قراءة من شرح صحيح مسلم للنووي . حفظ
القارئ : " قوله وأحب الى النبي صلى الله عليه وسلم، المعنى لا تغتري بقول عائشة تفعل ما نهيتك عنه فلا يؤاخذها بذلك فإنها تذله بجمالها ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم بها، فلا تغتري أنت بذلك لاحتمال أن لا تكوني عنده في تلك المنزلة، فلا يكون لك من الإدلال مثل الذي لها، ووقع في رواية لعبيد بن حنين أبين من هذا ولفظه ولا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، ووقع في رواية سليمان بن بلال عند مسلم: أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بواو العطف وهي أبين، وفي رواية الطيالسي: لا تغتري بحسن عائشة وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، وعند ابن سعد في رواية أخرى: إنه ليس لك مثل حظوة عائشة ولا حسن زينب يعني بنت جحش، والذي وقع في رواية سليمان بن بلال والطيالسي يؤيد ما حكاه السهيلي عن بعض المشايخ أنه جعله من باب حذف حرف العطف واستحسنه من سمعه وكتبوه حاشية، قال السهيلي: وليس كما قال بل هو مرفوع على البدل من الفاعل الذي في أول الكلام وهو هذه من قوله لا يغرنك هذه، فهذا فاعل والتي نعت، وحب بدل اشتمال فتقول اعجبني يوم الخميس صوم فيه و ... زيد حب الناس له انتهى ".
الشيخ : الإشكال قوله ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، يعني يمكن أن يتأول لا يحبك كحب عائشة ولا بد أن يدل على هذا، لأنه لا يمكن أن يقصد أنها علمت أنه لا يحبها مطلقا هذا بعيد لأنه لو كان لا يحبها مطلقا فما الذي يرغمه أن تبقى معه، لكن المعنى لا يحبك أي كحب عائشة وحينئذ يزول الإشكال، وأما قوله ولولا أنا لطلقكي فهذا محل إشكال ولكنه في الحقيقة ليس بإشكال لأن الإنسان قد يمسك المرأة من أجل مراعاة أهلها وإن كانت ليست عنده بتلك المنزلة لكن مراعاة لأهلها، فالحمد لله نعم، أنا أتمنى لو أن هذا الحديث يجمع، تجمع الروايات فيه، نعم، ويدخل بعض ببعض يكون جيد مثل ما يفعل الألباني أحيانا في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من أجل أن تستكمل الروايات، لأن فيه فوائد عظيمة، ما كان الإنسان يصدق مثلا أن الإنسان إذا رأيته غاضبا أو رأيته مهموما أنك تجيب له شيء يضحكه، هذا لو نقوله عند الناس قالوا هذا شيء مستنكر لكنه في الواقع ليس بمستنكر ومن السنة التي أقرها الرسول عليه الصلاة والسلام، وأشياء كثيرة فيها فوائد عظيمة. من يحقق هذا التمني؟ طيب.