فوائد حديث : ( ... عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال ... ) حفظ
الشيخ : إنما ذكرت هذا لأن شوالا وهو الشهر الذي بعد رمضان كان في الجاهلية محل شؤم وتطير ويقولون إن المرأة إذا تزوجت في هذا الشهر لم توفق في زواجها، فأرادت عائشة رضي الله عنها أن تبين أن هذه عقيدة باطلة وأنه لا شؤم ولا تطير لا في الزمان ولا في المكان ولا في الأشخاص ولا في الأحوال، الأمر كله بيد من؟ بيد الله عز وجل، فهي تقول حصل العقد في شوال والدخول في شوال ومع ذلك كانت عائشة أحظى نسائه عنده عليه الصلاة والسلام، فبطل ما كان يعتقده أهل الجاهلية، وأما قول المترجم استحباب ذلك في شوال فهذا نعم يستحب في شوال إذا كان المقصود به إزالة عقيدة فاسدة، وأما إذا لم يكن هناك سبب يقتضي أن يكون في شوال فإن شوالا وغيره من الشهور على حد سواء، لكن ينبغي أقوله تفقها من عندي أن لا يكون الدخول في شعبان، بالنسبة للشباب ولا في رمضان من باب أولى، لأن بعض الشباب إذا كان قريب عهد بعرس فإنه لا يملك نفسه أن يفسد صومه ويجامع أهله والشيطان يؤزه ويجعل له رغبة شديدة في النهار وفي الليل ربما يكون أسكن، لأن الشيطان يؤز الإنسان على ما كان حراما عليه، ولهذا كم من أناس تحصل لهم هذه المسألة يتزوجون قرب رمضان ثم يحصل الوطء والجماع في نهار رمضان، لكن بعضهم يتحيل يقول نسافر جميعا والسفر يباح فيه الفطر ويباح فيه الجماع، فما رأيكم في هذا؟ هذا حرام، يحرم السفر ويحرم الفطر ويحرم الجماع، وبعضهم يقول سنسافر فإذا انتصف في الطريق وأتى إلى قرية نزل بالقرية وقضى حاجته مع أهله ثم قال استخرنا وعدلنا عن السفر، نعم هذا وقع يعني سئلنا عنه، نسأل الله العافية، تلاعب بشرع الله، وهذا حرام، الآن وش تكلف؟ تكلف شد رحل ثم لم يفعل إلا مرة أو مرتين أو قل عشرا في يوم، ورجع إلى بلده، ولو أنه استعاذ من الشيطان وتصبر، والحمد لله إذا كان لا يستطيع أن يملك نفسه لا يدخل البيت يكون في المسجد مع أصحابه في المكتبة حتى يأتي الليل والحمد لله الذي أباح النساء في الليل (( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم )) المهم أن هذا الذي أرى تفقها مني أنه لا ينبغي أن يكون الدخول قرب رمضان ولا في رمضان، أما في رمضان فالحمد لله بالنسبة لبلادنا لا يوجد أحد يدخل في رمضان، لكن قرب رمضان يوجد لكن التأخير أحسن، أو التقديم يعني يكون بعد رمضان الدخول أو قبله بمدة.