وحدثناه أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن بشر قال أبو كامل حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عمارة بن غزية حدثنا يحيى بن عمارة قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله حفظ
القارئ : وحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ بِشْرٍ، قَالَ أَبُو كَامِلٍ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الجنائز
الجنائز: جمع جَنازة، ويقال: جِنازة وكلاهما بمعنى، وقال بعضهم: الجَنازة بالفتح: الميّت فوق النّعش، والجِنازة بالكسر: النعش.
وذكر العلماء رحمهم الله كتاب الجنائز ذكروه في كتاب الصلاة، لأن أهم ما يُفعل بالميت هو الصلاة، الصلاة عليه، وإلا فلها علاقة في كتاب الوصايا، وكتاب الفرائض وما أشبه ذلك.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث أبي سعيد الخدري رضي لله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ).
قال لقّنوا: والتّلقين هو التّعليم، ويكون في الغالب فيمن لا يعقل من الصّغار ونحوهم، يُلقّن يعني يُقال له الشّيء ليَقوله، وذلك أن المحتَضر غالب الناس غالباً يكونون قد سَكِروا، كما قال تعالى: ((وجاءت سكرت الموت بالحق))، أي غابوا، وغابت عقولهم، من شدّة ما نزل بهم ما بين خوفٍ من عذاب الآخرة، وحزن على فراق الدنيا، والأهل، والأولاد وما أشبه ذلك، فيكون الإنسان في سَكَر، فلذلك قال: لقّنوا موتاكم، والموتى هنا معناه المحتَضرون، الذين حضرهم الموت، وليس المراد بعد موتهم، لأن بعد موتهم لا ينفعهم التّلقين، وأما حديث أبي أمامة الذي يُروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ( إذا مات الميّت، ودُفن لقّنه يا فلان ابن فلانة، فلانة ينسبه إلى أمه، اذكر ما خرجت عليه من الدّنيا، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) فهذا حديث ضعيف لا تقوم به حُجّة، والتلقين: قال العلماء: إنه لا يُؤمر أمراً، يعني لا يُقال: قل لا إله إلا الله، لأنه رُبما يقول: لأ، من شدّة ما نزل به وضيق صدره، فيأتي إنسان يأمره يقول له قل لا إله إلا الله، قد يقول لا، قد يقول لا، فلهذا قال العلماء: ينبغي أن يذكرَ الله عنده، فيقول: لا إله إلا الله، وهو إذا سمع ومعه ذِهنه سيقولها، لأنه يعرف ما نزل به.
فإذا قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه قل لا إله إلا الله؟ قلنا بلا، لكن عمّه كان كافراً، فلو قال لا إله إلا الله لم نكن صددناه عن دينه، لأنه ما زال كافراً، ومن العلماء من فرّق بين رجلٍ يكون قويّ الجأش، قوي العزيمة، يعرف أنه ميت وأنه منتقلٌ من الدّنيا، فهذا لو قيل له لا إله إلا الله فلا بأس، لكن الأولى أن يُذكر اللهَ عنده، فإن ذكر الله فهذا المطلوب، وإلا أعيد ثانية وثالثة، فإن قال: لا إله إلا الله ثم تكلّم، فإنه يُعاد تلقينه، ليكون آخر ما يقول: لا إله إلا الله، ومعنى لا إله إلا الله عند المتكلّمين، والأشاعرة ، وغيرهم: لا قادر على الخلق إلا الله، وبهذا نعرف أن توحيد المتكلّمين هو توحيد المشركين، لأن المشركين يقولون: لا خالق إلا الله، ومع ذلك قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام، وجعلهم مشركين، لكن المعنى الحقيقي لها: لا معبود حق إلا الله ، فكل المعبودات باطلة إلا الله عز وجل، ودليل هذا قوله تعالى: ((ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يَدعون من دونه هو الباطل)) وهذا يبين لنا معنى لا إله إلا الله الصحيح، لا معبود حقٌّ إلا الله، ويجب أن نقول "حقٌّ"، لأننا لو قلنا لا معبود إلا الله، ، إلا الله هي خبر لا، لكانت المعبودات هي الله، إذا قلنا لا معبود إلا الله، صار كل معبود هو الله، وهذا معنىً باطل لا يمكن أن يقرره أحد.
وعلى هذا فخبر لا محذوف والتقدير: حقٌّ ، وهذا أحسن من تقدير بعضهم: لا معبود موجودٌ إلا الله، هذا غلط أيضاً، لأنا نقول: هناك معبود موجود غير الله، وهو أيضاً أولى من قول بعضهم لا معبود بحقٍّ إلا الله، لأنا إذا قلنا لا معبود حقٌ طابق الآية تماماً، والآية ما هي: ((ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل))، إذن: قدّم الخبر محذوفاً بكلمة حق، أما الله فهو علمٌ على الله عز وجل، لا يُسمّى به غيره.
فإن قال قائل: من الذي يُلقّنه؟ قلنا: يلقّنه من حضره، ويُقدّم من هو أحب إلى الميّت من غيره، نعم، وليس الأقرب، لأن الأقرب قد يكون ليس بينه وبينه علاقة تامّة ويكون أقوى علاقة، فالذي يُرى أنه أحب إلى الميت هو الذي يُلقّنه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الجنائز
الجنائز: جمع جَنازة، ويقال: جِنازة وكلاهما بمعنى، وقال بعضهم: الجَنازة بالفتح: الميّت فوق النّعش، والجِنازة بالكسر: النعش.
وذكر العلماء رحمهم الله كتاب الجنائز ذكروه في كتاب الصلاة، لأن أهم ما يُفعل بالميت هو الصلاة، الصلاة عليه، وإلا فلها علاقة في كتاب الوصايا، وكتاب الفرائض وما أشبه ذلك.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث أبي سعيد الخدري رضي لله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ).
قال لقّنوا: والتّلقين هو التّعليم، ويكون في الغالب فيمن لا يعقل من الصّغار ونحوهم، يُلقّن يعني يُقال له الشّيء ليَقوله، وذلك أن المحتَضر غالب الناس غالباً يكونون قد سَكِروا، كما قال تعالى: ((وجاءت سكرت الموت بالحق))، أي غابوا، وغابت عقولهم، من شدّة ما نزل بهم ما بين خوفٍ من عذاب الآخرة، وحزن على فراق الدنيا، والأهل، والأولاد وما أشبه ذلك، فيكون الإنسان في سَكَر، فلذلك قال: لقّنوا موتاكم، والموتى هنا معناه المحتَضرون، الذين حضرهم الموت، وليس المراد بعد موتهم، لأن بعد موتهم لا ينفعهم التّلقين، وأما حديث أبي أمامة الذي يُروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ( إذا مات الميّت، ودُفن لقّنه يا فلان ابن فلانة، فلانة ينسبه إلى أمه، اذكر ما خرجت عليه من الدّنيا، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) فهذا حديث ضعيف لا تقوم به حُجّة، والتلقين: قال العلماء: إنه لا يُؤمر أمراً، يعني لا يُقال: قل لا إله إلا الله، لأنه رُبما يقول: لأ، من شدّة ما نزل به وضيق صدره، فيأتي إنسان يأمره يقول له قل لا إله إلا الله، قد يقول لا، قد يقول لا، فلهذا قال العلماء: ينبغي أن يذكرَ الله عنده، فيقول: لا إله إلا الله، وهو إذا سمع ومعه ذِهنه سيقولها، لأنه يعرف ما نزل به.
فإذا قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه قل لا إله إلا الله؟ قلنا بلا، لكن عمّه كان كافراً، فلو قال لا إله إلا الله لم نكن صددناه عن دينه، لأنه ما زال كافراً، ومن العلماء من فرّق بين رجلٍ يكون قويّ الجأش، قوي العزيمة، يعرف أنه ميت وأنه منتقلٌ من الدّنيا، فهذا لو قيل له لا إله إلا الله فلا بأس، لكن الأولى أن يُذكر اللهَ عنده، فإن ذكر الله فهذا المطلوب، وإلا أعيد ثانية وثالثة، فإن قال: لا إله إلا الله ثم تكلّم، فإنه يُعاد تلقينه، ليكون آخر ما يقول: لا إله إلا الله، ومعنى لا إله إلا الله عند المتكلّمين، والأشاعرة ، وغيرهم: لا قادر على الخلق إلا الله، وبهذا نعرف أن توحيد المتكلّمين هو توحيد المشركين، لأن المشركين يقولون: لا خالق إلا الله، ومع ذلك قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام، وجعلهم مشركين، لكن المعنى الحقيقي لها: لا معبود حق إلا الله ، فكل المعبودات باطلة إلا الله عز وجل، ودليل هذا قوله تعالى: ((ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يَدعون من دونه هو الباطل)) وهذا يبين لنا معنى لا إله إلا الله الصحيح، لا معبود حقٌّ إلا الله، ويجب أن نقول "حقٌّ"، لأننا لو قلنا لا معبود إلا الله، ، إلا الله هي خبر لا، لكانت المعبودات هي الله، إذا قلنا لا معبود إلا الله، صار كل معبود هو الله، وهذا معنىً باطل لا يمكن أن يقرره أحد.
وعلى هذا فخبر لا محذوف والتقدير: حقٌّ ، وهذا أحسن من تقدير بعضهم: لا معبود موجودٌ إلا الله، هذا غلط أيضاً، لأنا نقول: هناك معبود موجود غير الله، وهو أيضاً أولى من قول بعضهم لا معبود بحقٍّ إلا الله، لأنا إذا قلنا لا معبود حقٌ طابق الآية تماماً، والآية ما هي: ((ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل))، إذن: قدّم الخبر محذوفاً بكلمة حق، أما الله فهو علمٌ على الله عز وجل، لا يُسمّى به غيره.
فإن قال قائل: من الذي يُلقّنه؟ قلنا: يلقّنه من حضره، ويُقدّم من هو أحب إلى الميّت من غيره، نعم، وليس الأقرب، لأن الأقرب قد يكون ليس بينه وبينه علاقة تامّة ويكون أقوى علاقة، فالذي يُرى أنه أحب إلى الميت هو الذي يُلقّنه.