هل حقاً أن الصلاة تكفر الصغائر والكبائر؟ وما صفة هذه الصلاة.؟ حفظ
السائل : شيخنا نحن كسلفيين مثلا، إيش موقفنا من هذه الأقوال، يعني تجد في المسألة الواحدة عشرة أقوال ... ؟
الشيخ : ... نحن لسنا كسلفيين، نحن سلفيون.
السائل : بقول إيش موقفنا من هذه الأقوال المختلفة اللي ممكن تكون في معنى الآية أو معنى الحديث في حكم شرعي، عدة أقوال خاصة للسلفيين في المسألة الواحدة؟
الشيخ : ما شاء الله.
السائل : معنى ...
الشيخ : يبدو عندك دراسة جديدة.
السائل : يعني هذا بتمر على الواحد مسألة من المسائل، بتمر عليه أقوال، صدقني في مسألة قبل كم يوم بالنسبة لمغفرة الذنوب، يعني في أقوال يكاد لا تقل عن ثلاثين قولا ... إيش موقفنا من هذه الأقوال المختلفة؟
الشيخ : موقفنا ما كان ... وما كان محتملا رجحنا ما عندنا، وعذرنا غيرنا، شو رأيك؟
السائل : والله يعني في إيجابية في الموضوع أنا شايف.
من الأقوال حتى الأئمة أنفسهم بنسفوا هذه الأقوال بالبطلان بكذا، هذا القول باطل، لكن تجد أنه لما تقرأ الأدلة وترى آراء الأئمة الآخرين، تجد أن هذا الرأي وجيه مش باطل كما هم يدعوا، هذه حصلت فعلا في أكثر من قضية وأكثر من مسألة.
الشيخ : آه لما بتكون جادا في البحث فيجب أن تضرب مثلا لمسألة قال فيها بعض الأئمة إن القول الذي يخالفنا باطل، مع ذلك تجد أنت لهذا القول وجاهة ودليلا.
السائل : المثل اللي نحن فيه.
الشيخ : وهو؟
السائل : موضوع أن الصلاة تكفر الذنوب.
الشيخ : الصلاة؟
السائل : تكفر الذنوب صغيرها وكبيرها.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ففعلا وجدنا من الأئمة مثل ابن كذا الحنبلي وغيره من الأئمة، يقول أن هذا القول باطل، لا يزل في إصرار على أن هذا القول باطل.
الشيخ : طيب كمل الجواب.
السائل : أين الوجاهة؟
الشيخ : أيوه شايف أبو يحيى بالمرصاد.
السائل : الوجاهة أن الشيخ يقول إنها تكفر الذنوب.
الشيخ : شو بدك بالشيخ أنت.
السائل : أنا اقتنعت فيه الرأي.
الشيخ : لا خذ دليله، شو بدك بالشيخ، ما في فرق عندك بين الشيخ وبين الفريخ، إذا كان الدليل معهما.
السائل : تمام بظل هم نفس الأدلة اللي نحن نستعملها، هم يحكوا عنها وعارفينها.
الشيخ : هذا خلاف كلامك الذي مهدت له، نحن بدنا قول يقول فيه بعض الأئمة باطل، والدليل فعلا قام على بطلانه.
السائل : هنا على بطلانه ما في.
الشيخ : فإذا؟
السائل : أنا بقول قول الأئمة، أنا لا زلت في أقوال العلماء بغض النظر عن الأدلة الآن، يعني أقوال العلماء تجد المسائل كلها ...
الشيخ : بدك تسمع كلامك الظاهر اللي نسيته؟ سمعه يا أبو ليلى، سمعه، اسمع كلامك، أنت قلت إنهم يقولون باطل.
السائل : وما زلت بقول هذا القول، يقولون عنه قول باطل.
الشيخ : نحن عم نقول لك ما هو دليل البطلان؟ فإذا كان فيه دليل فنحن معهم، وإن لم يكن فيه دليل فهو باطل، نحن أجبناك بجواب موجز، وقلت أنت كلمتك، إن كانت المسألة عليها دليل أخذنا بما يقول الدليل ورددنا ما يخالفه، وإن كان ما في عليها دليل، فنحن نرجح ونعذر الآخرين ...
السائل : يعني كل الأدلة اللي أنت ذاكرها هم يعرفوها؟
الشيخ : لا، أنت مشكلتك بتعيد الماضي ما تضم إليه الجديد، شو جوابهم على : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كما ولدته أمه )؟
السائل : جوابهم زي جوابك في الواقع ...
الشيخ : إذا لماذا تتعب حالك؟
السائل : أنا، لأنهم مركزين على هذا الموضوع بالذات، موضوع الصلاة وتكفير الذنوب هي القضية، لكن والله يقولون مثل ما أنت بتقول الحقيقة، وأنا قلت هذا الكلام البارحة لأبي عبد الله، قلت له: يا أبا عبد الله حديث الحج يصدمه، ضد مذهبهم في الموضوع، فقال لي: سبحان الله أنا مش فاهم ليش يثبتوا مع هذا الحديث مرة ويخالفوا الحديث هذا مرة أخرى، وهذا واضح في المسألة هذه.
الشيخ : أنا خايف أنت يا شيخ علي تنعدي
السائل : والله في أمراض معدية وفي أمراض مش معدية.
الشيخ : أي نعم.
السائل : أنا لازم جنبهم من الأمراض المعدية بمضاد حيوي.
الشيخ : كويسة هذه.
السائل : أقول بالنسبة للأخ أبي يحيى إنه نحن درسنا قضية أن الصلاة تكفر الذنوب، وطبعا فيه أقوال عديدة ...
السائل : أنا لازم اللي قاله الشيخ قاله لي، فيعني إعادة الحوار تكون من صالحي.
طالب : فنحن اللي خلانا نتراجع عن قولنا الصحيح، أنه قبل ما أسمع من الشيخ فقرأنا من كتاب ابن رجب الحنبلي في شرح خمسين حديثا، فيقول بأن : " من يقول أن الصلاة تكفر الذنوب الصغيرة والكبيرة دون التوبة من الذنوب الكبيرة هو قول أشبه بالجهمية وهو باطل " أنا قلت غريب هذه القضية طويلة وعريضة، وليش هو ادعى بهذا القول، فقال لي شيخك يقول بهذا القول أبو عبد الله أحمد عطية، قلت وين هذا؟ اطلعنا كتاب شرح مشكاة المصابيح للشيخ، وإذا الشيخ يقول بهذا فعلا، قرأته.
الشيخ : لا تقل هذا.
السائل : نعم.
الشيخ : لا تقل هذا.
السائل : كيف؟
الشيخ : ... كنت حاضرا الجلسة أم لا؟
السائل : نعم كنت حاضر الجلسة.
الشيخ : يجوز ينسب إليّ هذا القول؟
السائل : الصلاة تكفر الصغيرة والكبيرة.
سائل آخر : على إطلاقها بين أنت في قيد ...
السائل : المعروف أنه في قيد على أن تكون هذه الصلاة هيك، بدك تقول ...
الشيخ : مش أنا بدي، بدك أنت تنقل ..
السائل : تكون الصلاة موافقة للسنة وليست أي صلاة، هذا معروف ضمنا أنه لما نقصد الصلاة تكون مئة بالمئة، هذا اللي نعنيه، أما الصلاة المخالفة للسنة الله يعين صاحبها.
الشيخ : هي الأصل، وقد ذكرنا لكم الحديث ( إن الرجل ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها ... ) إلى آخره، فمن أين أن تكتب له الصلاة كاملة؟
السائل : هم مع الأخذ الاعتبار بأن هذه الصلاة لو كانت كصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقولون إنها تكفر الذنوب الكبيرة.
الشيخ : هذا هو القول الباطل، ورد لأقوال الرسول الصريحة، وكمان الواحد إذا حج كما قال عليه السلام: ( فلم يرفث ولم يفسق خرج كيوم ولدته أمه ) يطلع حامل الكبائر ونظيف من الصغائر، هذا هو الباطل بالذات.
السائل : والله يا أستاذي الصحيح فهمهم لهذا الحديث بخلاف مفهومهم للحديث الآخر.
سائر آخر : هي القضية الله سبحانه وتعالى إذا الله يريد أن يكفر عن صلاة واحدة يغفر الذنوب، فالله يغفر ما شاء، فالمسألة ...
الشيخ : بعدين : (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ... )) فاجتناب الكبائر مكفرات للصغائر، شو بقي فضل للصلاة والحج ... إلى آخره، إذا كانت هي إيش؟ تمحو الصغائر فقط.
السائل : الشبهة جاية من مجموعة الأدلة اللي بتقول: ( ما اجتنبت الكبائر ) أو: ( ما اجتنبت الكبائر ) هذا الحديث: ( الصلاة إلى الصلاة، الجمعة إلى الجمعة، رمضان إلى رمضان ) كلها ما اجتنبت الكبائر، فهذا القيد جعلوه قيدا وحكموه على كل الأدلة الأخرى اللي هي في موضوع الصلاة والصوم والأعمال الصالحة.
الشيخ : لذلك نحن أجبناك فتعيد الإشكالات ولا تعيد الرد عليها، ولذلك أنا خايف عليك أنه تسري العدوى، لا هيك ولا هيك، شو بقولوا عن الطاووس والغراب، شو قصتهم ...
لو لم يكن هناك إلا قضية الصلاة، الجواب كما سمعت لكن أنتم عم تنقلوا التعميم، تركنا الصلاة وقلنا هيك لا تكفر إلا الصغائر، طيب والأشياء الأخرى؟ المكفرات الأخرى اللي ألف فيها الحافظ ابن حجر العسقلاني في ذلك، شو نقول عنها هذه؟ نخلط شعبان برمضان، لا بنترك الصلاة هذه فضيلتها مع ذلك قلنا لك ما اجتنبت الكبائر، كان شرطا كشرط (( إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا )) ثم لما قيل للرسول : " ما بالنا نقصر وقد أمنا " قال : ( صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ) فإذا هذا الشرط كان ثم رفعه الله رحمة بالمؤمنين كما رفع : (( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )) فمثل هؤلاء كمثل من تمسك بهذه الآية: (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) لكن شوفوا تمام الآية، شوفوا سبب نزول الآية (( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ )) قال: نعم. انتهت المشكلة ما في مؤاخذة فيما يجول في القلب.
السائل : فيما قرأنا بناء على نصيحتك، المكفرات التي ذكرتها أستاذي اللي أنت قرأتها فعلا، ذاكر مجموعة كبيرة من الأحاديث تتعلق بهذا الموضوع بخصوص تكفير الذنوب، وطبعا جيب استشهادها وطرقها، وبمجموعها وبكل شيء، والذي أذكره أنه يميل لهذا القول، لكن في موضوع الصلاة بختلف الموضوع ليش ما عارف ؟ بتصير أقوال الأئمة تختلف، بعدين عم يفرجني أبو عبد الله قبل يومين جاء وسهر عندي، جاب المجلد الرابع من الأحاديث الصحيحة، في عنوان أبدا صريح في موضوع أن الصلاة تكفر الذنوب كلها كما قلت أنت اليوم، الصلاة تكفر الذنوب كلها، يعني هذا مكتوب.
الشيخ : أي نعم، لذلك الموضوع لا يعني أن نضيع الوقت حول إنه تكفر الذنوب كلها كبيرها وصغيرها أم لا، إنما يدار الموضوع حول صفة الصلاة هذه التي تكفر الذنوب كلها، لأن هذا هو الذي يهمنا من الناحية العملية.
السائل : أي نعم وهنا تكمن الفائدة.
سائل آخر : آه، وإلا نضيع وقتنا نبحث في المسألة قولان.
السائل : المأموم في هذه الحالة، المأموم بتكون صفة صلاته صفة صحيحة؟
الشيخ : شلون بتكون صحيحة؟
السائل : يعني صلاته مقبولة؟
الشيخ : ما فهمت.
السائل : المأموم وليس الإمام، هل تكون صلاته في هذه الحالة ضابطة ...
الشيخ : أي حالة يا أخي؟
السائل : اللي هو كان مأموم فيها.
الشيخ : أخي فهمت المأموم بس الحالة ما فهمتها.
سائل آخر : يعني إذا ما خشع إذا ما ...
الشيخ : لا بالعكس.
السائل : يعني إذا كان الإمام غير خاشع وما كانت الصلاة على حقيقتها المأموم بتكون صلاته مثل الإمام أم تكون ناقصة ؟.
سائل آخر : الصلاة للمأموم أليست مفهومة، ... يعني في هذه الحالة بتكون صلاته تكون تكفر الذنوب حتى لو فكر فيها أو شك فيها.
الشيخ : أي ذنوب الكبائر والصغائر أم ماذا؟
سائل آخر : الكبائر والصغائر نعم.
الشيخ : بدنا نشوف شو سؤاله الكبائر والصغائر، لماذا ربطتها بالمقتدي، في عندك أنت إمام أم مقتدي أم منفرد، تقدر تقول يصلي صلاة يستحق بها تكفير الكبائر؟ إذا لماذا سألت هذا السؤال ...
طالب : أنا بحكي أنه مادام المأموم مكفولة صلاته إذا لازم تكون صلاته صحيحة.
الشيخ : شو عم تخربط وأنت مهندس، الآن البحث في أن الصلاة صحيحة أم غير صحيحة، البحث هل هي مكفرة للكبائر أم لا؟ الله يهديك قل آمين.
السائل : آمين.
الشيخ : الصلاة صحيحة ما في إشكال، الصلاة صحيحة إذا جاء بالواجبات والأركان وانتهى الموضوع، أما إذا ما خشع في الصلاة، طيب هذا الذي ما خشع في الصلاة صلاته صحيحة لكن هذا ما يستحق أنه تكفر ذنوبه كلها، وهذا عشرها تسعها ثمنها، بالكثير الكثير نصفها، يكثر خير الله إذا كان قبل منها نصفها.
السائل : يعني بها تمحو السيئات؟
الشيخ : أي نعم، لذلك قلت أنا آنفا مضيعة للبحث أنها تكفر للسيئات الكبائر أم الصغائر، هذا علمه عند الله، لكن نحن ياترى شو نوعية صلاتنا اللي عم نصليها، نستحق بها نسبة معينة من التكفير، أم كل التكفير، أعني أنا بقول الآن بتكفر الصغائر، طيب أي صلاة اللي بتكفر الصغائر؟
السائل : ...
الشيخ : شايف شلون من أجل نهون عليكم أي صلاة تكفر الصغائر كلها، صلاتنا نحن اليوم الله أعلم، قد يكون لبعض الناس أما أكثر الناس لا، أكثر الناس يعني ممكن أن يقال أسقطوا الفريضة عنهم، لأنهم جاؤوا بالشروط والأركان، فيقال شرعا صلوا، لكن بعض الناس يقال ارجع فصل فإنك لك تصل، فإذا كثير من الناس نقدر نقول اليوم صلاتهم أسقطوا الفريضة عنهم، أما أن صلاتهم كفرت عنهم ذنوبهم كلها ولو الصغائر، لا نستطيع أن نقول هيك، لأنه بلا شك ما في خلاف بين القائلين بتكفير الصغائر أو الكبائر، ما في خلاف بينهم أنهم يقصدون الصلاة الكاملة، فأين هذه الصلاة الكاملة؟
لذلك أنا بشوفهم يضيعوا الوقت، وأنت وأبو عبد الله وأحمد وغيره اشتغلوا بشيء يتعلق بأنفسكم، في إصلاح عبادتكم، أما الكبائر أو الصغائر اتركوها لله عز وجل، إذا لم تستطيعوا أن تدرسوا المسألة وتفهموها جيدا علميا.
طالب : نقدر نقول نلخص أن هذا كان في بداية الأمر؟
الشيخ : نعم، ( ما اجتنبت الكبائر ) نعم.
السائل : أبو اليسر طبعا أول مرة تطرح أمامك هذه القضية؟
أبو اليسر : لا، مش أول مرة.
السائل : لا، كبحث.
أبو اليسر : معروف هذا الشيء أول مرة أسمع أنه كان الأول، لذا أحببت أن أؤكدها، يعني هذه الإضافة.
الشيخ : أولا فيه بلا شك، يعني نسياني لا يخفى على الجميع، أن كونه الصلاة مطابقة هيئتها الظاهرية بما كان عليه الرسول عليه السلام تماما، ولست أعني بالطبع فقط الشروط والأركان والواجبات، بل والسنن والمستحبات، ثانيا وأخيرا يأتي الشيء الهام جدا بالموضوع، وهو أن يكون إقباله على الله تبارك وتعالى بقلبه من أول الصلاة إلى آخرها، هنا الصعوبة، وقد أشار الرسول عليه السلام إلى هذه الحقيقة حين قال : ( من توضأ وأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين ... ).
السائل : ...
الشيخ : أنا ما بقدر أقول أنه استطيع أن أقوم بهذا الشرط، وأهنئ الذي يستطيع أن يقوم بهذا الشرط، لا يحدث نفسه في الصلاة التي صلاها، هنا الاختبار وهنا الامتحان، وهنا توزع النسب هذا المهم في الموضوع.
السائل : هل وارد عن سيدنا علي نحو هذا الحديث بما معناه : ( إذا صليت ركعتين وما حدثت فيها نفسك أعطيك بردتي ).
الشيخ : هذه قصة عامية بيحكوها.