حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن حاتم قال أبو بكر حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه قال دخلنا على جابر بن عبد الله فسأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت أنا محمد بن علي بن حسين فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى ثم نزع زري الأسفل ثم وضع كفه بين ثديي وأنا يومئذ غلام شاب فقال مرحبا بك يا بن أخي سل عما شئت فسألته وهو أعمى وحضر وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحفا بها كلما وضعها علي منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه إلى جنبه على المشجب فصلى بنا فقلت أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بيده فعقد تسعا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع قال اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك حفظ
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، جميعًا عن حاتمٍ ، قال أبو بكرٍ : حدّثنا حاتم بن إسماعيل المدنيّ ، عن جعفر بن محمّدٍ ، عن أبيه ، قال : ( دخلنا على جابر بن عبد الله ، فسأل عن القوم حتّى انتهى إليّ ، فقلت : أنا محمّد بن عليّ بن حسينٍ ، فأهوى بيده إلى رأسي ) .
الشيخ : ما نسبته إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
القارئ : ابن ابنه ؟
الشيخ : محمد بن علي بن الحسين بن علي ، جد أبيه علي رضي الله عنه جد أبيه .
القارئ : كيف دخل على جابر ،كيف أدرك جابر هذا الرجل ؟
الشيخ : محمد ؟
القارئ : أي نعم .
الشيخ : أدركه لأنه أدركه .
القارئ : يعني جابر قد أسن ؟
الشيخ : أي أسن نعم .
القارئ : قال : ( دخلنا على جابر بن عبد الله ، فسأل عن القوم حتّى انتهى إليّ ، فقلت : أنا محمّد بن عليّ بن حسينٍ ، فأهوى بيده إلى رأسي ، فنزع زرّي الأعلى ، ثمّ نزع زرّي الأسفل ، ثمّ وضع كفّه بين ثدييّ وأنا يومئذٍ غلام شابّ ، فقال : مرحبًا بك يا ابن أخي ، سل عمّا شئت ، فسألته ، وهو أعمى ، وحضر وقت الصّلاة ، فقام في نساجةٍ ملتحفًا بها ، كلّما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى جنبه ، على المشجب ، فصلّى بنا ، فقلت : أخبرني عن حجّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال بيده فعقد تسعًا ، فقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكث تسع سنين لم يحجّ ، ثمّ أذّن في النّاس في العاشرة ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حاجّ ، فقدم المدينة بشر كثير ، كلّهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ويعمل مثل عمله ، فخرجنا معه ، حتّى أتينا ذا الحليفة ، فولدت أسماء بنت عميسٍ محمّد بن أبي بكرٍ ، فأرسلت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : كيف أصنع ؟ قال : اغتسلي ، واستثفري بثوبٍ وأحرمي، فصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المسجد ، ثمّ ركب القصواء ، حتّى إذا استوت به ناقته على البيداء ، نظرت إلى مدّ بصري بين يديه ، من راكبٍ وماشٍ ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك ).
الشيخ : هذا لا شك بشر كثير ، أن يرى مد البصر من كل جهة وقد قدروا بنحو مائة ألف ، الذين حجوا مع الرسول ? ، يعني لم يبق من الصحابة غير أربع وعشرون ألف ، وإلّا فكلهم حجوا معهم ، لأنه أعلن عليه الصلاة والسلام الناس أنه سيحج ، فقدم الناس كلهم من أجل أن ينظروا إلى حجّ النبي ويقتدوا به .
فإن قال قائل : لماذا لم يحج النبي ? في السنة التاسعة ؟ أو في السنة الثامنة ، أو في السنة السابعة مثلًا ؟
قلنا : أن ما قبل التاسعة فلا يمكن أن يكون الحج ، لأنها قبل الفتح كانت مكة تحت سيطرة المشركين ، وقد ردوه عن العمرة ، فكيف عن الحج ، وأما في الثامنة بعد الفتح فكان مشتغلًا ? بالجهاد ، فإنه لم يفرغ من ثقيف إلّا في آخر ذي القعدة ، فهو مشتغل عليه الصلاة والسلام ?
وأما في السنة التاسعة فقيل إنّه لم يحج ، لأنّ هذا العام كان عام الوفود ، فإنّ العرب كانوا ينتظرون فتح مكة ، ولما فتحت انتظروا أيضًا القضاء على ثقيف ، لأنهم أمة لهم قوة ، فلما قضى عليهم النبي ? أذعنت العرب ، وصاروا يأتون أفواجًا إلى رسول الله ? بالمدينة ، فكان في المدينة يتلقى هؤلاء الوفود يعلمهم دينهم ?.
وسبب آخر : أنه في السنة التاسعة حجّ المشركون مع المسلمين ، فأراد النبيّ ، أن يكون حجّه خالصًا للمسلمين ، ولهذا أذّن في التاسعة : ( ألّا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ) .
هذا إن قلنا إن الحج فرض في التاسعة ، وإن قلنا أنه فرض في العاشرة فلا إشكال .
أعلم النبيّ صلى الله عليه وسلم الناس أنه سيحج في العاشرة ، فاجتمع الخلق كما ذكر جابر رضي الله عنه .
الشيخ : ما نسبته إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
القارئ : ابن ابنه ؟
الشيخ : محمد بن علي بن الحسين بن علي ، جد أبيه علي رضي الله عنه جد أبيه .
القارئ : كيف دخل على جابر ،كيف أدرك جابر هذا الرجل ؟
الشيخ : محمد ؟
القارئ : أي نعم .
الشيخ : أدركه لأنه أدركه .
القارئ : يعني جابر قد أسن ؟
الشيخ : أي أسن نعم .
القارئ : قال : ( دخلنا على جابر بن عبد الله ، فسأل عن القوم حتّى انتهى إليّ ، فقلت : أنا محمّد بن عليّ بن حسينٍ ، فأهوى بيده إلى رأسي ، فنزع زرّي الأعلى ، ثمّ نزع زرّي الأسفل ، ثمّ وضع كفّه بين ثدييّ وأنا يومئذٍ غلام شابّ ، فقال : مرحبًا بك يا ابن أخي ، سل عمّا شئت ، فسألته ، وهو أعمى ، وحضر وقت الصّلاة ، فقام في نساجةٍ ملتحفًا بها ، كلّما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى جنبه ، على المشجب ، فصلّى بنا ، فقلت : أخبرني عن حجّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال بيده فعقد تسعًا ، فقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكث تسع سنين لم يحجّ ، ثمّ أذّن في النّاس في العاشرة ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حاجّ ، فقدم المدينة بشر كثير ، كلّهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ويعمل مثل عمله ، فخرجنا معه ، حتّى أتينا ذا الحليفة ، فولدت أسماء بنت عميسٍ محمّد بن أبي بكرٍ ، فأرسلت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : كيف أصنع ؟ قال : اغتسلي ، واستثفري بثوبٍ وأحرمي، فصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المسجد ، ثمّ ركب القصواء ، حتّى إذا استوت به ناقته على البيداء ، نظرت إلى مدّ بصري بين يديه ، من راكبٍ وماشٍ ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك ).
الشيخ : هذا لا شك بشر كثير ، أن يرى مد البصر من كل جهة وقد قدروا بنحو مائة ألف ، الذين حجوا مع الرسول ? ، يعني لم يبق من الصحابة غير أربع وعشرون ألف ، وإلّا فكلهم حجوا معهم ، لأنه أعلن عليه الصلاة والسلام الناس أنه سيحج ، فقدم الناس كلهم من أجل أن ينظروا إلى حجّ النبي ويقتدوا به .
فإن قال قائل : لماذا لم يحج النبي ? في السنة التاسعة ؟ أو في السنة الثامنة ، أو في السنة السابعة مثلًا ؟
قلنا : أن ما قبل التاسعة فلا يمكن أن يكون الحج ، لأنها قبل الفتح كانت مكة تحت سيطرة المشركين ، وقد ردوه عن العمرة ، فكيف عن الحج ، وأما في الثامنة بعد الفتح فكان مشتغلًا ? بالجهاد ، فإنه لم يفرغ من ثقيف إلّا في آخر ذي القعدة ، فهو مشتغل عليه الصلاة والسلام ?
وأما في السنة التاسعة فقيل إنّه لم يحج ، لأنّ هذا العام كان عام الوفود ، فإنّ العرب كانوا ينتظرون فتح مكة ، ولما فتحت انتظروا أيضًا القضاء على ثقيف ، لأنهم أمة لهم قوة ، فلما قضى عليهم النبي ? أذعنت العرب ، وصاروا يأتون أفواجًا إلى رسول الله ? بالمدينة ، فكان في المدينة يتلقى هؤلاء الوفود يعلمهم دينهم ?.
وسبب آخر : أنه في السنة التاسعة حجّ المشركون مع المسلمين ، فأراد النبيّ ، أن يكون حجّه خالصًا للمسلمين ، ولهذا أذّن في التاسعة : ( ألّا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ) .
هذا إن قلنا إن الحج فرض في التاسعة ، وإن قلنا أنه فرض في العاشرة فلا إشكال .
أعلم النبيّ صلى الله عليه وسلم الناس أنه سيحج في العاشرة ، فاجتمع الخلق كما ذكر جابر رضي الله عنه .