شرح :( ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) حفظ
القارئ : ( ثمّ ركب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، حتّى أتى الموقف ، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصّخرات ، وجعل حبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة ، فلم يزل واقفًا حتّى غربت الشّمس ، وذهبت الصّفرة قليلًا ، حتّى غاب القرص ، وأردف أسامة خلفه ، ودفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ).
الشيخ : قوله : ( ثم ركب حتى أتى الموقف ) يعني حتى أتى عرفة ، وفيه إشارة إلى أن بطن عرنة ليس من الموقف ، لأن النبي ركب منها حتى أتى الموقف ، أي أتى عرفة التي هي الموقف ، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : وقفت ههنا وعرفة كلها موقف ، لكنه صلى الله عليه وسلم اختار أقصى عرفة من الناحية الشرقية الشمالية ، وهذا والله أعلم لأن من عادته صلى الله عليه وسلم أن يكون في الساقة مع قومه ، في آخره ، ليتفقد من احتاج إلى معونة أو مساعدة أو ما أشبه ذلك ،
وليس هذا من أجل اختصاص هذا المكان المعين بخصيصة ، بل كل عرفة موقف ، ولهذا قال : وقفت ههنا وعرفة كلها موقف ، كأنه يقول للناس : لا تشقوا على أنفسكم ، لا تتكلفوا الحضور إلى هذا المكان ، فأنتم في أمكنتهم على موقف صحيح ، والصخرات معروفة إلى الآن لا تزال موجودة معروفة ، وحبل المشاة يعني طريقهم ، وسمي حبلًا لأنه إذا طرق المكان صار علامة كالحبل .
وقوله رضي الله عنه : ( حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا حتى غاب القرص ) هذا من باب التأكيد على أن النبي صلى الله عليه وسلم بقي إلى تحقق غروب الشمس .
ويفهم من هذا الحديث أنه في ذلك اليوم كان الجو صحوًا ليس فيه سحاب يحول بين الناس ورؤية الشمس عند غروبها ، واستدل بهذا الحديث على أنه لا يجوز الدفع من عرفة نهارًا ن، وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم تأخّر حتى غابت الشمس مع أنه لو تقدّم ودفع قبل الغروب لكان ذلك أسمح له وللناس ، فكونه يتأخر حتى يأتي الليل ويظلم الجو ، يدل على أنه لا مناص من البقاء إلى أن تغرب الشمس ، وأيضًا : لو دفع قبل الغروب لكان في ذلك مشابهة للمشركين ، الذين يدفعون من عرفة إذا صارت الشمس على الجبال كعمائم الرجال ، فدفع النبي صلى الله عليه وسلم بعد الغروب .
وأما حديث عروة بن المضرس : ( من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع ، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلًا أو نهارًا فقد تم حجه وقضى تفثه ) فلا ينافي الوجوب لأنه إنما سأل ( يعني عروة ) عن وقوفه هل هو صحيح أو غير صحيح ، وربما يكون فيه دليل على قول من قال أنه لا يجب البقاء إلى غروب الشمس .
وقوله : ( أردف أسامة ) من أسامة ؟ ابن زيد ، لم يردف أكابر الصحابة ، ولا أقاربه ، أو أكابر أقاربه ، وإنما أردف هذا المولى ، إشارة إلى تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وتجنبه الأبهة والتفخيم ، أردف هذا المولى من بين سائر الصحابة ، ولا يلزم من فضيلة أسامة بهذه الخصيصة أن يكون أفضل من غيره مطلقًا ، لأن الفضل منه مقيد ومنه مطلق ، فأفضل الصحابة على الإطلاق هو أبو بكر رضي الله عنه ، ولكن لا يلزم أن يفضله غيره في بعض الخصائص ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) هذه خصيصة لم تكن لغيره رضي الله عنه .
الشيخ : قوله : ( ثم ركب حتى أتى الموقف ) يعني حتى أتى عرفة ، وفيه إشارة إلى أن بطن عرنة ليس من الموقف ، لأن النبي ركب منها حتى أتى الموقف ، أي أتى عرفة التي هي الموقف ، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : وقفت ههنا وعرفة كلها موقف ، لكنه صلى الله عليه وسلم اختار أقصى عرفة من الناحية الشرقية الشمالية ، وهذا والله أعلم لأن من عادته صلى الله عليه وسلم أن يكون في الساقة مع قومه ، في آخره ، ليتفقد من احتاج إلى معونة أو مساعدة أو ما أشبه ذلك ،
وليس هذا من أجل اختصاص هذا المكان المعين بخصيصة ، بل كل عرفة موقف ، ولهذا قال : وقفت ههنا وعرفة كلها موقف ، كأنه يقول للناس : لا تشقوا على أنفسكم ، لا تتكلفوا الحضور إلى هذا المكان ، فأنتم في أمكنتهم على موقف صحيح ، والصخرات معروفة إلى الآن لا تزال موجودة معروفة ، وحبل المشاة يعني طريقهم ، وسمي حبلًا لأنه إذا طرق المكان صار علامة كالحبل .
وقوله رضي الله عنه : ( حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا حتى غاب القرص ) هذا من باب التأكيد على أن النبي صلى الله عليه وسلم بقي إلى تحقق غروب الشمس .
ويفهم من هذا الحديث أنه في ذلك اليوم كان الجو صحوًا ليس فيه سحاب يحول بين الناس ورؤية الشمس عند غروبها ، واستدل بهذا الحديث على أنه لا يجوز الدفع من عرفة نهارًا ن، وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم تأخّر حتى غابت الشمس مع أنه لو تقدّم ودفع قبل الغروب لكان ذلك أسمح له وللناس ، فكونه يتأخر حتى يأتي الليل ويظلم الجو ، يدل على أنه لا مناص من البقاء إلى أن تغرب الشمس ، وأيضًا : لو دفع قبل الغروب لكان في ذلك مشابهة للمشركين ، الذين يدفعون من عرفة إذا صارت الشمس على الجبال كعمائم الرجال ، فدفع النبي صلى الله عليه وسلم بعد الغروب .
وأما حديث عروة بن المضرس : ( من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع ، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلًا أو نهارًا فقد تم حجه وقضى تفثه ) فلا ينافي الوجوب لأنه إنما سأل ( يعني عروة ) عن وقوفه هل هو صحيح أو غير صحيح ، وربما يكون فيه دليل على قول من قال أنه لا يجب البقاء إلى غروب الشمس .
وقوله : ( أردف أسامة ) من أسامة ؟ ابن زيد ، لم يردف أكابر الصحابة ، ولا أقاربه ، أو أكابر أقاربه ، وإنما أردف هذا المولى ، إشارة إلى تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وتجنبه الأبهة والتفخيم ، أردف هذا المولى من بين سائر الصحابة ، ولا يلزم من فضيلة أسامة بهذه الخصيصة أن يكون أفضل من غيره مطلقًا ، لأن الفضل منه مقيد ومنه مطلق ، فأفضل الصحابة على الإطلاق هو أبو بكر رضي الله عنه ، ولكن لا يلزم أن يفضله غيره في بعض الخصائص ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) هذه خصيصة لم تكن لغيره رضي الله عنه .