فوائد حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفوائد: جواز تكليم الخطيب لكن بشرط، أن يكون لمصلحة أو حاجة وأما أن يكلمه ليتحدّث إليه بأمور خارجة عن الحاجة والمصلحة فلا يجوز، وفيه أيضاً: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، وسلامة قلبه، ونزاهته، فإنه قبل قول هذا الرجل دون أن يقول: هات دليلاً على كلامك أو هات بينة، وقد يُقال: إنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم علم من ذلك لأن مثل هذه الحال لا تخفى ولكنه لم يثره أحد ليدعو ويستسقي.
وفيه أيضاً من الفوائد: دليل على التوسّل بما يقتضي الأمر، فإن هذا الرجل أتى بوسيلة تبرر موقفه وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله : ( هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ ).
وفيه أيضاً دليل أنه يُسَنّ للخطيب إذا دعا بالاستسقاء أن يرفع يديه، وكذلك الناس يرفعون أيديهم كما جاء ذلك صريحاً في رويات الأخرى، وفيه من آيات الله عز وجل وآيات الرسول ماذكره أنس وأكده بالقسم أن السماء كانت صحْواً ليس فيها سحاب منتشر واسع، ولا قزعة: يعني ولا قطعة غيم صغيرة، السماء صحو، وأقسم مرّة ثانية أنه ليس بينهم وبين سلْع من بيت ولا دار، وسلع: جبل معروف في المدينة يأتي السّحاب من قِبله، كما هو معروف الآن نحن هنا السحاب يأتي من الجهة الغربية القبلية، كذلك في المدينة يأتي من نحو سلْع، ما بينهم وبين سلع من بيت ولا دار ولا هناك أي سحاب، خرجت بأمر الله وإذنه سحابةٌ من وراءه سحاب مثل التّرس: وهو ما يتترّس به المقاتل حذَراً من السّهام، يعني من جنس صاج القُرْص، صغيرة، وارتفعت في السّماء على هذا القدر، لمّا توسّطت السّماء - انظر إلى آيات الله عز وجل - لم تكن تنتشر حين خرجَت، خرجت على طبيعتها صغيرة، لما توسّطت فرشها الله عز وجل، انتشرت، ورعدَت، وبرقَت، وأمطرَت، بإذن الله عزّ وجل، فما نزل النبي صلى لله عليه وسلم إلا والمَطر يتحادر من لحيته، في نفس الخطبة، مع أنه كان لا يُطيل الخطبة عادَةً، وهذا لا شك أنه آية من آيات الله عز وجل، تبيّن كمال قدرته، وحكمته، وعلمه، ورحمته سبحانه وتعالى، وهو أيضاً آية من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث أجاب الله دعاءه في لحظة، فعلينا أن نبيّن مثل هذا ونبثّه في العامّة، لأن هذا مما يُقوّي الإيمان، ويزيد الإنسان معرفةً بربّه سبحانه وتعالى.
وفيه أيضاً من الفوائد: أن هذا المطر بقي حتى سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربّه أن يجعله حواليهم لا عليهم، بقي سبتاً، أي: أسبوعاً، يقول: ما رأينا الشّمس سبتاً، ثم دخل رجل، الرجل إما الأول أو غيره، دخل في الجمعة الثانية وقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السّبل، وفي رواية أصح من هذا، قال: تهدَّم البناء وغرقَ المال، وهذا أقرب إلى الواقع من قوله : هلكت الأموال وانقطعت السّبل، وإن كان هذا له معنىً صحيح أيضاً، لأن الأموال مع كثرة الأمطار تهلِك وتفسد، والسّبل أيضاً تنقطع، لكنْ الوصف المطابق للحال هو: تهدّم البناء، وغرِق المال، وفيه أيضاً من الفوائد: أنه ينبغي للخطيب أن يرفع يديه عند الدعاء بالاستصحاء، وكذلك الناس معه، تَبَعاً لإمامهم.
وفيه أيضاً: حكمة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث جاء بأسلوبٍ الحكيم، المعروف عند أهل البلاغة أسلوب الحكيم وهو: إجابة المخاطَب بغير ما يتوقّع، المخَاطَب قال: يا رسول الله: ادع الله يُمسِكها عنّا، وهذا ليس من الخير، إمساك المطر ليس من الخير، ولكن الررسول عدل عن طلب الإمساك إلى طلب ما فيه الخير ودفع الضّرر، ودفع الضّرر حيث قال : اللهم حوْلنا وفي رواية حوالينا، وحوالينا أبلغ، لأنها تدل على الإحاطة من كل جانب، وعلى القرب أيضاً، (ولا علينا ) لئلا يتهدّم البناء ويغرق المال والزّرع، ويفسُد، ثمّ فصّل، قال : (اللهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ) الآكام: جمع أكَمَة، والظِّراب: جمع الظّاهر ظَرِبة، وهي الروابي الصغار، يقول بطون الأدوية، لأن بطون الأودية يكون فيها الأشجار الكثيرة القويّة، لأنها مسيل المياه، ومنابت الشّجر: هذا أيضاً في الأرض ذات الأشجار، وهذه هي المواضع التي تنفع الناس، دعا النبي عليه الصلاة والسلام أن يجعل المطر عليها.
وفيه أيضاً: حكمة النبي عليه الصلاة والسلام في دعاء الله تعالى أن يجعل المطر على هوه الأماكن التي يحتاج الناس إليها وينتفعون بها.
وفيه أيضاً: آية من آيات الله وقدرته، وآية من آيات النبي وصدقه، حيث أنها انفرجت الغيوم، وخرجوا يمشون في الشّمس، وفي بعض الروايات: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (حوالينا ولا علينا) ويشير، وينْفرج السّحاب حيثُ يُشير، إذا أشار يميناً انفرج يميناً، يساراً انفرج يساراً، وهذا بقدْرة الله عز وجل، لو شاء الله ما حصل هذا، ولكن كما أن الله أقدَرَ عيسى عليه السلام أن يحيي الموتى بإذن الله فكذلك اقدَرَ محمداً عليه الصلاة والسلام أن يسير غلى السحاب فيمتثل أمره، وكما سخّر الله الرّيح لسليمان عليه السلام: ((تجري بأمره رُخاءً حيث أصاب))، لأن الأمور كلها بيد الله عز وجل.
وفيه أيضاً من الفوائد: دليل على التوسّل بما يقتضي الأمر، فإن هذا الرجل أتى بوسيلة تبرر موقفه وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله : ( هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ ).
وفيه أيضاً دليل أنه يُسَنّ للخطيب إذا دعا بالاستسقاء أن يرفع يديه، وكذلك الناس يرفعون أيديهم كما جاء ذلك صريحاً في رويات الأخرى، وفيه من آيات الله عز وجل وآيات الرسول ماذكره أنس وأكده بالقسم أن السماء كانت صحْواً ليس فيها سحاب منتشر واسع، ولا قزعة: يعني ولا قطعة غيم صغيرة، السماء صحو، وأقسم مرّة ثانية أنه ليس بينهم وبين سلْع من بيت ولا دار، وسلع: جبل معروف في المدينة يأتي السّحاب من قِبله، كما هو معروف الآن نحن هنا السحاب يأتي من الجهة الغربية القبلية، كذلك في المدينة يأتي من نحو سلْع، ما بينهم وبين سلع من بيت ولا دار ولا هناك أي سحاب، خرجت بأمر الله وإذنه سحابةٌ من وراءه سحاب مثل التّرس: وهو ما يتترّس به المقاتل حذَراً من السّهام، يعني من جنس صاج القُرْص، صغيرة، وارتفعت في السّماء على هذا القدر، لمّا توسّطت السّماء - انظر إلى آيات الله عز وجل - لم تكن تنتشر حين خرجَت، خرجت على طبيعتها صغيرة، لما توسّطت فرشها الله عز وجل، انتشرت، ورعدَت، وبرقَت، وأمطرَت، بإذن الله عزّ وجل، فما نزل النبي صلى لله عليه وسلم إلا والمَطر يتحادر من لحيته، في نفس الخطبة، مع أنه كان لا يُطيل الخطبة عادَةً، وهذا لا شك أنه آية من آيات الله عز وجل، تبيّن كمال قدرته، وحكمته، وعلمه، ورحمته سبحانه وتعالى، وهو أيضاً آية من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث أجاب الله دعاءه في لحظة، فعلينا أن نبيّن مثل هذا ونبثّه في العامّة، لأن هذا مما يُقوّي الإيمان، ويزيد الإنسان معرفةً بربّه سبحانه وتعالى.
وفيه أيضاً من الفوائد: أن هذا المطر بقي حتى سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربّه أن يجعله حواليهم لا عليهم، بقي سبتاً، أي: أسبوعاً، يقول: ما رأينا الشّمس سبتاً، ثم دخل رجل، الرجل إما الأول أو غيره، دخل في الجمعة الثانية وقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السّبل، وفي رواية أصح من هذا، قال: تهدَّم البناء وغرقَ المال، وهذا أقرب إلى الواقع من قوله : هلكت الأموال وانقطعت السّبل، وإن كان هذا له معنىً صحيح أيضاً، لأن الأموال مع كثرة الأمطار تهلِك وتفسد، والسّبل أيضاً تنقطع، لكنْ الوصف المطابق للحال هو: تهدّم البناء، وغرِق المال، وفيه أيضاً من الفوائد: أنه ينبغي للخطيب أن يرفع يديه عند الدعاء بالاستصحاء، وكذلك الناس معه، تَبَعاً لإمامهم.
وفيه أيضاً: حكمة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث جاء بأسلوبٍ الحكيم، المعروف عند أهل البلاغة أسلوب الحكيم وهو: إجابة المخاطَب بغير ما يتوقّع، المخَاطَب قال: يا رسول الله: ادع الله يُمسِكها عنّا، وهذا ليس من الخير، إمساك المطر ليس من الخير، ولكن الررسول عدل عن طلب الإمساك إلى طلب ما فيه الخير ودفع الضّرر، ودفع الضّرر حيث قال : اللهم حوْلنا وفي رواية حوالينا، وحوالينا أبلغ، لأنها تدل على الإحاطة من كل جانب، وعلى القرب أيضاً، (ولا علينا ) لئلا يتهدّم البناء ويغرق المال والزّرع، ويفسُد، ثمّ فصّل، قال : (اللهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ) الآكام: جمع أكَمَة، والظِّراب: جمع الظّاهر ظَرِبة، وهي الروابي الصغار، يقول بطون الأدوية، لأن بطون الأودية يكون فيها الأشجار الكثيرة القويّة، لأنها مسيل المياه، ومنابت الشّجر: هذا أيضاً في الأرض ذات الأشجار، وهذه هي المواضع التي تنفع الناس، دعا النبي عليه الصلاة والسلام أن يجعل المطر عليها.
وفيه أيضاً: حكمة النبي عليه الصلاة والسلام في دعاء الله تعالى أن يجعل المطر على هوه الأماكن التي يحتاج الناس إليها وينتفعون بها.
وفيه أيضاً: آية من آيات الله وقدرته، وآية من آيات النبي وصدقه، حيث أنها انفرجت الغيوم، وخرجوا يمشون في الشّمس، وفي بعض الروايات: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (حوالينا ولا علينا) ويشير، وينْفرج السّحاب حيثُ يُشير، إذا أشار يميناً انفرج يميناً، يساراً انفرج يساراً، وهذا بقدْرة الله عز وجل، لو شاء الله ما حصل هذا، ولكن كما أن الله أقدَرَ عيسى عليه السلام أن يحيي الموتى بإذن الله فكذلك اقدَرَ محمداً عليه الصلاة والسلام أن يسير غلى السحاب فيمتثل أمره، وكما سخّر الله الرّيح لسليمان عليه السلام: ((تجري بأمره رُخاءً حيث أصاب))، لأن الأمور كلها بيد الله عز وجل.