وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر وابن جريج كلهم عن الزهري بهذا الإسناد بمعني حديثهم وزاد في حديث يونس وكان مجزز قائفا حفظ
القارئ : وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس، ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر وابن جريج كلهم عن الزهري بهذا الإسناد بمعنى حديثهم وزاد في حديث يونس ( وكان مجزز قائفا ).
الشيخ : هذا الحديث أو هذا الباب له صلة بالباب الذي قبله، وذلك أنه عند اشتباه الأنساب يرجع إلى قول القائف بشرط أن يكون عدلا مجربا بالإصابة، والقائف هو الذي يعرف الأنساب بالشبه، وكانوا معروفين في الجاهلية في قبائل معينة منهم بنو مدلج فإنهم كانوا قافة، سدوا الخلل سدوا، فإنهم كانوا قافة وكان أسامة بن زيد وأبوه زيد مختلفين في اللون، أما أسامة وفي اسمه السين فهو أسود أسامة أسود، وأما زيد فهو أبيض، وكان المشركون يعرضون بالإنكار أي إنكار أن يكون أسامة إبنا لزيد ووجه الإنكار اختلاف اللون، لكنه لا غرابة في ذلك لأن أم أسامة كانت حبشية سوداء فكان عرقها جذب ولدها، وحتى لو كانا أبيضين فإنه لا عبرة باللون ولا بالشبه فلعله نزعه عرق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لكن المشركون يريدون أن يأخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء، ومعلوم صلة زيد بن حارثة وابنه أسامة بالنبي صلى الله عليه وسلم، الصلة هي الأخ؟
الطالب : الرسول صلى الله عليه كان قد تبناه.
الشيخ : نعم، قد تبنى زيدا وهو أيضا مولاه، لأن زيدا كان عبدا لخديجة رضي الله عنها فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فكان عبدا له فأعتقه، وكان يحبه، يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويحب ابنه أسامة، والمشركون يريدون أن ينتقدوا الرسول عليه الصلاة والسلام بكل شيء، فمر بهما مجزز وهما مضطجعان قد غطيا رؤوسهما ولم يبد إلا أقدامهما، فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، لا لأنه كان في الأول شاكّا، لكن إذا شهد قائف ومعروف في الجاهلية أن القافة شهادتهم مقبولة فإن ذلك ازدياد ثقة فسر بذلك.