصفهما بذلك، لا الفعل، لأن هناك فرق بين أن يفعل الإنسان الشيء مرّة فلا يُقال إنه مغني، ولكن يُقال: غنّى، المغنّي من اتّخذ الغناء مهنة له، هذا المغنّي.
وفيه أيضاً أن دين الإسلام ولله الحمد شارك غيره من الأديان في مشروعيّة الأعياد، وأنه ليس هناك عيد في الإسلام إلا الأعياد الشرعية لقوله صلى الله عليه وسلّم : (هذا عيدنا)، فلا عيد لتولّي الملك السّلطة، ولا عيْد أيضاً لأي شيء من الأشياء إلا ما كان مشروعاً مثل: لأضحى، والفطر، والجمعة، ثلاثة أعياد، أما غيرها فلا، لأننا نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم انتصروا في بدر، ومع ذلك لم يُقيموا للانتصار عيداً، لا بعد تمام الحول، ولا بعد تمام العشرة أحوال ولا غير ذلك، ومعلوم أن انتصار المسلمين في يوم بدر ليس له نظير حتّى أن الله تعالى سمّاه يوم الفرقان، ولا نظير له، ومع هذا لم يُقم الله له عيداً.
طيب، العيد بمولد النبي عليه الصلاة والسّلام مثله؟ نعم مثله، ليس بعيد، وليس بمشروع، كل عيد سوى الأعياد الثلاثة الأضحى والفطر، والجمعة ليست بمشروعة.
في آخر الحديث قالت: ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَأَنَا جَارِيَةٌ، فَاقْدِرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ ).
في هذا دليل على أن بعض الألعاب يرخّص فيها للصغار ما لا يرخص للكبار، وهذا كثير، يوجد ألعاب هي حرام بالنسبة للكبار لكن بالنسبة للصغار لا بأس بها، لأن الصغير لا بدّ أن يُعطى شيئاً من الفسحة حتّى ينطلق، ... وفيه دليل على أن الإنسان يجب أن يعطي الصغار شيئاً من الحرّة، في اللعب الذي ليس بحرام
وفيه أيضاً دليل على جواز نظر المرأة للرجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم أقرّ عائشة على النّظر للحبشة وهم يلعبون، وفيه دليل على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق، حيث مكّن أهله أن ينظروا إلى هؤلاء وهم يلعبون، لأنها تريد هذا، كانت صغيرة، لمّا توفي النبي صلى الله عليه وسلّم كان سنها؟ ثمانية عشر سنة، صغية ، فهي تريد أن ترى هؤلاء وهم يلعبون.
وفي هذا دليل على أن الحبشة يحبّون اللعب، أليس كذلك ؟ نعم، ولهذا كانوا يلعبون في المسجد، ومكنهم الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك ، وذلك لخفّة نفوسهم، نفوسهم خفيفة، تحب اللعب وتحب المرح كثيراً، فهل نعطيهم الحرّة فيما كان مباحاً؟ نعم ، نعطيهم الحرية فيما كان مباحاً.