فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث طويل وفيه فوائد، وهو مما يُكتَب:
فيه فوائد منها: تشويق المخاطَب إلى ما يحدِّث به، لقول عائشة رضي الله عنها: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني
وفيه أيضاً من فوائده: تقديم الأحق بالتقديم، حتى على النفس، لأنها قالت عن رسول الله وعني، ولم تقل عني وعن رسول الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحق بالتقديم، فقدَّمته رضي الله عنها.
وفيه أيضاً من الفوائد: أنه يجوز للإنسان أن يضيف إحدى زوجات النبي عليه الصلاة والسلام إلى نفسه، بلفظ أمي بدل أن يقول: أم المؤمنين، وإذا قال عن عائشة: أم المؤمنين فالأمر واضح، كلٌ يعرف أنها ليست أمه التي ولدته، لكن إذا قال : عن عائشة أمي فهذا إن كان يُعرف من السياق أن المراد بها أم المؤمنين فلا بأس، كما لو جاء بحديث عن عائشة أمي رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا فلا بأس.
أما إذا لم يكن كذلك فإنه يوهم أن تكون أمه التي ولدته، وفيه أيضاً حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله، وفيه أيضاً أنه عند المنام لا بأس أن يخفف الإنسان من ثيابه، لقوله: إنه وضع رداءه، وأن الرسول قال: إن جبريل ما كان ليدخل عليك وقد وضعتِ ثيابك، وهذا يدل أيضاً أنه يجوز أن ينام الرجل مع أهله بدون ثياب، لكن ينبغي أن يضع عليهما كساءً أو نحوه لأنه أبعَد عن الشياطين.
وفيه أيضاً من فوائد الحديث: أن الإنسان ينبغي أن له يدخل بنعليه غلى مكان نومه، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ذلك، ولا سيما إذا كان يتأهب لخروج
وفيه أيضاً من فوائده: أن الإنسان إذا كان حوله نيام أن يفعل الشيء سرَّاً بقدر ما يُمكن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل كذلك، كان قائماً رويداً رويداً، وفتح الباب لئلا تستيقظ عائشة رضي الله عنها، وفيه دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم الغيب، لو كان يعلم الغيب لعلم أن عائشة لم ترقد، وأنها صاحية
وفيه أيضا من الفوائد: شدة غيرة عائشة رضي الله عنها، لأنها خافت أنه خرج إلى بعض نسائه، مع أنها تعلم أن النبي أقوم الناس عدلاً، وأنها من أحب نسائه إليه، لكن لشدَّة غيرتها خافت هذه المخافة.
ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف ورفع يديه ثلاث مرَّات، يدعو لأهل بقيع الغرقد، لأن جبريل أمره أن يخرج ويستغفر لهم.
وفيه ايضاً من فوائده: استحباب رفع اليدين في الدعاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، فمن العلماء من قال: إن الأصل في الدعاء رفع اليدين، لأنه من أسباب الإجابة، إلا إذا دلَّ دليل على عدم الرفع.
وهذه المسألة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما ثبت فيه الرفع، والثاني: ما ثبت فيه عدم الرفع، والثالث: ما كان الظاهر فيه عدم الرفع، ففي هذه الأقسام الثلاث الأمر واضح، وما لم يدل دليل على عدم الرفع فالأصل فيه الرفع، وقال بعض العلماء: إنما يرفع الإنسان يديه عند الابتهال، وشدة الدعاء، أما الدعاء العابر فلا يحتاج إلى رفع يد، وبناءً على هذا مثلاً إذا قلت لأخيك مثلاً: هداك الله لم فعلت كذا وكذا، أو نسأل الله لك الهداية وما أشبه ذلك لا يحتاج إلى رفع اليد، لأن هذا من الدعاء، وهذا والله أعلم هو الظاهر أن الذي ليس فيه ابتهال، وشدة إلحاح فإنه لا يحتاج إلى رفع، لكن ما كان يحتاج إلى إلحاح أو ابتهال ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة، ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل عائشة وأرادت أن تخفي الأمر قال: إما أن تُخبريني أو يخبرني العليم الخبير، والظاهر أن هذا بعد نزول آية التحريم، لقوله تعالى : قال نبَّأني اللطيف الخبير. في القرآن العليم الخبير وهذا اللطيف الخبير
وفيه أيضاً من فوائد الحديث: أنه يجوز للرجل أن يضرب زوجته لكن ضرباً غير مبرِّح
وفيه أيضاً: صراحة عائشة رضي الله عنها، لما قال لها: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله: نعم، هذا دليل على صراحتها رضي الله عنها، والأمر خطير، لكنها هي رضي الله عنها خافت الحَيف ليس الحيف الذي هو ضد العدل وأنه الجَور، لكن خافت أن الإنسان زوج وربما تسول نفسه أن يطلب الزوجة الأخرى من دون قصد الظلم.
ومن فوائد هذا الحديث: أن جبريل عليه السلام يتكلم بكلام مسموع، لكنه قد يكون خفيَّاً وقد يكون فوق ذلك، لأنه كلم النبي صلى الله عليه وسلم بخفية.
من فوائد هذا الحديث: امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الله، حيث خرج في الليل من أجل أن يفعل ما أمره الله به من الاستغفار لأهل البقيع.
ومن فوائده: رحمة الله تعالى بأهل البقيع، حيث أمر الله نبيَّه أن يخرج إليهم ويستغفر لهم
وفيه أيضاً: استحباب دعاء المرأة بهذا الدعاء، لأن الرسول قال لها مرشداً: قولي ..إلخ، ولكن هل يُستحب أن تخرج للزيارة؟ فالصواب أنه لا يُستحب، بل إنه من الكبائر، كما مر علينا في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم، ولكن إذا مرت بلا قصد فلا بأس أن تقف وتسلِّم، وتدعو بهذا الدعاء.
وفيه أيضاً: دليل على أن القبور ديار، لقولها: على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين.
وفيه أضا دليل على الفرق بين الإيمان والإسلام، لأنه عطف المسلمين على المؤمنين والعطف يقتضي المغايرة.
وفيه أن الإيمان أفضل من الإسلام، حيث قدم المؤمنين على المسلمين، وليُعلم أن الإيمان والإسلام شيء واحد إذا انفردا، يعني إذا انفرد كل واحد منهما عن الآخر، وأنهما شيئان إذا اقترن أحدهما بالآخر، فمثال اقتران أحدهما بالآخر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن الإسلام والإيمان، ومثال انفراد أحدهما عن الآخر : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأمثلة كثيرة في القرآن والسنة.
وقوله: فهل أنتم مسلمون هنا ذكر الإسلام دون الإيمان، لكن يدخل فيه الإيمان بلا شك، فإن قال قائل: ماذا تقولون في قول الله تعالى: ((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين))؟ نقول: إن هذا مما يدل على أن هناك فرقاً بين الإسلام والإيمان، لأن المؤمنين نجوا من العذاب، وأما المسلم مع هؤلاء المؤمنين، فلم ينجُ، وهو امرأة لوط، لأن امرأة لوط كانت في بيته لكنها مستسلمة، وظاهرها أنها مسلمة، ولكنها كانت كافرة، ولهذا أصابها العذاب الذي أصاب قومها.
وفيه أيضا من فوائد هذا الحديث : أن الرسول دعا للمتقدمين منهم والمستأخرين، فهل يراد المتقدمين بالإضافة إلى من ماتوا قريباً، أو يُقال إن المستأخرين كل من دفن في هذه البقعة، فيه احتمال والله أعلم، لكن كما قلت لكم فيما سبق إن قوله أهل الديار أو دار قوم يدل على أنهم هم الموجودون.
وفي هذا الحديث إشكال وهو قوله: (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) ، حيث أكَّد اللحوق ب إن، واللام، مع أن الأمر مؤكد فيقال: ولو كان الأمر مؤكداً فلا بأس أن يؤكد المؤكَّد، يدل على قوة الإيمان، وأن إيمانه بذلك مؤكد، وفيه إشكال، وهو قوله إن شاء الله، فكيف يقول إن شاء الله في أمر لا بد منه؟
قال بعض أهل العلم: إن المعنى: وإنا إن شاء الله بكم لاحقون على الإيمان، وليس المراد باللحوق الموت، وقال آخرون: بل هو لحوق الموت لكنه قيل ذلك على سبيل التعليل يعني أننا نلحق بكم بمشيئة الله، كقوله تعالى: ((لتدخلنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين)) مع أنه يعلم أنهم سيدخلون، لكن في هذا إشارة إلى أن ما يقع إنما يكون بمشيئة الله، هذان جوابان الجواب الثالث: أن قوله إن شاء الله من باب التبرك وليس من باب التعليق، والأقرب والله أعلم أنها من باب التعليق، وأن المعنى أننا إذا لحقنا بكم فإننا نلحق بكم بمشيئة الله.
فيه فوائد منها: تشويق المخاطَب إلى ما يحدِّث به، لقول عائشة رضي الله عنها: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني
وفيه أيضاً من فوائده: تقديم الأحق بالتقديم، حتى على النفس، لأنها قالت عن رسول الله وعني، ولم تقل عني وعن رسول الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحق بالتقديم، فقدَّمته رضي الله عنها.
وفيه أيضاً من الفوائد: أنه يجوز للإنسان أن يضيف إحدى زوجات النبي عليه الصلاة والسلام إلى نفسه، بلفظ أمي بدل أن يقول: أم المؤمنين، وإذا قال عن عائشة: أم المؤمنين فالأمر واضح، كلٌ يعرف أنها ليست أمه التي ولدته، لكن إذا قال : عن عائشة أمي فهذا إن كان يُعرف من السياق أن المراد بها أم المؤمنين فلا بأس، كما لو جاء بحديث عن عائشة أمي رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا فلا بأس.
أما إذا لم يكن كذلك فإنه يوهم أن تكون أمه التي ولدته، وفيه أيضاً حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله، وفيه أيضاً أنه عند المنام لا بأس أن يخفف الإنسان من ثيابه، لقوله: إنه وضع رداءه، وأن الرسول قال: إن جبريل ما كان ليدخل عليك وقد وضعتِ ثيابك، وهذا يدل أيضاً أنه يجوز أن ينام الرجل مع أهله بدون ثياب، لكن ينبغي أن يضع عليهما كساءً أو نحوه لأنه أبعَد عن الشياطين.
وفيه أيضاً من فوائد الحديث: أن الإنسان ينبغي أن له يدخل بنعليه غلى مكان نومه، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ذلك، ولا سيما إذا كان يتأهب لخروج
وفيه أيضاً من فوائده: أن الإنسان إذا كان حوله نيام أن يفعل الشيء سرَّاً بقدر ما يُمكن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل كذلك، كان قائماً رويداً رويداً، وفتح الباب لئلا تستيقظ عائشة رضي الله عنها، وفيه دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم الغيب، لو كان يعلم الغيب لعلم أن عائشة لم ترقد، وأنها صاحية
وفيه أيضا من الفوائد: شدة غيرة عائشة رضي الله عنها، لأنها خافت أنه خرج إلى بعض نسائه، مع أنها تعلم أن النبي أقوم الناس عدلاً، وأنها من أحب نسائه إليه، لكن لشدَّة غيرتها خافت هذه المخافة.
ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف ورفع يديه ثلاث مرَّات، يدعو لأهل بقيع الغرقد، لأن جبريل أمره أن يخرج ويستغفر لهم.
وفيه ايضاً من فوائده: استحباب رفع اليدين في الدعاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، فمن العلماء من قال: إن الأصل في الدعاء رفع اليدين، لأنه من أسباب الإجابة، إلا إذا دلَّ دليل على عدم الرفع.
وهذه المسألة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما ثبت فيه الرفع، والثاني: ما ثبت فيه عدم الرفع، والثالث: ما كان الظاهر فيه عدم الرفع، ففي هذه الأقسام الثلاث الأمر واضح، وما لم يدل دليل على عدم الرفع فالأصل فيه الرفع، وقال بعض العلماء: إنما يرفع الإنسان يديه عند الابتهال، وشدة الدعاء، أما الدعاء العابر فلا يحتاج إلى رفع يد، وبناءً على هذا مثلاً إذا قلت لأخيك مثلاً: هداك الله لم فعلت كذا وكذا، أو نسأل الله لك الهداية وما أشبه ذلك لا يحتاج إلى رفع اليد، لأن هذا من الدعاء، وهذا والله أعلم هو الظاهر أن الذي ليس فيه ابتهال، وشدة إلحاح فإنه لا يحتاج إلى رفع، لكن ما كان يحتاج إلى إلحاح أو ابتهال ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة، ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل عائشة وأرادت أن تخفي الأمر قال: إما أن تُخبريني أو يخبرني العليم الخبير، والظاهر أن هذا بعد نزول آية التحريم، لقوله تعالى : قال نبَّأني اللطيف الخبير. في القرآن العليم الخبير وهذا اللطيف الخبير
وفيه أيضاً من فوائد الحديث: أنه يجوز للرجل أن يضرب زوجته لكن ضرباً غير مبرِّح
وفيه أيضاً: صراحة عائشة رضي الله عنها، لما قال لها: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله: نعم، هذا دليل على صراحتها رضي الله عنها، والأمر خطير، لكنها هي رضي الله عنها خافت الحَيف ليس الحيف الذي هو ضد العدل وأنه الجَور، لكن خافت أن الإنسان زوج وربما تسول نفسه أن يطلب الزوجة الأخرى من دون قصد الظلم.
ومن فوائد هذا الحديث: أن جبريل عليه السلام يتكلم بكلام مسموع، لكنه قد يكون خفيَّاً وقد يكون فوق ذلك، لأنه كلم النبي صلى الله عليه وسلم بخفية.
من فوائد هذا الحديث: امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الله، حيث خرج في الليل من أجل أن يفعل ما أمره الله به من الاستغفار لأهل البقيع.
ومن فوائده: رحمة الله تعالى بأهل البقيع، حيث أمر الله نبيَّه أن يخرج إليهم ويستغفر لهم
وفيه أيضاً: استحباب دعاء المرأة بهذا الدعاء، لأن الرسول قال لها مرشداً: قولي ..إلخ، ولكن هل يُستحب أن تخرج للزيارة؟ فالصواب أنه لا يُستحب، بل إنه من الكبائر، كما مر علينا في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم، ولكن إذا مرت بلا قصد فلا بأس أن تقف وتسلِّم، وتدعو بهذا الدعاء.
وفيه أيضاً: دليل على أن القبور ديار، لقولها: على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين.
وفيه أضا دليل على الفرق بين الإيمان والإسلام، لأنه عطف المسلمين على المؤمنين والعطف يقتضي المغايرة.
وفيه أن الإيمان أفضل من الإسلام، حيث قدم المؤمنين على المسلمين، وليُعلم أن الإيمان والإسلام شيء واحد إذا انفردا، يعني إذا انفرد كل واحد منهما عن الآخر، وأنهما شيئان إذا اقترن أحدهما بالآخر، فمثال اقتران أحدهما بالآخر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن الإسلام والإيمان، ومثال انفراد أحدهما عن الآخر : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأمثلة كثيرة في القرآن والسنة.
وقوله: فهل أنتم مسلمون هنا ذكر الإسلام دون الإيمان، لكن يدخل فيه الإيمان بلا شك، فإن قال قائل: ماذا تقولون في قول الله تعالى: ((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين))؟ نقول: إن هذا مما يدل على أن هناك فرقاً بين الإسلام والإيمان، لأن المؤمنين نجوا من العذاب، وأما المسلم مع هؤلاء المؤمنين، فلم ينجُ، وهو امرأة لوط، لأن امرأة لوط كانت في بيته لكنها مستسلمة، وظاهرها أنها مسلمة، ولكنها كانت كافرة، ولهذا أصابها العذاب الذي أصاب قومها.
وفيه أيضا من فوائد هذا الحديث : أن الرسول دعا للمتقدمين منهم والمستأخرين، فهل يراد المتقدمين بالإضافة إلى من ماتوا قريباً، أو يُقال إن المستأخرين كل من دفن في هذه البقعة، فيه احتمال والله أعلم، لكن كما قلت لكم فيما سبق إن قوله أهل الديار أو دار قوم يدل على أنهم هم الموجودون.
وفي هذا الحديث إشكال وهو قوله: (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) ، حيث أكَّد اللحوق ب إن، واللام، مع أن الأمر مؤكد فيقال: ولو كان الأمر مؤكداً فلا بأس أن يؤكد المؤكَّد، يدل على قوة الإيمان، وأن إيمانه بذلك مؤكد، وفيه إشكال، وهو قوله إن شاء الله، فكيف يقول إن شاء الله في أمر لا بد منه؟
قال بعض أهل العلم: إن المعنى: وإنا إن شاء الله بكم لاحقون على الإيمان، وليس المراد باللحوق الموت، وقال آخرون: بل هو لحوق الموت لكنه قيل ذلك على سبيل التعليل يعني أننا نلحق بكم بمشيئة الله، كقوله تعالى: ((لتدخلنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين)) مع أنه يعلم أنهم سيدخلون، لكن في هذا إشارة إلى أن ما يقع إنما يكون بمشيئة الله، هذان جوابان الجواب الثالث: أن قوله إن شاء الله من باب التبرك وليس من باب التعليق، والأقرب والله أعلم أنها من باب التعليق، وأن المعنى أننا إذا لحقنا بكم فإننا نلحق بكم بمشيئة الله.