قراءة من الشرح حفظ
القارئ : " قوله : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المُعَرَّس وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ، ويخرج من الثنية السفلى ، قيل : إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه المخالفة في طريقه داخلًا وخارجًا ، تفاؤلًا بتغير الحال إلى أكمل منه ، كما فعل في العيد ، وليشهد له الطريقان ، وليتبرك به أهلهما ، ومذهبنا أنه يستحب دخول مكة من الثنية العليا والخروج منها من السفلى لهذا الحديث ، ولا فرق بين أن تكون هذه الثنية على طريقه كالمدني والشامي أو لا تكون كاليمني. فيستحب لليمني وغيره أن يستدير ، ويدخل مكة من الثنية العليا.
وقال بعض أصحابنا : إنما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لأنها كانت على طريقه ، ولا يستحبُّ لمن ليست على طريقه كاليمني ، وهذا ضعيف ، والصواب الأول ، وهكذا يستحب له أن يخرج من بلده من طريق ويرجع من أخرى لهذا الحديث.
وقوله : ( المُعَرَّس ) هو بضم الميم وفتح العين المهملة والراء المشددة ، وهو موضع معروف بقرب المدينة على ستة أميالٍ منها.
قوله : ( العليا التي بالبطحاء ) هي بالمد ، ويقال لها : البطحاء والأبطح ، وهو بجنب المُحَصَّب ، وهذه الثنية ينحدر منها إلى مقابر مكة.
قوله في حديث عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة ) هكذا ضبطناه بفتح الكاف وبالمد ، وهكذا هو في نسخ بلادنا ، وكذا نقله القاضي عياض عن رواية الجمهور ، قال : وضبطه السمرقندي بفتح الكاف والقصر.
قوله : ( قال هشام ) يعني ابن عروة ، فكان أبي يدخل منهما كليهما ، وكان أبي أكثر ما يدخل من كداء.
اختلفوا في ضبط كداء هذه ، قال جمهور العلماء بهذا الفن : كداء بفتح الكاف وبالمد ، هي الثنية التي بأعلى مكة ، وكُدى بضم الكاف وبالقصر هي التي بأسفل مكة.
وكان عروةُ يدخل من كليهما ، وأكثر دخوله من كَداء ، بفتح الكاف ، فهذا أشهر ، وقيل : بالضم ، ولم يذكر القاضي عياض غيره ".
الشيخ : على كل حال الذي أريد أن أنبِّه عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخالف الطريق في خروجه من المدينة ودخوله فهل كان يفعل هذا في كل ما خرج ودخل ، أو في دخوله وخروجه من الحج ؟
ظاهر السياق حيث قرَّر بعضها البعض أن ذلك في الحج ، وأنه إذا خرج للغزوات وما أشبه ذلك فإنه يخرج من الطريق المُتيسِّر ، ويدخل من الطريق المتيسر.
وأما كَداء وكُدا فيقال : افتح وادخل ، ويقال : ضم واخرج فتقول : كَدَاء بالفتح والمد ، وكُدى بالضم والقصر.
وقال بعض أصحابنا : إنما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لأنها كانت على طريقه ، ولا يستحبُّ لمن ليست على طريقه كاليمني ، وهذا ضعيف ، والصواب الأول ، وهكذا يستحب له أن يخرج من بلده من طريق ويرجع من أخرى لهذا الحديث.
وقوله : ( المُعَرَّس ) هو بضم الميم وفتح العين المهملة والراء المشددة ، وهو موضع معروف بقرب المدينة على ستة أميالٍ منها.
قوله : ( العليا التي بالبطحاء ) هي بالمد ، ويقال لها : البطحاء والأبطح ، وهو بجنب المُحَصَّب ، وهذه الثنية ينحدر منها إلى مقابر مكة.
قوله في حديث عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة ) هكذا ضبطناه بفتح الكاف وبالمد ، وهكذا هو في نسخ بلادنا ، وكذا نقله القاضي عياض عن رواية الجمهور ، قال : وضبطه السمرقندي بفتح الكاف والقصر.
قوله : ( قال هشام ) يعني ابن عروة ، فكان أبي يدخل منهما كليهما ، وكان أبي أكثر ما يدخل من كداء.
اختلفوا في ضبط كداء هذه ، قال جمهور العلماء بهذا الفن : كداء بفتح الكاف وبالمد ، هي الثنية التي بأعلى مكة ، وكُدى بضم الكاف وبالقصر هي التي بأسفل مكة.
وكان عروةُ يدخل من كليهما ، وأكثر دخوله من كَداء ، بفتح الكاف ، فهذا أشهر ، وقيل : بالضم ، ولم يذكر القاضي عياض غيره ".
الشيخ : على كل حال الذي أريد أن أنبِّه عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخالف الطريق في خروجه من المدينة ودخوله فهل كان يفعل هذا في كل ما خرج ودخل ، أو في دخوله وخروجه من الحج ؟
ظاهر السياق حيث قرَّر بعضها البعض أن ذلك في الحج ، وأنه إذا خرج للغزوات وما أشبه ذلك فإنه يخرج من الطريق المُتيسِّر ، ويدخل من الطريق المتيسر.
وأما كَداء وكُدا فيقال : افتح وادخل ، ويقال : ضم واخرج فتقول : كَدَاء بالفتح والمد ، وكُدى بالضم والقصر.