فوائد حديث : ( ... عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ وربما قال يعطي ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين ) . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا فيه بيان فريضة التعاون على البر والتقوى، وأن المعين إذا أعطاها لعبد صالح، يشاركه فيه، والظاهر والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الصدقة على سبيل المثال، وإلا كل من أعان على خير، فله مثل أجر من فعل، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله في خيرٍ فقد غزا ) فيستفاد منه الحث على التساعد والتعاون في عمل الخيرو ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قد اشترط الخازن المسلم الأمين، فلو كان خازن غير مسلم، فإنه لا يستحق الأجر، لأن غير المسلمين لا تقبل منهم أعمالهم الصالحة، ولكن لو أسلموا فإنها تكتب لهم أعمالهم الصالحة التي فعلوها ... ولا تكتب عليهم السيئات، واشترط النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون أمينا، فإن كان غير أمين، بحيث يتصرف فيما وكل فيه لمصلحة نفسه، فهذا ليس له أجر، مثل أن يستقرض من المال الذي أعطيه لينفقه، ويتصدق به في سبيل الله، فتجده يحتاح ذهب يستقرض وهذا حرام لا يجوز إلا بإذن من أعطاه، وقوله عليه الصلاة والسلام الذي ينفذ أو يعطي ما أمر به ) هل هذا تفسير للأمين، أو وصف زائد على الأمانة، هو وصف زائد على الأمانة أو... وصف من جملة الأمانة، لأن الأمين غير الذي ينفذ، من الناس قوي في التنفيذ ولعمل لكنه غير أمين، ومن فوائد هذا الحديث أن من أمر بتنفيذ الشيء أو وكل فيه، فإنه لا يتجاوز ما أمر به، فإذا قيل له يا فلان خذ هذه 1000 ريال أعطها فلاناً ، ثم إن فلاناً الذي أمر أن يعطيه توفي، فهنا ليس له الحق، أن يتصرف في هذا الألف فيعطيه الورثه، ولا أن يتصرف فيه فيعطيه غيره، لأنه مقيد بالأمر، ومن ذلك إذا تبرع الناس ببناء مسجد، وزادت النفقة فإنه لا يجوز له أن يصرفه، في مسجد آخر، اللهم إلا إذا تعذر، مراجعة المتبرعين، فحينئذ لا بأس أن يصرفه في بناء مسجد آخر، يساويه في الحاجة، يساويه في كثرة المصلين، أو ما أشبه ذلك، وفي هذا الحديث أيضاً دليل على أن الوكيل ينبغي له أن تكون نفسه طيبة في صرف ما أمر بصرفه لأنه يقول عليه الصلاة والسلام : ( كاملا موفراً طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به ) فلا ينبغي أن تعطي وأنت تظهر المنة أو التكره أو ما أشبه ذلك، أعاننا الله وإياكم. نعم.