فوائد حفظ
الشيخ : هذا دليل على أن اتخاذ أواني الفضة لا بأس به لأن حذيفة أنكر الشرب منها فقط فاتخاذها ليس بحرام .
لكن الفقهاء رحمهم الله حرموا اتخاذها وقالوا إن اتخاذها يكون ذريعة لاستعمالها ، واستعمالها في غير الشرب والأكل يكون ذريعة لاستعمالها في الشرب والأكل ، فحرموا اتخاذها واستعمالها في هذا الذهب والفضة لئلا يكون ذريعة للأكل والشرب .
ولكن يقال إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنده من العلم ما ليس عندكم ، وكونه يحرم الأكل والشرب معناه أنها موجودة لكن لا يجوز الأكل والشرب بها .
وفي هذا دليل على أن الإنسان ينبغي له أن يعتذر إذا فُعل عنده ما يُظن أنه راضٍ به من المنكر ، لأن حذيفة اعتذر عند الحاضرين ، وهذا أمر فطري شرعي أن الإنسان إذا تلبس بشيءٍ ينكر عليه لكنه مباح له لوجود سبب الإباحة فإنه يخبر ، لئلا يتهم .
ولهذا لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف في المسجد مع زوجه صفية رضي الله عنها مر به رجلان من الأنصار فأسرعا فقال : ( على رسلكما إنها صفية ) ، هما أسرعا خجلا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرياه مع أهله ، لما قال : إنها صفية ، قالا : يا رسول الله سبحان الله ، قال : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا أو قال شيئا ) ، فالإنسان يدفع عن نفسه كل ما يخشى منه التهمة حتى لا يتهم أو يظن به السوء أو ما أشبه ذلك .