فوائد : ( ... عن نبيشة الهذلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام التشريق أيام أكل وشرب ) حفظ
الشيخ : أيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد عيد يوم النحر ، وسميت بذلك لأن الناس في ذلك الوقت كانوا يشرقون اللحم أي ينشرونه على الشمس حتى ييبس فلا يخنز ، وتسمى أيام التشريح بالحاء لأن الناس يشرحون اللحم أيضاً ويضعونه على الحبال حتى لا يخنز ولا يعفن فهي ثلاثة أيام .
هذه الأيام الثلاثة تشترك في جميع الأحكام على القول الراجح لا يختلف واحداً منها عن الآخر كل الأحكام حتى في الذبح فهي أيام ذبح للأضاحي خلافاً لمن قال إنها يومان فقط وأن الثالث لا ذبح فيه ، وهذا القول ضعيف .
والصواب أن أيام التشريق الثلاثة بعد العيد كلها أيام ذبح للأضاحي فتكون أيام ذبح الأضاحي أربعة أيام .
وهنا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) فيشرع فيها أيضاً كثرة الذكر ، وهو يدل على أن فيها التكبير المطلق والمقيد خلافاً لمن قال من العلماء أنه ليس فيها إلا تكبير مقيد أدبار الصلوات فقط .
فالصواب أنه أي أيام التشريق محل للتكبير كلها ليلها ونهارها .
وفيه إشارة إلى أنها فيها نوع من أحكام العيد ، فإن يوم النحر لا شك أنه هو اليوم الذي نأكل فيه من نسكنا كما قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، وهذه الأيام أيضاً نأكل فيها من نسكنا ، ففيه إشارة أن فيها نوعاً من العيد ، ولهذا عدها بعض العلماء من أيام العيد ثلاثة وعد عرفة أيضاً من أيام العيد تكون أربعة ويوم عيد النحر يكون خمسة وعيد الأسبوع الجمعة تكون ستة .
لكن الصحيح أن هذه تابعة ، وأن العيد الأصلي هو عيد النحر وعيد الأضحى فقط ، وأما عيد عرفة وعيد أيام التشريق فهي بمنزلة الرواتب للصلاة يعني أنها تابعة.