فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان قال أبو بكر الصديق يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وأرجو أن تكون منهم ) حفظ
الشيخ : الشاهد قوله : ( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير ) الزوجان يحتمل المراد بهما الصنفان كما قال الله تعالى : (( احشروا الذين ظلموا وأزواحهم )) أي أصناف وليس المراد زوجاتهم، ويحتمل أن يراد بالزوج زوج العدد يعني أنفق دينارين أنفق من الذهب دينارين وأنفق من الفضة كم؟ درهمين، وأنفق من الماشية شاتين أو شاةً وخاروفاً، حتى يكون النسل، فالمهم أن هذا كله داخل في الحدبث وأدنى ما فيه من أنفق زوجين أي في العدد، أي عددين، كدرهمين من الفضة ودينارين من الذهب، وشاتين من الغنم وما أشبه ذلك، تقول يا عبد الله هذا خير، يعني كأنه يقول أقبل هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دعي من باب الصلاة، المراد من أهل الصلاة أن عمله أكثره الصلاة، وإلا إذا كان من أهل الصلاة وليس من أهل الزكاة، أو كان من أهل الزكاة وليس من أهل الصلاة ، فهذا إما أن يكون كافرا أو فاسقا فسقا عظيما، المراد من أهل الصلاة أي من مَن أكثر عملهم الصالح الصلاة، ولهذا تجدون الناس الآن يقولون فلان ما شاء الله صاحب صلاة وهومسلم، فلان صاحب صدقة، فلان صاحب جهاد وهو مسلم يعمل الأركان الأخرى ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، الريان خصه بهذا الوصف لأن الغالب على الصوم العطش، ومن عطش في طاعة الله، فجزاءه أن يروى بثواب الله، لهذا قال دعي من باب الريان، قال أبو بكر الصديق يا رسول الله : ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، يعنى ما على أحد يدعى من تلك الأبواب أي من واحد منها، يعني كل إنسان يمكن يكثر من الصلاة، من الصدقة ، من الجهاد، من الصيام، فهل يدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال نعم يمكن، يعني يمكن يكون كثير الصلاة، كثير الصيام ، كثير الجهاد ، كثير الصدقة فيدعى من إيش ؟ من جميع الأبواب قال : ( وأرجو أن تكون منهم )، وهذه شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق أنه من خير هذه الأمة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رجا أن يكون من هؤلاء ولم يحزم بذلك لأن هذا يعود إلى عمل الإنسان، إلى عمل الإنسان فإذا عمل دعي من كل الأبواب، لكن في عكاشة بن محصن لما قال أدع الله أن يجعلني منهم، قال أنت منهم، هذا فرق، فرق آخر أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقل أدع الله أن يجعلني منهم ،بل سأل هل يمكن أن يدعى أحد من هذه الأبواب كلها؟ قال نعم وأرجو أن تكون منهم، وكأنه عليه الصلاة والسلام يحث أبا بكر على إيش على أن يعمل، حتى يكون من أهل هذه الأبواب كلها، لهذا قال أرجو أن تكون منهم، يعني بعملك حتى تصل إلى هذا الثواب، فلا يقال لماذا جزم النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة لعكاشة دون أبا بكر؟ الفرق بينهما ظاهر، عكاشة إيش قال؟ ادع الله أن يجعلني منهم، قال : أنت منهم.
ثانيا : أبو بكر لم يقل ادع الله أن يجعلني منهم، سأل عن هل يمكن أن يكون أن يعمل الإنسان في هذه الأعمال كلها؟ فقال نعم وأرجو أن تكون منهم أي بعملك حتى تعمل وتستحق الدعوة من هذه الأبواب كلها. نعم.