فوائد حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث كما ترون فوائد .
منها : آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان في توقيته لأهل الشام واليمن إشارة إلى أن هذه البلاد سوف تفتح ويحج أهلها .
وفيه أيضًا : التسهيل على الأمة .
وفيه : تعظيم البيت ، وأن من أتى إليه من أي ناحية وهو يقصده ليعبد الله بعمرة أو حج فإنه لا بد أن يحرم .
وفيه : أن من دون هذه المواقيت يحرم من مكانه .
فإن قال قائل : إذا كان من خارج المواقيت ومر بالميقات وهو لا يريد حج ولا عمرة ، ولكنه بعد أن تجاوز الميقات طرأ عليه فأراد الحج أو العمرة ، فمن أين يحرم ؟ يحرم من حيث أنشأ ، لأن في بعض ألفاظ هذا الحديث : ( فمن حيث أنشأ ) نقول : أحرم من حديث أنشأت .
فإذا قال قائل : ما تقولون في رجل من أهل جدة ، مر بالمدينة قاصدًا أهله وهو يريد أن يحج هذا العام ، هل يلزمه أن يحرم بالحج من ميقات أهل المدينة أو لا يلزم الإحرام إلا إذا كان الحج وأحرم من جدة ؟
الثاني ، لأن هذا الذي مر ، مر لا يريد الحج الآن أي في سفره هذا ، وإنما مر بهذا الميقات قاصدًا أهله ، لكنه سيحج هذا العام ، وكذلك لو كان من أهل مكة ، وذهب إلى أهله ، وهو يريد أن يحج هذا العام لكن مروره بالميقات الآن ليس بقصد النسك ، فإنه لا يلزمه الإحرام إلا من أهله .
السائل : شيخ الذين ليس لهم ميقات فيأتون عن طريق السودان ؟
الشيخ : الذين ليس لهم ميقات ، يعني قصدك ميقات معين ، هؤلاء يُحرمون إذا حاذوا الميقات ، ولهذا لما جاء أهل البصرة والكوفة إلى عمر رضي الله عنه حين مُصِّرت هذه الأمصار قالوا : يا أمير المؤمنين ، إن النبي صلى الله عليه وسلم وقَّت لأهل نجد قرنًا ، وإنها جور عن طريقنا ، قال : انظروا إلى حذوها من الطريق ، فصاروا يحرموا من ذات عرق .
وأما إذا كان لا يُحاذي الميقات كالذي يأتي من سواكن من السودان فإن أول ما ينزل من المنازل جدة ، فيحرم من جدة ، وأما من زعم أن جدة ميقات لكل أحد بناء على أن الطائرات لا تهبط إلَّا فيها ، فقوله خطأ ، لأن الذين يأتون في الطائرات ، وإن كانوا لم يمروا بهذه المواقيت من الأرض لكن مروا بها من السماء ، حاذوها من السماء ، فيلزمهم أن يحرموا إذا حاذوها .