وحدثنا حسن بن الربيع البجلي حدثنا بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها حفظ
القارئ : وحدثنا حسن بن الربيع البجلي حدثنا بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها )
الشيخ : هذا أيضاً ما سبق من تحريم الجلوس على القبر، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه إن جلس على جمرة فخرقت ثيابه، فخَلَصَت إلى جلده، خير له من أن يجلس على القبر، أما حديث أبي مرثَد ففيه دليل على أنه لا يجوز الصلاة إلى القبر، لا تجوز الصلاة إلى القبر بمعنى: أن تجعل القبر بينك وبين القبلة، سواءٌ في مقبرة أو غير مقبرة، حتى لو وجدت قبراً في غير مقبرة، فإنه لا يحِل لك أن تُصلِّي إليه، وهل إذا فعل تبطل الصلاة؟ الجواب: نعم تبطُل الصلاة، لأن هذه صلاة منهيٌّ عنها بذاتها، لا تصلوا إلى القبور، فإن قام وصلَّى قيل إن هذا قد فعل ما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام، فيكون فعله معصية، ولا يمكن أن تكون معصية مع طاعة، إذ لا يمكن أن يكون الشيء مأموراً به منهياً عنه ي آنٍ واحد.
فإن قال قائل: فالصلاة في المقبرة أتجوز قلنا لا، الصلاة في المقبرة لا تجوز ولو كانت القبور خلف ظهرك، لأنه قد نُهي عن الصلاة في المقابر، حتى إن قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر) قالوا أن معناه: لا يُصلى فيها، فالمعنى: لا تتركوا الصلاة في البيوت، كما هي تُتْرك في المقابر، وعليه فنقول: الصلاة في المقبرة حرام، ولا تصح، ولو كانت المقبرة واسعة جداً، وصليت مثلاً عند الباب، والقبور بعيدة عنك، هذه واحدة، ثانياً: الصلاة إلى القبر لا تحل، كل هذا حمايةً لجانب التوحيد من الشرك، لأن القلوب تتعلق بالأموات كثيراً، فإذا ألِفَت الصلاة عندها مثلاً في المقبرة أو إليها فإنه ربما يستزلُّهم الشيطان حتى يصلوا إلى عبادة هذا القبر.