فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث ما يدل على مسألة مهمة وهي أن طاعة الله ورسوله أنفع للعبد في دينه ودنياه ، حتى وإن حصل له خسران من أمور الدنيا فهذا ربح في الواقع ، ولهذا قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون )) .
وفي هذا الحديث إشكال ، وهو إكراؤها بالثلث والربع ، فإن ظاهر الحديث المنع ، ولعل هذا حين كان يجب على صاحب الأرض أن يزرعها أو يزرعها أو يمسكها ، لأن هذا الذي سبق إما أن يُزرع بنفسه ، أو يزرعها مجاناً، أو يمسكها ،
فكان ينهى عن كل الأنواع ، أما بالطعام المسمى فظاهر أنه لا يجوز لأنه غرر بين ، كيف لا يكون غرراً ، إذا قدرنا أن يقول زارعتك على هذه الأرض بمائة صاع لي والباقي لك هذا لا يجوز ، للجهالة الواضحة والغرر البين ، لأنها قد لا يحصل منها إلا مائة ، وقد يحصل منها الآلاف ، فيحصل في هذا غرر وغبن ، فيُشبه الميسر.
ولكن الفقهاء ذكروا أنه لو أجره إياها تأجيرا بطعام مسمى بغير ما يخرج منها فلا بأس به. وهذا هو الذي عليه عمل الناس اليوم ، فإنهم يؤجرون الأرض فيما يسمونه الصبرة بأصواع معلومة ثابتة في هذه الأرض سواء زرعت أم لم تزرع ، فهذه إجارة مستقلة لا علاقة لها بالمزارعة .