فوائد حديث : ( ... عن عائشة أنها أخبرته أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد أن أنزل الحجاب قالت فأبيت أن آذن له فلما ... ) بجميع طرقه . حفظ
الشيخ : هذا الحديث بطرقه التي ساقها مسلم رحمه الله فيه فوائد: أولا أفلح هذا كان أخا لزوج المرأة التي أرضعت عائشة، وإذا كان أخا له صار عما لها أي لعائشة، لكن عائشة رضي الله عنها أشكل عليها الأمر، لأن الزوج ليس هو الذي أرضع وإنما أرضعت الزوجة، فظنت رضي الله عنها أن لبن الفحل يعني لبن الرجل لا يؤثر، فمنعته أن يدخل عليها حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته فقال ائذني له، وفيه أيضا أن لبن الفحل يؤثر بمعنى أنه إذا أرضعت المرأة طفلا ولزوجها أولاد من غير المرضعة فإن أولاده من غير المرضعة يكونون إخوة لهذا الطفل الراضع لكنهم إخوة له من؟ من الأب، كما أنه لو كانت هذه المرضعة لها أولاد من غير الزوج الذي أرضعت الطفل في عصمته فإن أولادها من الزوج الأول يكونون إخوة لهذا الطفل لكن من الأم، أفهمتم؟ إذًا الرضاع يمكن أن يكون فيه إخوة من الأم يمكن أن يكون فيه إخوة من الأب يمكن أن يكون فيه إخوة من الأم والأب، وهذا بناء على عموم قوله عليه الصلاة والسلام ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) وفيه شدة ورع الصحابة رضي الله عنهم فإن عائشة رضي الله عنها منعت حتى تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أن الدعاء الذي لا يراد ليس بممنوع، وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ( تربت يمينك أو يدك ) فإن ترب بمعنى لصق بالتراب وهو كناية عن قلة المال، وأنه ليس عند الإنسان إلا التراب، لكن هل أراد النبي عليه الصلاة والسلام من هذا أن يدعو على عائشة بذلك؟ كلا، وإنما أراد حضها على أن تأذن له، وأن لا تمتنع، بقي أن يقال ترب ويقال أترب وبينهما فرق عظيم، أترب بمعنى صار غنيا حتى صار ماله كالتراب كثرة، وأما ترب فمعناه افتقر أي لصقت يده بالتراب لعدم وجود مال عنده، وفي هذا الحديث أيضا من الفوائد أنه لا ينبغي للمرأة أن تحتشم من إخوتها من الرضاع أو أعمامها من الرضاع أو أبي زوجها أو ابن زوجها أو ما أشبه ذلك، لأنه يوجد بعض النساء تمتنع من ذلك أي تمتنع من أن تبيح وجهها لأحد من محارمها من غير النسب وهذا لا ينبغي، فإن أرادت بذلك التدين فلا شك أنه معارضة للنص، وإن كان الحامل لها على ذلك الخجل والحياء فهذا أهون ولكن لا ينبغي أن تستحي من الحق، يعني يوجد بعض النساء أم الزوجة لا تكشف للزوج فهل هي آثمة أو لا؟ نقول إن أرادت بذلك التدين فهي آثمة لمعارضتها للشريعة، وإن كان ذلك حياء وخجلا فلا ينبغي أن تستحي أو تخجل من أمر شرعي مباح، نعم
الطالب : ...
الشيخ : ما وصلناه سيأتي إن شاء الله.
السائل : قوله صلى الله عليه وسلم ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) ...؟
الشيخ : أيش؟
السائل : ...
الشيخ : نعم نعم نعم، هه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب، القاعدة أن أثر الرضاع إنما يكون بالنسبة للراضع وفروعه فقط، أما أصوله وحواشيه فلا أثر له، واضح هذا؟
الطلاب : نعم نعم.
الشيخ : هذه قاعدة مهمة يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب أخذ العلماء من ذلك قاعدة أن الرضاع لا ينشر الحرمة إلا للراضع وذريته فقط، دون من هو في درجته أو أعلى منه، يعني دون إخوانه وأعمامه وآبائه فلا علاقة لهم بالرضاع، نضرب مثل يتضح به المقال مثال واحد، طفل رضع من امرأة صار ولدا لها، أخو هذا الطفل ما علاقته بالمرأة؟
الطلاب : لا شيء.
الشيخ : لا شيء، ليست له علاقة ليست أمه ولا أخته ولا بنت أخيه ولا شيء.
الطالب : ...
الشيخ : أي ما عليه منه، الكلام على الرضاع يتعلق بالشخص نفسه، واضح؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ما فيه إشكال أبدا، خذوا القاعدة مسلمة ما يحتاج ما فيها إشكال، نعم.