قراءة من الشرح حفظ
القارئ : " قوله : ما فتحنا منه في خصم إلا انفجر علينا منه خصم . هكذا وقع هذا الحديث في نسخ صحيح مسلم كلها ، وفيه محذوف وهو جواب لو تقديره : ولو أستطيع أن أرد أمره صلى الله عليه وسلم لرددته ، ومنه قوله تعالى : ولو ترى إذ المجرمون . ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت . ولو ترى إذ الظالمون موقوفون . ونظائره فكله محذوف جواب لو لدلالة الكلام عليه ، وأما قوله ما فتحنا منه خصما فالضمير في منه عائد إلى قوله : اتهموا رأيكم ، ومعناه ما أصلحنا من رأيكم وأمركم هذا ناحية إلا انفتحت أخرى ، ولا يصح إعادة الضمير إلى غير ما ذكرناه ، وأما قوله : ما فتحنا منه خصما فكذا هو في مسلم ، قال القاضي : وهو غلط أو تغيير وصوابه : ما سددنا منه خصما ، وكذا هو في رواية البخاري ما سددنا وبه يستقيم الكلام ، ،ويتقابل سددنا بقوله : إلا انفجر ، وأما الخصم فبضم الخاء ، وخصم كل شيء طرفه وناحيته ، وشبهه بخصم الراوية وانفجار الماء من طرفها أو بخصم الغرارة والخرج وانصباب ما فيه بانفجاره ، وفي هذه الأحاديث دليل لجواز مصالحة الكفار ".
الشيخ : ... أول الحديث .
القارئ : حديث سهل بن حنيف .
الشيخ : يوم صفين .
القارئ : " قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ إِلَى آخِرِهِ . أَرَادَ بِهَذَا تَصْبِيرَ النَّاسِ عَلَى الصُّلْحِ وَإِعْلَامِهِمْ بِمَا يُرْجَى بَعْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ فَإِنَّهُ يُرْجَى مَصِيرُهُ إِلَى خَيْرٍ وَإِنْ كَانَ ظَاهِرُهُ فِي الِابْتِدَاءِ مِمَّا تَكْرَهُهُ النُّفُوسُ كَمَا كَانَ شَأْنُ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَإِنَّمَا قَالَ سَهْلٌ هَذَا الْقَوْلَ حين الْكُفَّارِ ظَهَرَ مِنْ أَصْحَابَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَرَاهَةَ التَّحْكِيمِ فَأَعْلَمَهُمْ بِمَا جَرَى يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ كَرَاهَةِ أَكْثَرِ النَّاسِ الصُّلْحَ وَأَقْوَالِهِمْ فِي كَرَاهَتِهِ وَمَعَ هَذَا فَأَعْقَبَ خَيْرًا عَظِيمًا فَقَرَّرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصُّلْحِ مَعَ أَنَّ إِرَادَتَهُمْ كَانَتْ مُنَاجَزَةَ كُفَّارِ مَكَّةَ بِالْقِتَالِ ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ ".