فوائد حفظ
الشيخ : في هذا دليل على أن الإنسان مهما بلغت منزلته من العلم أنه قد يهم كما وهم ابن عمر رضي الله عنه في اعتمار النبي صلى الله عليه وسلم في رجب فإنه قطعًا لم يعتمر في رجب
وفيه جواز القسم بـ( لعمري ) ، لأن عائشة أقسمت به رضي الله عنها، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أنه قال : ( لعمري ) ، وذلك لأن هذا ليس صيغة قسم، إذ أن صيغة القسم تكون بالواو والباء والتاء فلو قال : (وعمري ) لكان حرام، ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) لكن ( لعمري ) معناها معنى اليمين وليست بصيغته فهي جائزة.
وفيه أيضًا : دليل على أدب عبد الله بن عمر رضي الله عنه، لأنه سكت لم يقل نعم ولا لا إذ أنه رضي الله عنه لمّا أقسمت عائشة رضي الله عنها بهذا، ودعت له بالمغفرة لوهمه وتوهمه سكت.
وفيه دليل على المبالغة في التسوك، لأن عائشة رضي الله عنها كانت تتسوك وكانوا يسمعون ضرب السواك، يعني دلكها بأسنانها.
وفيه دليل على جواز مخاطبة النساء، وأن صوت المرأة ليس بعورة وقد دل على ذلك كتاب الله، أن صوت المرأة ليس بعورة، في قوله تعالى : (( ولا تخضعن بالقول )) فقد دل على جواز مطلق القول، وأن المنهي عنه إنما هو الخضوع بالقول، أما مجرد القول فليس فيه محرم، لكن إن حصل من ذلك فتنة أو تسيب من المرأة وانطلاق في مخاطبة الرجال فهنا يمنع.