وحدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعلي بن حجر السعدي كلهم عن بن علية واللفظ ليحيى قال حدثنا بن علية أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض حفظ
القارئ : وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ( مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ ).
الشيخ : هذه المسألة تتعلق بالعقيدة، وهي: هل نشهد لأحد بالجنة أو النار؟ نقول: الشهادة لأحد بالجنة أو النار نوعان: شهادة بوصف، وشهادة بشخص، أما الشهادة بالوصف فإننا نشهد لكل مؤمن تقي أنه في الجنة، هذه الشهادة بالوصف، ونشهد لكل كافرٍ فاجر أنه في النار.
الشهادة بالشَّخص أن تقول: فلان في الجنة، فلان في النار، يقول أهل العلم في العقيدة: لا نشهد إلا لمن عيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل العشرة، ثابت بن قيس بن شمَّاس، عُكَّاشة بن محصَن، وأمثالهم كثير، ولا نشهد بالنار أيضاً إلا لمن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام، أو جاء في القرآن، أبو لهب نشهد له في النار لأنه جاء في القرآن، وهكذا من شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام، واختلف العلماء فيمن اتَّفقت الأمة على الثناء عليه هل يُشهَد له أم لا؟
فشيخ الإسلام رحمه الله يرى أن من اتَّفقَت الأمة على الثناء عليه نشهد له بالجنَّة كالأئمة الأربعة مثلاً، وغيرهم ممن اتَّفقت الأمة على الثناء عليه، واستدلَّ بهذا الحديث: ولكن أكثر الذين كتبوا في العقائد لم يذكروا إلا الأول، وهو من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه، والحقيقة أن هذا أسلم، وشهادتنا أو عدم شهادتنا لا يتوقَّف عليها كون هذا في الجنة أو ليس في الجنة، لو نشهد هل يمنع ذلك من كونه من أهل الجنة؟ إذن: ليس هناك داعي إلى أن نشهد. والذين شهد لهم الرسول عليه الصلاة والسلام نشهد لهم تصديقاً لخبر الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلا فإن شهادتنا لا شك أن فيها خير لكنها لا يتوقَّف عليها دخولهم الجنة، فالسَّلامة أسلَم، نعم، نقول: نرجوا أن يكون من أهل الجنة، نخاف أن يكون من أهل النار، هذا لا بأس به، وفرقٌ بين الرجاء والجَزم، الجزم معناه تشهد أن هذا بعينه من أهل الجنة، فإن قال قائل: لو اتَّفقت الرؤية، بمعنى أن أناساً من أهل الصلاح والخير اتَّفقت رؤياهم على أن فلاناً في الجنة، هل نشهَد؟ هذا يُمكن أن يُقال إن كان هناك قرائن تدل على صدق الرؤيا فيمكن أن نشهد لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما رأى جماعة من الصحابة ليلة القدر قال: ( أرى رؤياكم قد تواطأت فن كان متحرِّيها فليتحرَّها في السبع الأواخر ) ففي هذا إشارة إلى أن الرؤى إذا تواطأت فإنها تفيد حكماً، وقد يُقال: إن هذا في الصحابة رضي الله عنهم، والصحابة لهم حال غير الناس، ولهذا لما أثنوا على الرجل خيراً، والثاني أثنوا عليه شرَّاً قال: وجَبَت، وجَبَت، فشهادة الصحابة ليست كشهادة غيرهم من الناس، لبروز عدالتهم وثقتهم وأمانتهم.