حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه سمع أباه رضي الله عنه يقول بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد يعني ذا الحليفة حفظ
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالكٍ ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله ، أنه سمع أباه رضي الله عنه ، يقول : بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ( ما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا من عند المسجد ) يعني ذا الحليفة .
الشيخ : نعم البيداء : هي الأرض الخالية من النبات والبناء وما أشبه ذلك الواسعة ، والذين قالوا بهذا منهم جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديثه الطويل : حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد ، وأخذ الناس بذلك ، وهي " البيداء " مكان من دون ذي الحليفة ، لكنها لاصقة لها ، وكان الناس يقولون : لا تهلوا إلا من البيداء ، بناء على حديث جابر .
وأما قول ابن عمر رضي الله عنه ( تكذبون ) فالكذب في لسان العرب الإخبار بخلاف الواقع ، سواء كان عن سهو أو خطأ أو عمد ، لكن الذي فيه الإثم الكذب عن عمد ، وعلى هذا فلا تستنكر أن يقول ابن عمر رضي الله عنهما في هذا : تكذبون على رسول الله ، لأنهم ما تعمدوا ، لكنهم سمعوا الرسول ، أهل بالتوحيد حين استوت به على البيداء ، ولم يقولوا إنه لم يهل قبل ذلك ، وهذا هو الذي سمعوه ، وقد مر علينا حديث ابن عباس رضي الله عنهما عندما جمع بين اختلاف الروايات في ذلك بأن كل إنسان حدث بما سمع .