فوائد حديث : ( ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ) . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث جواز الإقسام بدون أن يسأل القسم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم بدون أن يقسم، لكنه لما كان هذا الأمر أمرا خطيرا أقسم عليه الصلاة والسلام، وقوله ( يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى ) عليه هل الدعاء يكون بالقول أو حتى بالقول والفعل؟ بمعنى إذا تهيأ الرجل لأهله فهل ينزّل هذا منزلة المقال؟ يحتمل أن يلحق بالمقال، ويقال إذا رأت الرجل قد تأهب وتهيأ للجماع فإنه لا يحل لها أن تمتنع من ذلك، وقد يقال إن الأصل في الدعوة أن تكون بالقول، والإنسان ربما يتهيأ ولكن يبدو له أن لا يفعل، بخلاف ما إذا دعاها دعوة صريحة، وفي قوله إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها، من الذي في السماء؟ هو الله عز وجل، ففيها إثبات علو الله سبحانه وتعالى وأنه في السماء أي على السماء، وقوله ساخطا عليها فيه إثبات صفة السخط لله عز وجل وهو قريب من معنى الغضب، فالله تعالى يسخط عليها ومن لازم كونه يسخط عليها عز وجل أن يكون عالما بذلك، ففيه إثبات عموم علم الله عز وجل، وفيه أيضا التحذير من فعل ما يكون سببا لسخط الله، سواء كان هذا أو غيره، وقوله حتى يرضى عنها أي الزوج، إذا رضي عنها سواء بمطاوعتها أو باسترضائه حتى يرضى فإن سخط الله يزول، وفيه أيضا دليل على أن السخط من الصفات الفعلية، لأن كل صفة لها سبب فهي من الصفات الفعلية، وهذه لها سبب، ما سببها الأخ؟ أي نعم، ما سبب سخط الله؟ سليم هاه، نعم، أن زوجها دعاها ولم تأت، وهي أيضا صفة منتهية إذا رضي الزوج زال سخط الله عز وجل فهي من الصفات الفعلية لأن الضابط أن كل صفة تتعلق بمشيئة الله عز وجل فإنها من الصفات الفعلية، طيب بم فسر أهل التعطيل هذه الصفة، لأن أهل التعطيل كالأشعرية وغيرهم ينكرون هذا؟ فسروا السخط بأنه الإنتقام أو إرادة الإنتقام، فسروه بأنه الإنتقام لأن الإنتقام مخلوق منفصل عن الله عز وجل وهو العذاب، وفسروه بالإرادة لأنهم يثبتون أيش؟ يثبتون إرادة الله عز وجل، ولكننا نحن نقول بل هو سخط حقيقي يليق بالله عز وجل، أي نعم.