حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات حفظ
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات )
الشيخ : قوله: نعى النجاشي النجاشي لقبٌ لكل من ملك الحبشة، يسمّى نجاشي، كما أن كِسْرى لقب لكل من ملك الفرس، وهرقل لقبٌ لكل من ملك الروم، وفرعون لقبٌ لكل من ملك مصر وهو كافر، هذه ألقاب عامة، وهذا الرجل النجاشي رضي الله عنه كان مؤمناً وصالحاً بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أخاً للصحابة بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم، مات فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي، في نفس اليوم، ليس هناك برقية ولا تلغراف، ولا شيء، لكنه الوحي، فنعاهم: أي أخبرهم بموته، وخرج بهم عليه الصلاة والسلام إلى المصلَّى، والظاهر أنه مصلَّى العيد، إظهاراً لشرف هذا الرجل، الذي آمن بالله ورسوله، وآوى الصحابة رضي الله عنهم، خرج بهم إلى المصلَّى وصلَّى بهم، وصفَهم كما سيأتي إن شاء الله.
فإن قال قائل: ما الجمع بين هذا (نعى النجاشي)، وبين النهي عن النعي؟ الجواب من أحد وجهين: إما المراد بالنعي المنهي عنه، النعي الذي فيه: الثناء، والإطراء، والغلو كما كانوا يفعلون في الجاهلية، وإما أن يُراد بالنعي المنهي عنه: النعي الذي بعد الصلاة عليه ودفنه، فيُقال: منهيٌّ عنه، أما قبل أن يُصلى عليه يُنعى، ويُخبر بموته لكي يكثُر عليه المصلُّون فهذا لا بأس به، ولعل هذا أولى، أما الأول -يعني قصدي إذا نعوه بعد أن انتهى دفنه وتجهيزه- فهذا يدخل في النهي، إلا إذا كان هناك سبب، مثل أن يكون هذا الميت ممن يُعامل الناس، ويُعاملونه، فيُخبر بأنه مات ليكون من له حقٌّ عليه مُبدياً حقَّه، أو من له حقٌّ له يُبدي استعدادَه لأداءه الورثة، فهذا النعي ليس المقصود بذلك إظهار شرف الميت، وإنما المقصود هو المصلحة.
وفي هذا الحديث النص أنه كبَّر بهم أربع تكبيرات.