فوائد حفظ
الشيخ : في هذه الحديث دليل على أنه من سنة أن يزور الإنسان المقابر لأنها تذكر الموت تذكر الآخرة وفي أيضاً أنه ليس له وقت محدود لا يوم الجمعة ولا ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس من يوم الجمعة وإنما هو متى وجد الإنسان من نفسه غفلة خرج إلى المقابر ويتعظ ويتذكر الآخرة وفيه أيضاً على جواز زيارة القبور في الليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البقيع في الليل وفيه دليل على أنه يجوز لمن له زوجات متعددة أن يشتغل في ليلة إحداهن بما لا يشتغل به في ليلة الأخرى ولكن هل يقال إن هذا الاستدلال مطروح لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجب عليه القسم بين زوجاته كما قال به بعض العلماء مستدلين بقوله تعالى : (( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء )) أو أنه يجب عليه القسم لقوله ( هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك ) ولكنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا لأنه يعلم أن نساءه يرضين ولهذا لما خاف أن لا يرضين في مرض موته كان يمرض عليه الصلاة في بيت كل امرأة ويقول أين أنا غداً؟ أين أنا غداً ؟ ثم استاذن من نسائه أن يمرض في بيت عائشة لأنها أحب النساء إليه والظاهر الثاني بمعنى أنه يجوز للزوج ذوي العدد من النساء أن يخص بعض نسائه بأن يذهب في ليلتها إلى عمل صالح أو ما أشبه ذلك بشرط أن لا يحصل من ذلك مفسدة والمفسدة أن تشعر بقية الزوجات بأنه جائر في حقهن بمعنى أنه فعل مثل هذه الأفعال في يوم هذه المرأة لأنه يحبها أو ما أشبه ذلك ، فإذا لم يكن في ذلك مفسدة فلا بأس.
وقوله : ( اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) هل يقال إن هذا الدعاء شامل لكل من كان في بقيع الغرقد أو أنهم الموجودون في ذل الوقت؟ في احتمال أنهم الموجودون في ذلك الوقت أو لجميع أهل بقيع الغرقد لكن الظاهر والله أعلم لأهل الغرقد أنهم الموجودون في ذلك الوقت لأن الذين لم يوجدوا لم يكونوا من أهله لم يكونو من أهله بعد .