فوائد حديث : ( ... فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني ) . حفظ
الشيخ : ذكرنا أن عائشة رضي الله عنها كانت أحظى نساء الرسول عليه الصلاة والسلام عنده، فهل هي أحظى من خديجة أو خديجة أحظى؟ نقول إنهما لم يجتمعا في نكاح لأن تزوج الرسول عليه الصلاة والسلام بعائشة بعد خديجة وحينئذٍ لا يمكن الحكم بأن هذه أحظى أو هذه أحظى، فإن قال قائل: أيهما أفضل لا أيهما أحظى يعني الحظية عرفنا أنها غير ممكنة لكن أيهما أفضل؟ قلنا كل واحدة منهما لها مزية لا تدركها الأخرى، خديجة رضي الله عنها كانت أم أكثر أولاده كل أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم منها إلا واحدا وهو إبراهيم رضي الله عنه، وأيضا خديجة عاضدت النبي صلى الله عليه وسلم في أول الدعوة وناصرته بمالها ونفسها وأيضا خديجة لم يتزوج عليها حتى ماتت، وأيضا كان يذكرها عليه الصلاة والسلام بعد موتها، ويهدي اللحم إلى صديقاتها، كل هذه مزايا عظيمة لخديجة رضي الله عنها، لكن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لا أحد يشك في أنها من أحب بل أحب نسائه اللاتي شاركنها في النكاح أحب نسائه إليه، كان عليه الصلاة والسلام يرضيها ويفرّحها ويسابقها وفي مرض موته كان يقول ( أين أنا غدا أين أنا غدا؟ ) يريد أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها، حتى أذنّ له رضي الله عنهن وجزاهن خيرا أذنّ له ان يمرّض في بيت عائشة، ثم شاء الله عز وجل وله الحمة سبحانه وتعالى أن يموت في يومها الرسول عليه الصلاة والسلام وفي بيتها وفي حجرها رضي الله عنها وأرضاها، وهذه مزايا عظيمة ثم إنها قد روت من السنة ما لم تشركها فيه خديحة، هي من أكثر الصحابة رضي الله عنهن رواية عن النبي عليه الصلاة والسلام، فمن هذه الناحية تكون أفضل من خديجة فلكل منهما فضل ومزية رضي الله عنهما، لكنهما بالإتفاق هما خير نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكر أن رافضيا وسنيا اختصما، فقال الرافضي علي أفضل من أبي بكر، وقال السني أبو بكر أفضل، فاختصما إلى ابن الجوزي رحمه الله صاحب التبصرة والمواعظ المشهورة اختصما إليه، قالا أيهما أفضل نحن رضيناك حكما، قال أفضلهما من كانت ابنته تحته، بقيت الخصومة أو لا؟ الخصومة باقية، أفضلهما من كانت ابنته تحته، هل من كانت ابنة الرسول تحته فيكون الأفضل علي أو من كانت ابنة المتخاصم فيه تحته أي تحت الرسول فيكون أبو بكر، وهذه من فضل الله على المرء أن يلقنه الحجة بداهة لأن كثيرا من الناس تضيع عنه الحجة فيحصل الجدال بينه وبين غيره، ثم إذا تفرقا وجد في نفسه حججا كثيرة لكن تضيع وقت المحاجّة، على كل حال نحن نقول إن أفضل زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام من؟ خديجة وعائشة، لكن أيهما أفضل؟ نقول أما عند الله عز وجل فهذا ليس لنا فيه دخل وأما فيما يبدو من أعمالهما فلكل واحدة منهما مزية لا تشركها فيها الأخرى، وهذا هو العدل لأن الله أمر بالعدل فقال (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )).