حدثني علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي بردة عن أبيه قال لما أصيب عمر جعل صهيب يقول وا أخاه فقال له عمر يا صهيب أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي حفظ
القارئ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ( لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ جَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: وَا أَخَاهْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ ).
الشيخ : قوله: وا أخاه: هذه نُدبَة، نُدبَة يَندبُ بها الإنسان من وجّه الخطابَ إليه، ولهذا قال ابن بن مالك رحمه الله في الألفية: "ووا لمن نُدِب"، فوا هذه يؤتى بها للنُدبَة، وصهيب قال: وا أخاه، ندب عمر رضي الله عنه، ولا شك أن هذا الندب قد صحبه بكاء، لأن عمر استدلّ عليه بقوله: إن الميّت ليُعذَّبُ ببكاء الحَي، ولقد شاع عند الناس الآن ندْبٌ خطيرٌ جدًّا، وهو أنهم يقولون: وا مُعتصماه، وهذا إن أراد به الشّخص فهو شركٌ أكبر مُخرجٌ عن الملّة، وإن أراد به الجنْس فهو دون ذلك، لكن لا ينبغي أن نجعل مثل هؤلاء أفضل من الصحابة، ومن الفاتحين من الصحابة، كعمر، وقبله أبو بكر رضي الله عنه، أو ما يقولون: محمد الفاتح، وينسون الأوائل من الصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا أكثر مما فتح هؤلاء، ووطّدوا أركان الإسلام بأكثر من هؤلاء، هؤلاء لا شك أنهم يُحمدون على ما فعلوا ولا سيّما أن أوقاتهم متغيّرة، ولكن كوننا ننسى الأوّلين، ونحيي ذِكرى هؤلاء المتأخّرين فهذا لا شك أنه غلط، وأنه من الجهل. فالحاصل أن الذي يقول: وا معتصماه، فإن كان يناديه بشخصه فهذا دعاء غير الله، دعاء ميّت، يريد أن يغيثه، وهو شركٌ أكبر، مُخرج عن الملّة، وإذا كان يريد جِنسه فهذا أهون، ومع ذلك يُنهى عنه، لئلا يُعطى الرّجل فوق حقّه، ويُغلا فيه، حتّى يُندب جِنسه عند الشّدائد، ولو أردنا أن نندب الجنس عند الشّدائد لندبنا من هو خيرٌ منه، الرسول صلى الله عليه وسلم، لكننا إنما نلجأ عند الشّدائد إلى القادر على كشفها، وهو الله جل وعلا