فوائد حديث : ( ... فقالت : كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير وإن ما معه مثل هدبة الثوب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) . حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث فوائد منها: أن المرأة إذا طلقت ثلاثا فإنها لا تحل لزوجها الأول حتى يطأها الزوج الثاني وطءً كاملا يحصل به ذوق العسيلة، ولا بد أن يكون النكاح صحيحا لقوله تعالى (( حتى تنكح زوجا )) ولا يمكن أن يكون زوجا إلا بعقد صحيح، وإنما قلنا ذلك لأنه لو تزوجها الزوج الثاني بنكاح شغار، هل تحل للأول؟ لا، لأن نكاح الشغار حرام، لو تزوجها قبل أن تنقضي العدة، لم تحل للأول لماذا؟ لأن العقد غير صحيح، لو تزوجها وهي محرمة فإنها لا تحل للأول لأن العقد غير صحيح، لو تزوجها بنية التحليل للأول لم تحل للأول لأن النكاح غير صحيح، هذا الشرط يؤخذ من قوله تعالى (( حتى تنكح زوجا )) حتى تنكح زوجا غيره والنكاح هنا في الآية الكريمة في هذه الآية خاصة النكاح بمعنى الوطء، لو قلنا بمعنى العقد لكان فيها تكرار مع قوله زوجا غيره، أما في غير هذا الموضع فالنكاح في القرآن الكريم بمعنى العقد، ومن فوائد هذا الحديث أنه لا بأس أن تتحدث المرأة بما يستحيى منه لبيان الواقع، فهذه المرأة تحدثت بما يستحيى منه بلا شك لكن لبيان الواقع، كما قالت أم سليم رضي الله عنها: يا رسول الله هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ كلام يستحيى منه، قال ( نعم إذا هي رأت الماء )، ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وسعة صدره وأنه ينزل كل إنسان منزلته، وذلك بكونه لم يوبخ هذه المرأة ولم يزجرها بل تبسم عليه الصلاة والسلام، ومن فوائد هذا الحديث أنه لا بد من الوطء في النكاح الذي يحصل به التحليل لقوله ( لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك ) هل نقول من فوائد هذا الحديث إثبات أصل شهر العسل؟ نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : ليش؟ لأن شهر العسل عندهم حتى وإن لم يطء فهو شهر عسل، وأظن هذا اللقب الظاهر أنه محدث لأن ما سمعنا به في الأول، ومن فوائد هذا الحديث أنه لا يحل للإنسان أن يدخل بيت غيره حتى يؤذن له حتى وإن كان في المجلس أحد لا تدخل حتى يؤذن لك، وكذلك لو كان في حجرة، في شقة من الشقق فلا تدخل عليه ما دام قد أغلق الباب إلا بعد الإستئذان، نعم.