فوائد حديث : ( ... فقال : ما بال أقوام قالوا : كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على أن من ترك النكاح رغبة عنه لا لعدم الشهوة لكن تعبدا ورهبانية فإنه ليس من النبي صلى الله عليه وسلم في شيء، وهذا يدل دلالة واضحة على تحريم ترك النكاح تعبدا وترهبا، لأن أقل ما في هذا التبتل أقله أن يكون من كبائر الذنوب، وهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم كانوا مجتهدين فسألوا عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم في السر أي فيما لا يطلع عليه إلا أهل بيته ، فكأنهم تقالّوا هذا العمل ، وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلا جرم أن يكون عمله هكذا، لكن نحن لسنا كذلك فلا بد أن نعمل عملا أكثر، ولكنهم رضي الله عنهم اجتهدوا فأخطأوا، وفيه دليل على أنه ينبغي للقدوة في علمه أو منصبه إذا حدث ما يوجب أن يقوم ويتكلم فإنه ينبغي له أن يقوم ويتكلم اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تنتشر البدعة أو لا ينتشر الهدي المخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، نعم.