فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث كما سمعتم ، حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، صاحب السر في أسماء المنافقين الذين سماهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم له.
يقول : ( كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ ) حتى يفعلوه ويقوموا به ، لكن كان رضي الله عنه يسأله عن الشر لئلا أن يقع فيه، والخير عنده علم منه ويفعله، لكن أنه لا يعرف الشر، والإنسان مأمور بفعل الخير واجتناب الشر، إذن فكما أنه مأمور بالعلم بالخير، فإنه مأمور بالعلم بالشر لئلا يقع فيه.
يقول رضي الله عنه : ( إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ ) : الخير الذي جاء الله به هو الإسلام فإنه خير كلّه، لا فيما يتعلق بالعباد، ولا الأخلاق، ولا المعاملة، كلها خير، ( فهل بعد هذا الخير شر؟ قال نعم، قال : وهل بعد هذا الشر خير؟ قال : نعم، وفيه دَخَن ). ليس كالخير الأول، الخير الذي في القرن الأول بل في القرون الثلاثة كله خير محض، ثم يأتي بعد ذلك شر، ثم يأتي بعده خير لكن فيه دخن، وإذا تتبعت التاريخ وجدت أن هذه المراتب التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وقعت كلها.
( قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ : قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ) : وهذا أيضاً وقع، فقد كان في بعض القرون التعصب الشديد للمذاهب والأشخاص، حتى كان يهجر بعضُهم بعضاً، ويصل في بعض الأحيان إلى حد الضرب كما ذكره أهل العلم، وتجد هؤلاء المتعصّبين تجدهم يلوذون بأحد الخلفاء، من أجل أن يحققوا مآربهم، وتكون لهم الهيمنة لمذهبهم، وقد ذكر صاحب الفروع رحمه الله من ذلك أشياء، وهو التعصّب الكامل حتى إن بعضَهم يُنابذُ بعضاً، ويصارحهم في المنابذة فمثلاً في ليلة الثلاثين من شعبان إذا كان هناك غيمٌ أو قتر من أهل العلم من قال : يجب أن يُصام يوم الثلاثين، لاحتمال أن يكون الهلال قد اختفى من الغيم أو القتَر، ومنهم من يقول : لا نصوم، لأن الأصل بقاء شعبان، وإذا رجعنا إلى الدليل الأثري وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) فلا نصوم، فكان بعضهم على غير المعتاد يمشي في الأسواق ومعه شيء يأكله من أجل أن يُراغم الآخرين، ومن المعلوم أن مثل هذا يوجب العداوة، لأنها مراغمةٌ في دين، والدين أكبر شيء عند المسلم.
فهذا هو الدّخَن : أنهم يهتدون بغير هدي الرسول صلى الله عليه وسلم تعصّباً لمذاهبهم، ويهدون الناس بغير هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
( فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ) : وهذا شر، دعاة يدعون إلى أبواب جهنّم بمعنى أنهم ينظرون إلى كل طريق يوصل إلى النار فيفتحونه للناس والعياذ بالله، سواء في العقيدة، أو في الأخلاق ،او في الشريعة، دعاة إلى أبواب جهنم.
هؤلاء الدعاة ينقسمون إلى قسمين : قسم التبس عليهم الحق بالباطل، وقسم آخر معاندون ، يعمون الحق ولكنهم يصرون على خلافه. كل هؤلاء دعاة إلى أبواب جهنم، لأن الذي اشتبه عليه الحق يجب أن يبحث حتى يتبين، والآخر معاند أمره واضح.
( فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ : نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ) :
إذن هم عرب أو ليسوا بعرب؟ عرب في اللون وعرب في اللسان، ومع ذلك هم من دعاة جهنم والعياذ بالله ويتكلمون بألسنتنا
( فقلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ : تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ) وهذا إشارة إلى أن هؤلاء القوم بُغاة أو خوارج، وأن هناك جماعة وهي الأم للمسلمين، فليلزم الإنسان جماعة المسلمين، وإمامهم.
( َقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ : فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ) يعني لا تكن مع هؤلاء وهؤلاء.
( وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ ) .
في هذا الحديث من الفوائد : سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم: حيث اتّسع لهذه المحاورة مع حذيفة ابن اليمان.
ومن فوائده أيضاً : الآية البينة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث أخبر بما طابق الواقعَ تماماً .
ومن فوائد هذا الحديث : ذكاء حذيفة رضي الله عنه وعقله ، حيث سأل عن الشر لئلا يقع فيه، وعلى هذا فإذا قلت : ما هي أركان الصلاة؟ فهذا سؤال عن الخير، وإذا قلت ما مبطلات الصلاة؟ فهذا سؤال عن الشر، لأن المبطلات تُفسد العبادة، والأركان تصحّحها فهي خير.
يقول : ( كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ ) حتى يفعلوه ويقوموا به ، لكن كان رضي الله عنه يسأله عن الشر لئلا أن يقع فيه، والخير عنده علم منه ويفعله، لكن أنه لا يعرف الشر، والإنسان مأمور بفعل الخير واجتناب الشر، إذن فكما أنه مأمور بالعلم بالخير، فإنه مأمور بالعلم بالشر لئلا يقع فيه.
يقول رضي الله عنه : ( إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ ) : الخير الذي جاء الله به هو الإسلام فإنه خير كلّه، لا فيما يتعلق بالعباد، ولا الأخلاق، ولا المعاملة، كلها خير، ( فهل بعد هذا الخير شر؟ قال نعم، قال : وهل بعد هذا الشر خير؟ قال : نعم، وفيه دَخَن ). ليس كالخير الأول، الخير الذي في القرن الأول بل في القرون الثلاثة كله خير محض، ثم يأتي بعد ذلك شر، ثم يأتي بعده خير لكن فيه دخن، وإذا تتبعت التاريخ وجدت أن هذه المراتب التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وقعت كلها.
( قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ : قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ) : وهذا أيضاً وقع، فقد كان في بعض القرون التعصب الشديد للمذاهب والأشخاص، حتى كان يهجر بعضُهم بعضاً، ويصل في بعض الأحيان إلى حد الضرب كما ذكره أهل العلم، وتجد هؤلاء المتعصّبين تجدهم يلوذون بأحد الخلفاء، من أجل أن يحققوا مآربهم، وتكون لهم الهيمنة لمذهبهم، وقد ذكر صاحب الفروع رحمه الله من ذلك أشياء، وهو التعصّب الكامل حتى إن بعضَهم يُنابذُ بعضاً، ويصارحهم في المنابذة فمثلاً في ليلة الثلاثين من شعبان إذا كان هناك غيمٌ أو قتر من أهل العلم من قال : يجب أن يُصام يوم الثلاثين، لاحتمال أن يكون الهلال قد اختفى من الغيم أو القتَر، ومنهم من يقول : لا نصوم، لأن الأصل بقاء شعبان، وإذا رجعنا إلى الدليل الأثري وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) فلا نصوم، فكان بعضهم على غير المعتاد يمشي في الأسواق ومعه شيء يأكله من أجل أن يُراغم الآخرين، ومن المعلوم أن مثل هذا يوجب العداوة، لأنها مراغمةٌ في دين، والدين أكبر شيء عند المسلم.
فهذا هو الدّخَن : أنهم يهتدون بغير هدي الرسول صلى الله عليه وسلم تعصّباً لمذاهبهم، ويهدون الناس بغير هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
( فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ) : وهذا شر، دعاة يدعون إلى أبواب جهنّم بمعنى أنهم ينظرون إلى كل طريق يوصل إلى النار فيفتحونه للناس والعياذ بالله، سواء في العقيدة، أو في الأخلاق ،او في الشريعة، دعاة إلى أبواب جهنم.
هؤلاء الدعاة ينقسمون إلى قسمين : قسم التبس عليهم الحق بالباطل، وقسم آخر معاندون ، يعمون الحق ولكنهم يصرون على خلافه. كل هؤلاء دعاة إلى أبواب جهنم، لأن الذي اشتبه عليه الحق يجب أن يبحث حتى يتبين، والآخر معاند أمره واضح.
( فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ : نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ) :
إذن هم عرب أو ليسوا بعرب؟ عرب في اللون وعرب في اللسان، ومع ذلك هم من دعاة جهنم والعياذ بالله ويتكلمون بألسنتنا
( فقلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ : تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ) وهذا إشارة إلى أن هؤلاء القوم بُغاة أو خوارج، وأن هناك جماعة وهي الأم للمسلمين، فليلزم الإنسان جماعة المسلمين، وإمامهم.
( َقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ : فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ) يعني لا تكن مع هؤلاء وهؤلاء.
( وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ ) .
في هذا الحديث من الفوائد : سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم: حيث اتّسع لهذه المحاورة مع حذيفة ابن اليمان.
ومن فوائده أيضاً : الآية البينة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث أخبر بما طابق الواقعَ تماماً .
ومن فوائد هذا الحديث : ذكاء حذيفة رضي الله عنه وعقله ، حيث سأل عن الشر لئلا يقع فيه، وعلى هذا فإذا قلت : ما هي أركان الصلاة؟ فهذا سؤال عن الخير، وإذا قلت ما مبطلات الصلاة؟ فهذا سؤال عن الشر، لأن المبطلات تُفسد العبادة، والأركان تصحّحها فهي خير.