فوائد حفظ
الشيخ : في هذه الأحاديث دليل على ورع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، وأنه لما حُدِّث عن رافع أراد أن يصل إلى رافع بنفسه ، حتى يستثبت الأمر.
وفيه أيضا في مصطلح الحديث طلب علو الإسناد ، وعلو الإسناد أن يقل الرواة بين المخرج وبين منتهى السند ، ومعلوم أن عالي السند بالنسبة للعدد أقرب إلى الضبط ، لأنه كلما كثرت الواسطة كثر احتمال الوهم.
وفيه أيضاً : أنه ينبغي للإنسان أن يذكر ما يدل على تأكده ، حيث قال إنه أتاه بالبلاط ، والبلاط هي الحجارة الملساء، قال في الحاشية : وهي حجارة حول المسجد النبوي، ملساء وبه نعلم أن البلاط كان قديما في هذه الأمة ، يعني ليس شيئا جديداً ، بل هو قديم ، وكنت أظن هذا في الشام ونحوه مما تقدموا في هذه الأمور ، لكن ذكر في الحاشية أنه عند مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .
وفيه أيضاً : من ورع عبد الله بن عمر أنه لم يعتمد على ما كان يعلمه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخلافة أبي بكر ، وخلافة عمر ، وخلافة عثمان ، وصدر من خلافة معاوية . كم من خليفة مر ؟ خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وصدر من خلافة معاوية لكن لما بلغه هذا تركه ، وخشي أن يكون حدث في الأمر نسخ ، وهذا مما يدل على ورعه رضي الله عنه.