تتمة فوائد حديث : ( ... والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هو في خزانته في المشربة ... ) حفظ
الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان قد يمسك زوجته مراعاة لأمر خارج من أب أو أخ أو عم أو ما أشبه ذلك لقول عمر رضى الله عنه " لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك " ومن فوائد هذا الحديث المبالغة في الإنكار لأن قول عمر علمت أنه لا يحبك أشد على حفصة من أن تسقط عليها الجبال، أن يقول لها أبوها أن الرسول لا يحبك، وحينئذ يرد علينا إشكال كيف علم عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبها أو أن هذا من باب التهديد؟ نعم، فيه احتمال، يحتمل أن الرسول يعني أسر إلى عمر أنه لا يحب حفصة وهذا عندي بعيد لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقع منه مثل هذا التصرف لما فيه من كسر خاطر عمر، ويحتمل أنه أراد التهديد والمبالغة من أجل أن لا تتجرأ على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيفارقها، وهذا عندي فيه أيضا إشكال لأن كون عمر رضي الله عنه يهدد ابنته بهذا الأمر العظيم أيضا بعيد فالمسألة تحتاج إلى تحرير ومن يحررها لنا؟ من بطلها؟ عجيب، لا حول ولا قوة الا بالله! وين صاحبنا علي؟ أنت سامي؟ يلا، طيب، ومن فوائد هذا الحديث رقة حفصة رضي الله عنها حيث بكت بكاء شديدا لهذه الصدمة الكبيرة، لقوله فبكت بكاء شديدا أشد البكاء، ومن فوائد هذا الحديث جواز اعتزال الرجل نساءه في غرفة خاصة للبعد عنهن حين وقوع المشاكل لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، ومن فوائد هذا الحديث خشونة العيش بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أتدرون ماذا كان سلم هذه المشربة؟ كان جذع نخل، جذع نخل يرقا عليه وينزل منه يعني ما فيه السلم المعروف الذي له الدرج المعروفه بل هو جذع يصعد عليه وينزل منه عليه الصلاة والسلام، ومن فوائد هذا الحديث أن لا يدخل الإنسان بيت أحد أو حجرة أحد إلا باستئذان فإن كان خارج البيت فلا بد أن يستأذن بالدخول إلى البيت وإن كان في البيت لكن أحدا في الحجرة قد أغلق عليه الباب فلا بد أن يستأذن، ومن فوائد هذا الحديث جواز رفع الصوت عند الحاجة لأن عمر لما استأذن له رباح ولكن لم يجد شيئا رفع صوته حتى يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فوائد هذا الحديث شدة محبة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن عمر قال لو أذن لي رسول الله عليه وسلم أن أضرب عنق حفصة وهي ابنته لضرب عنقها، مما يدل على شدة محبة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم وتقديمهم إياه على الولد بل وعلى النفس حتى إن عمر رضي الله عنه نفسه قال للرسول صلى الله عليه وسلم " والله إنك لأحب إلي من نفسي "، ومن فوائد هذا الحديث العمل بالإشارة مع القدرة على الكلام لقوله فأومأ إلي أن ارقه، مع أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يقول ارق باللسان، والعمل بالإشارة من العاجز عن الكلام شرعا أو حسا متفق عليه، فالعاجز عن الإشارة حسا كالأخرس، نعم العاجز عن الكلام، العاجز عن الكلام حسا كالأخرس، والعاجز عن الكلام شرعا كالمصلي، النبي صلى الله عليه وسلم عندما صلى قاعدا فصلوا خلفه قياما يا فراس أشار إليهم أن اجلسوا، لكن إذا كان قادرا فهل يؤخذ بالإشارة والإيماء ؟ الجواب: نعم يؤخذ، يؤخذ بذلك إلا في بعض الأشياء التي لا بد فيها من التصريح فلا يكتفى بالإشارة، ومن فوائد هذا الحديث أي خشونة العيش كما سبق بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك كان مضطجعا على حصير قد أثر في جنبه صلوات الله وسلامه عليه مع أنه لو شاء لاضطجع على ألين الفرش لكنه لا يريد ذلك، يقول ( مالي وللدنيا ) ولا يريد أن يفتح على أمته باب ترف لأن في الترف التلف ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى عليكم أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )، وهذا هو الذي وقع، الآن غالب الناس من المسلمين تجد أهم شيء له أن إيش؟ أن يترف نفسه في المنزل، في الرحل، في كل شيء، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ومن فوائد هذا، نعم، ومن أمثله شظف العيش وخشونته وقلته أن هذه المشربة ليس فيها إلا قبضة من شعير نحو صاع، ومثلها قضبا في ناحية الغرفة مما يدل على أنه عليه الصلاة والسلام يكتفي بما تيسر مع أنه ربما يدخر لأهله نفقتهم لمدة سنة، ومن فوائد هذا الحديث رقة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وذلك ببكائه حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان على هذه الحالة الرثة الخشنة والملوك كسرى وغيره على ما هم عليه ولهذا قال ابتدرت عيناي قال ما يبكيك يا ابن الخطاب قلت إلى آخره، ومن فوائد هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب لكنه لا يعطي الدين إلا من يحب كما ثبت ذلك عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هؤلاء الملوك لا يحبهم الله عز وجل وهم على كفرهم ومع ذلك آتاهم الله من الدنيا ما آتاهم، ومن فوائد هذا الحديث تسلية النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه المؤمنين به فيما فاتهم من نعيم الدنيا حيث قال ( يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى ) ومعلوم أن من له الأخرة فهو الذي له السرور الدائم والنعيم الدائم أما من له الدنيا فإن الدنيا فانية، كل شيء فان الكلام يفنى كل حرف تنطق به يذهب انتهى، الأكل يفنى كل لقمة ترفعها من الإناء ذهبت انتهت، الليل يفنى النهار يفنى كل شيء في الدنيا إذا تأملته فهو فناء وزوال، لكن نعيم الآخرة ليس كذلك هو بقاء ودوام نسأل الله أن يجعل لنا ولكم منه النصيب الأوفر! ومن فوائد هذا الحديث توفيق عمر رضى الله عنه لإصابة الصواب حيث قال للرسول عليه الصلاة والسلام " إن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك " وهذا يطابق قول الله تعالى (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )) ومن فوائد هذا الحديث إقرار عمر رضي الله عنه واعترافه بفضل أبي بكر رضى الله عنه حيث قال أنا وأبو بكر، وأبو بكر لم يتكلم بهذا ولكن عمر يعرف أن أبا بكر رضى الله عنه أول من ينصر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فوائد هذا الحديث أن الانسان يفرح ويحمد الله إذا وفق للصواب لأن عمر يقول قلما تكلمت وأحمد الله في كلام إلا رجوت الله أن يصدق القول الذي أقول ونزلت هذه الآية فإذا وفق الإنسان للصواب فعليه أن يحمد الله عز وجل على هذه النعمة لأن توفيق الله إياه للصواب يدل على أن الله أراد هدايته وهذه نعمة كبيرة بخلاف الذي يجتهد ولا يوفق للصواب فهذا وإن كان مغفورا له خطأه إذا بذل جهده لكنه ليس كالذي يصيب، ومن فوائد هذا الحديث عناية الله تبارك وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم حيث انتصر له هذا الانتصار بقوله (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )) وأخطأ بعض الجهال الذين قالوا إنه دليل على عظم كيد النساء وأن الله لم يدفع كيدهن إلا بهذا، فيقال تبا لهذا الفهم! إن الله وحده كاف أن يرد كيد النساء، والله تبارك وتعالى قال في كفار قريش وهم أشد عتوا وغلظة وإيذاء للرسول صلى الله عليه وسلم قال (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) لكن المراد بهذا بيان منزلة الرسول عليه الصلاة والسلام عند الله تعالى، وأن الله تعالى ينصره في كل ما يكون من وسائل النصر فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير، ومن فوائد هذا الحديث شدة وقع تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه لو وقع، ولهذا تساءل عنه عمر رضي الله عنه قال: أطلقتهن؟ قال: ( لا )، ومن فوائده، من فوائد الحديث أن الانسان ينبغي له أن يزيل الهم والغم عن غيره ويكشف الكربة لإستئذان عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل إلى الناس فيخبرهم بأنه لم يطلق نسائه، ومن فوائده أدب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه مع رسول الله حيث أنه لم يتجرأ على أن يخبر الناس إلا بعد استئذان النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي للإنسان أن يحاول إزالة الغضب والهم والغم عن أخيه، لأن عمر رضى الله عنه مازال يكلم النبي صلى الله عليه وسلم حتى انحصر الغضب عن وجهه وزال عنه الهم والغم، ومن فوائد هذا الحديث أن هذا الجذع كان النزول منه صعب يحتاج إلى أن ينزل الانسان منه شيئا فشيئا ويتشبث به يتمسك لأن لا يسقط لكنه على الرسول عليه الصلاة والسلام كأنما يمشي على الأرض فيكون هذا آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الجذع الذي لا ينزل عليه الإنسان إلا بمشقة كان ينزل منه الرسول صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض، وهذا من آيات الله بلا شك لأن هذا لا يمكن للإنسان أن يدركه بنفسه، ومن فوائد هذا الحديث أن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما فهل يؤخذ بالأقل فيمن نذر أن يصوم شهرا أو آلى أن لا يكلم فلانا شهرا أو يؤخذ بالأصل وهو بقاء الشهر؟ الثاني، أنه لا يؤخذ بالأقل وإنما يؤخذ بتمام الشهر، دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) لكن هذا الشهر الذي وقع فيه الإيلاء بالنسة للرسول صلى الله عليه وسلم كان تسعة وعشرين يوما، ومن فوائد الحديث أنه ينبغي رفع الصوت إذا دعت الحاجة اليه، لقول عمر رضي الله عنه " فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائه " فيترتب على هذا أن إيصال الصوت المطلوب سماعه بواسطة مكبر الصوت الموجود الآن من السنة ويدل لهذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين أمر العباس بن عبد المطلب وكان رفيع الصوت أن ينادي الناس بالرجوع فنادى بالناس بالرجوع، ومن فوائد هذا الحديث الأمر المهم وهو أنه من الناس من هو متسرع في إذاعة الأمور الأمن والخوف فقد ينادي بالأمن والواقع الخوف أو ينادي بالخوف والواقع الأمن، قال الله تعالى (( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم )) فيرجع إلى أهل الرأي والعلم والإيمان والخبرة ولا يتسرع في الأحاديث لا أريد أحاديث الرسول يعني في الأحاديث التي تقع بين الناس، ولهذا جاء في الحديث ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )، والإنسان ينبغي له أن يتأنى في الأمور، كم من خبر لم يكن له أصل فيندم الإنسان إذا حدث به أو إذا بنا عليه الأمور، ومن فوائد هذا الحديث أن العلماء من أولي الأمر لقوله (( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم )) العلماء الذين يستبطونه منهم، ولا شك أن العلماء من ولاة الأمور لأنهم يتولون أمور الناس ببيان الشريعة والدعوة إليها وذوو السلطة من ولاة الأمور بلا شك لأنهم يتولون تنفيذ الشريعة وإلزام الناس بها فالناس بحاجة إلى هؤلاء وهؤلاء بحاجة لأهل العلم ليبينوا لهم وبحاجة إلى الأمراء ليلزموهم بالشريعة وقد قيل:
" لولا الخلافة لم تأمن لنا سبلنا *** وكان أضعفنا نهبا لأقوانا ".
ويقال أن عبد الملك فيما أظن كان عنده أناس فمر عبدالله بن المبارك رحمه الله فلما أدبر قال بعض الحاضرين من الوشاة يا أمير المؤمنين هذا الرجل قد قال: " وهل أفسد الدين إلا الملوك *** وأحبار سوء ورهبانها " فغضب كيف يقول هذا الكلام! ما أفسد الدين إلا الملوك ، والأحبار العلماء، والرهبان العباد، فلما رأى بعض الحاضرين تأثره كان جليس خير قال يا أمير المؤمنين هذا الرجل هو الذي قال:
" لولا الخلافة لم تأمن لنا سبل *** وكان أضعفنا نهبا لأقوانا " فارتاح الخليفة وزال ما في قلبه على عبدالله بن المبارك رحمه الله، المهم أن العلماء لا شك أنهم ولاة أمر وأن الأمراء لا شك أنهم ولاة أمر حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم لئلا تكون المسألة فوضى، يقول عمر ومن فوائد هذا الحديث جواز ثناء الإنسان على نفسه بشرط أن يكون صادقا في ذلك لقوله فكنت أنا استنبطت ولقوله أيضا فيما سبق أن الله سبحانه وتعالى يصدقه فيما يقول لكن بشرط أن يكون، أيش؟ صادقا في ذلك، وقد قال عبدالله بن مسعود " لو أعلم أن أحدا أعلم في كتاب الله مني تناله الإبل لقصدته " وما أراد أن يثني على نفسه لكن أراد أن يبين منزلته من كتاب الله وأن يحث الناس على طلب العلم وتلقيه حتى من البعيد على كل حال الحديث فيه فوائد كثيرة عند التأمل لكن هذا ما يسر الله عز وجل. نعم.
" لولا الخلافة لم تأمن لنا سبلنا *** وكان أضعفنا نهبا لأقوانا ".
ويقال أن عبد الملك فيما أظن كان عنده أناس فمر عبدالله بن المبارك رحمه الله فلما أدبر قال بعض الحاضرين من الوشاة يا أمير المؤمنين هذا الرجل قد قال: " وهل أفسد الدين إلا الملوك *** وأحبار سوء ورهبانها " فغضب كيف يقول هذا الكلام! ما أفسد الدين إلا الملوك ، والأحبار العلماء، والرهبان العباد، فلما رأى بعض الحاضرين تأثره كان جليس خير قال يا أمير المؤمنين هذا الرجل هو الذي قال:
" لولا الخلافة لم تأمن لنا سبل *** وكان أضعفنا نهبا لأقوانا " فارتاح الخليفة وزال ما في قلبه على عبدالله بن المبارك رحمه الله، المهم أن العلماء لا شك أنهم ولاة أمر وأن الأمراء لا شك أنهم ولاة أمر حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم لئلا تكون المسألة فوضى، يقول عمر ومن فوائد هذا الحديث جواز ثناء الإنسان على نفسه بشرط أن يكون صادقا في ذلك لقوله فكنت أنا استنبطت ولقوله أيضا فيما سبق أن الله سبحانه وتعالى يصدقه فيما يقول لكن بشرط أن يكون، أيش؟ صادقا في ذلك، وقد قال عبدالله بن مسعود " لو أعلم أن أحدا أعلم في كتاب الله مني تناله الإبل لقصدته " وما أراد أن يثني على نفسه لكن أراد أن يبين منزلته من كتاب الله وأن يحث الناس على طلب العلم وتلقيه حتى من البعيد على كل حال الحديث فيه فوائد كثيرة عند التأمل لكن هذا ما يسر الله عز وجل. نعم.