حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن فقال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا حفظ
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن فقال: ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا ).
الشيخ : الجمل الأربع : ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا ) ...
عُلمَت، الخامسة والسادسة وهي من أهم ما يكون، ( وتطاوعا ولا تختلفا ) يعني ليطع بعضَكم بعضاً، ولا تختلفوا، لأن الاختلاف شر، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " الاختلاف شر ".
والتطاوع ليس معناه أن كل واحد منا يريد منم أخيه أن يوافقه على ما يقول، لأن هذا غير ممكن ، لكن كل واحد منهم يغضّ مما عنده حتّى يتّفقا ما دام الأمر فيه سَعة، وما دام الاتفاق له مساغ. حتى لو لزم من هذا نترك بعض السنن مثلاً أو أن نفعل بعض السنن التي لا نراها، فمثلاً : يوجد بعض الناس الآن أن الجهر بالبسملة سنةٌ، لأنهم يرون أن البسملة من الفاتحة، فمتى سُن الجهر بالفاتحة، سن الجهر بالبسملة. لو لرأينا أن أحداً يقول أن البسملة ليست من الفاتحة ولا يُسن الجهر بها، فهل كل واحد منا يصلي بجماعته ولا يجهر ، أم يصلي خلف صاحبه إن كان ممن يسر أسَر، وقيل للآخر تحمل هذا الشيء، وإن كان ممن يجهر قلنا له اجهر، وقلنا للثاني تحمّل هذا الشيء.
ولذلك قال الإمام أحمد رحمه الله : إذا اأتم الإنسان بمن يقنت في صلاة الفجر فإنه يتابعه ويؤمن على دعائه، مع أنه لا يرى القنوت في صلاة الفجر ، لكن من أجل التوافق، التوافق كله خير ، ما دام الأمر فيه مساغ، وأما التفرق وكل واحد يصلي بجماعة فهذا غلط .
ومن ذلك : ما يفعله بعض الشباب في صلاة التراويح في رمضان، بعض الشباب يرى أن الاقتصار على احدى عشرة ركعة هي السنة، وربما يرى بعضهم الوجوب، والوجوب لا شك أنه قول شاذ ولا أعلم أحداً قال به، وجوب الاقتصار على إحدى عشرة ، لكن على القول بأن هذا هو السنة، نجد بعض الناس بعض الشباب، الحريص على التمسك بالسنة في صلاة قيام رمضان في صلاة التراويح، في المسجد الحرام إذا صلّوا عشر ركعات توقفوا، ولم يتابعوا الإمام، منهم من يخرج وربما يوتر في بيته، ومنهم من يبقى محروماً من الخير شاذاً عن جماعة المسلمين، تجده يتكلّم ويجهر ويشوش على الناس ، ويصقع بالفناجين والناس يصلون، هذا أساء إلى الناس ، مع كونه أساء إلى نفسه أساء للناس أيضاً.
فنقول له صلي معه، ويثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً، هذه قاعد يجب عليكم أن تفهموها وتسيروا عليها في دعوتكم إلى الله عز وجل، سواء في هذه البلاد أو غيرها، تطاوعا ولا تختلفا .