مناقشة في مذهب السلف في إثبات الصفات . حفظ
الشيخ : نرجع في حديثنا السابق، نحن لازم نأخذ نقطة التقاء، قوله تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) السميع البصير صفتان لله عز وجل، ماذا يقول الذين يؤولون اليد والاستواء إلى آخره؟ ماذا يقولون في هاتين الصفتين أو غير العبارة هذه؟ نعيد عليكم سؤالكم، في آثار عن الصحابة أنهم فسروا السمع والبصر؟ بما السلف والخلف متفقون على تفسيرهما به؟ الجواب : لا يوجد آثار.
السائل : أعتقد أنه ما في بيان عن الصحابة والتابعين في تفسير هذه الآية.
الشيخ : جميل جدا، فكيف اتفق السلف والخلف؟ كيف اتفقوا على عدم التأويل؟
السائل : يعني التقوا هيك.
الشيخ : صدفة، يعني بدون علم؟
السائل : سبحان الله يعني شيء اجتمعت القلوب.
الشيخ : آه، يعني بدون علم؟
السائل : لا أعرف.
الشيخ : لا تعرف. ما بتعرف في الشيء لازم ... حديث، المسألة الحقيقية أوضح مما تتصور، الله عز وجل له وجود؟
السائل : بدهي
الشيخ : بدهي في نص عن السلف؟
السائل : ...
الشيخ : بس خالفه طريقتك في القرآن: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
السائل : ...
الشيخ : وهو كملها، يعني السميع البصير مفهوم معناهما؟
السائل : يسمع سمعا يليق به لاندري كيف هو ...
الشيخ : طيب الصحابة قالوا هيك؟
السائل : لا ما قالوا هيك، لكن لما بقول لك السميع البصير ...
الشيخ : يا حبيبي لا تطول الشرح، قالوا هيك الصحابة؟
السائل : فهمي أنه ...
الشيخ : مش فهمك فهم الجميع، نحن عم نقول السلف والخلف، يعني كل المسلمين متفقون على تفسير الآية على ظاهرها، لماذا ما سألتم عن السلف هنا، أين آثارهم؟ ولماذا أنا سألتك الله موجود؟ هذه بدها سؤال فعلا، الحق معك، لكن إن رجعت إلى القرآن وإلى الأدلة القاطعة بالموضوع، لكن هذه الأدلة القاطعة عند ناس أدلة قاطعة وعند ناس ما هي أدلة قاطعة، لأنه يسلط عليها معول التأويل، فهذه الآية: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) قلنا ما فيه خلاف بين المسلمين السلف والخلف كلهم مؤمنون بأن الله سميع بصير، هنا لماذا لم يؤل أول سؤال؟ ولماذا لم يفوض؟ لماذا هنا لا نسلط معول الهدم باسم التأويل أو باسم التفويض؟
السائل : (( ليس كمثله شيء )) ...
الشيخ : ما جاوبتني الله يهديك، (( وهو السميع البصير )) أنا أدندن على تمام الآية وأنت تدندن على أولها، فيه صفتان هنا، (( ليس كمثله شيء )) ما في نزاع بين سلفي وخلفي، كلهم منزهون، لكن النزاع في الإثبات، هل (( الرحمن على العرش استوى )) بمعنى استولى أو بمعنى استعلى؟ هذا النزاع، أما أنه آية في القرآن، ثلاث أربع آيات في القرآن ما في خلاف، كذلك ما في خلاف في التنزيه (( ليس كمثله شيء )) لكن هل هناك خلاف في تمام الآية: (( وهو السميع البصير )) الجواب: لا، لا خلاف، لماذا تتجاهل هذه القضية؟ الآن ماذا تقولون عن هذه الآية؟ حينما آمنتم بها ما عطلتموها بالتأويل ولا أنكرتم معناها بالتفويض.
السائل : رد على المعطلة ... اتفق فهمهم مع فهم السلف
الشيخ : أنت بدك تدافع عن التفويض لأنك انت متبني مذهب الدفاع، مش أنا أريد أدافع أنا أريد هدمه لأنه ضد الكتاب وضد السنة، أنا لما سألتك آنفا الله موجود، قلت: نعم موجود، طيب أنت موجود أم مفقود؟
السائل : طبعا موجود ...
الشيخ : موجود، طيب كيف شلون جعلت نفسك شريكا مع الله في الوجود؟ سلكها واسترح، كل الآيات هكذا، كل الآيات هكذا، شو المشكلة إذا قلت في قوله تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )) يداه ليست كأيدينا، وانتهى الموضوع، شو الواقف في الطريق؟
السائل : السلف لم يكتفوا بهذا الفهم.
الشيخ : والسلف لم يفهموا هذا الفهم السميع البصير.
السائل : وأنا أقصد بالسلف هم الصحابة.
الشيخ : وأنا أقصد الذي تقصده أنت، شو الفرق؟
السائل : يعني تفصيل هذا ممكن من عصور متأخرة.
الشيخ : في سبيل من؟ على شفا جرف هار، الصحابة ما تكلموا في السميع البصير، لماذا أنت تتكلم وبتقول مبين المعنى؟
السائل : ...
الشيخ : هذا اللي بدنا إياه في كل الصفات، بس نحن نسألكم لماذا تقولوا هنا مبينة وليس كمثله شيء، وهناك بتقولوا لماذا لا نؤل، لماذا تؤل الأصل؟
السائل : أنت أجبتنا يا أستاذ من قولك أننا نفهم هذه الأشياء بناء على اللغة العربية، اللغة العربية تحتمل المعنيين، يد بمعنى القدرة، ويد بمعنى اليد الجارحة.
الشيخ : هذا ليس دائما الله يهدينا وإياك. لأنه لما تفسر يداه ما تقدر تقول قدرتاه.
السائل : طبعا أستاذي.
الشيخ : طبعا طبعا، إذا ما معنى يداه، و (( بل يداه مبسوطتان )) وبعدين: ( كلتا يدي ربي يمين ) أحاديث صحيحة وصريحة، هذه لا تأول هنا، لا تؤول بقدرة ولا تأول بنعمة، من أي التأويل التي لجأ إليها المتأخرون أو المؤولة أو المعطلة؟ لا تتأول هذه، ممكن أن تأول في بعض الأمكنة، لكن التأويل هناك ما يعطل الصفة، ولذلك أنا أتذكر أنا سألتك هل تعتقد بأن لله يدين؟ ما سمعت منك جوابا، مع أنه هذه الآية لا تتأول : (( بل يداه مبسوطتان )).
ومن جانب أحاديث الرسول عليه السلام حينما قال وكثيرا ما سئلت عن هذا القول، ( كلتا يدي ربي يمين ) كيف؟ كان جوابي هذا السؤال هو الذي أنكره الإمام مالك.
السائل : كيف؟
الشيخ : كيف أنت عم تسأل كيف هذا أولا وثانيا، هذا الحديث يؤكد عموم النص القرآني (( ليس كمثله شيء )).
السائل : طبعا.
الشيخ : البشر له يمين له شمال، لكن الله (( ليس كمثله شيء )) ( فكلتا يدي ربي يمين ) هذا تأكيد للتنزيه، فإذا لله يدان لا تشبهان أيدي المخلوقات.
السائل : هل هذا التفصيل معروف قبل ابن تيمية؟
الشيخ : كيف لا، الله يهديك.
السائل : الأئمة الأربعة إيش بقولوا في الأسماء والصفات؟
الشيخ : هكذا يقولون كما يقول السلف، الإيمان بالصفات بمعانيها الحقيقة بدون تكييف.
السائل : رأي الشافعي ... قال : " أمروها كما جاءت "، وفهمنا من هذه العبارة أنه يفوض.
الشيخ : طيب أنا أفهم من هذه العبارة أنه ما يؤل.
السائل : ما يؤل.
الشيخ : طول بالك، طول بالك، الله يهديك، في معنيين هنا، " أمروها كما جاءت " بدون فهم أليس كذلك؟
السائل : نعم.
الشيخ : آه، هذا اللي بتقولوا أنت، أنا بقول أمروها كما جات بدون تأويل، يعني مشوها على ظاهرها، شوب تفهموا منها، ها هو المعنى العربي، وهذا يلتقي مع قول مالك: " الاستواء معلوم والكيف مجهول "، نعم.
السائل : هنا قول السلف.
الشيخ : هو من السلف، هو من أئمة السلف.
السائل : يعني إذا داخله حقيقة بغض النظر عن القول، إذا كان يسلم بكون القول الثاني اللي هو الإمرار بلا تعطيل أو تأويل.
الشيخ : نعم التأويل أخ التعطيل.
السائل : الامرار بلا تأويل ولا تعطيل أنا إذا واحد يسألني ما أقول أبدا أنه لله يد.
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله، بس هذا عم يسجل عليك أعط بالك.
السائل : هذا الكلام طازج ماله ست وثلاثين سنة.
الشيخ : عم تتقول على الرجل يعني؟
السائل : يعني لما الإنسان يكون مخطئ والله عز وجل ...
الشيخ : نحن نعرفه إنه سلفي، يا أخي هؤلاء الخلف كما قلت لك، تارة سلفيين لا يؤلون، وتارة يأولون فهم خلفيون، فالرضا والغضب والعجب والنزول والاستواء كل هذه يأولونها، نحن حجتنا عليهم لماذا عم تأولوا هذه الأشياء؟ بيقولوا والله عندنا الغضب هو ثوران الدم وانتفاخ الأوداج و و إلى آخره، يا جماعة اتقوا الله، هذه غضب المخلوق، لكن مادام الغضب نسب إلى الله فليس كمثله شيء.
السائل : ...
الشيخ : سبحان الله
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : إن شاء الله لا إله إلا الله
السائل : ابن تيمية أو واحد على المنبر وقف على المنبر وقال ...
الشيخ : سامحك الله، سامحك الله، أنت تأخذ كلام أعدائهم، أنت جيب من كلامهم، وما وجدت إلا أن تجيب من كلام أعدائهم، وأول مثال بدك تجيبه من التأويل.
السائل : أنا تحررت على كل حال، قلت لك قد يكون من كلامهم أو قد يكون من غيرهم.
الشيخ : أنا أموت، أكاد أموت من القدقدة هذه، هذه ما تجيب لنا شيء، أنت الآن بارك الله فيك متخذ موقف تريد أن تثبت أن هؤلاء الذين يتبنون مذهب السلف في عندهم تشدد، وجئت بمثال أول مثال هو باطل بالنسبة له لابن تيمية، فهل أتيت بمثال آخر يكون ثابتا؟
السائل : ... والإمام أحمد طبعا أنك تثبت أن الله فوق سبع سموات ...
الشيخ : بس أنا أنبهك أنك غيرت الخط تبعك أنت.
السائل : حكينا لك، بدي أنا أغيره بس بنفس الفكر.
الشيخ : عم تحكي عن فكر السابقين، مش فكر واحد مستند إليه الآن؟ الله يهديك عم تحكي عن فكر السابقين، ولذلك بدأت بمثال نسبته لابن تيمية، قلنا لك هذا يذكره أعداؤه، فبدك تجيب مثالا ثانيا عنه أو عن غيره، مش عني أنا، على أني مش عاجز أن أقول لك هذا حق، لأن الرسول في هذه الإشارة اللي شفتها، وربما أنت اعتبرتها من جملة التشدد أو المبالغة، هي من السنة أيضا، لكن أنا ألفت نظرك، خليك ماشي على خطك الأول، لأني لو كنت أنا متشدد، هل معنى ذلك أن السلف متشدد؟
السائل : ...
الشيخ : هذا الذي فهمناه أول، طيب.
السائل : ... السماء السابعة ما تعني حيزا، وما فوق السماء السابعة؟
الشيخ : الله يهديك، الله يهديك، سامحك الله، سامحك الله، أولا ما أحد يقول بهذا، مش لازم كذا، مش لازم كذا، ما أحد يقول بهذا، لكن أنت غيرت خطك، قلت أنه في هناك تشدد لاحظته مما قرأت، فما هو هذا التشدد؟ أنت بتقول مش لازم تكون فوقية كفوقية هذا على هذا، من يقول غير هيك؟ غيرت الخط تبعك؟ إن كنت غيرت بمعنى أنه كلامك كان خطأ، اعترف يا أخي، فالاعتراف بالخطأ هو عين الصواب، وإن كنت لا، ما لك مخطيء، تابع الخط وجيب لنا الأمثلة، يهمنا نشوف الأمثلة، يهمنا نشوف التشدد اللي أنت نسبته لهؤلاء الذين تبنوا خط السلف، فأولا أنت جبت المثال وبينا لك هذا المثال ليس بصحيح، جئت جبت مثال ثاني من واقعنا، الآن قلنا لك أنت عم تحكي عن الماضين مش عن الحاضرين، ورجعت أخيرا تقول إن الفوقية هذه ليس معناها هيك، من قال إن معناها هيك؟ مادام عم نكرر على مسامعكم مرارا وتكرارا (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )). استواؤنا ليس كاستوائه، وطيب هذا كل السلفيين يعتقدوا هذه العقيدة، طيب أنت الآن حول ماذا تدندن، من يعرف؟
السائل : ...
الشيخ : لما أسأل الله يهديك يا أستاذ عدنان، لما نسأل نحن أين الله؟ لا أنت غلطان تماما، أقول لك مش غلطان، بس هذا غلط يمكن الآن يعتبر غلط، يوما ما أنت أو غيرك ما عنده فكرة صحيحة عن الدعوة السلفية وإيمانهم بالصفات الإلهية، وهذا لا نزال نحن نقوم بها، لأنه يأتينا رجل من حزب من الأحزاب يقول أنتم كذا وكذا إلى آخره، بقول له يا أخي نحن مش دعوتنا قائمة فقط على ما أنتم تشيعون عنا تحريك الأصبع في الصلاة، تعليق الصورة ما يجوز، تعليق الساعة الدقاقة في المسجد إلى آخره، نحن نبحث في العقيدة، بقول العقيدة فيها خلاف، ها فيها خلاف كبير؟ وبتسكر الموضوع ، طيب خلينا ندخل في تجربة، تفضل أين الله؟ ببحلق عيونه هيك وبفكر شو السؤال هذا؟ وناس أشكال وألوان، ناس بقولوا هذا السؤال ما يجوز، وهو جاي في الحديث كما تعلمون إلى آخره، في هيك مناسبة نحن نوجه السؤال، أما أنا بقول لك الآن أين الله؟ كيف هذا الكلام يظهر منك أمر غريب!
السائل : ...
الشيخ : إي والله، إي والله، والله صدقت.
السائل : فعلا يوجه مثل هذا السؤال وأنا بينهم ...
الشيخ : طبعا بسأل، لكن لمن أسأل، أنا بسأل اللي فيه شك، في ريب من عقيدته، في ريب من إيمانه بالله عز وجل
السائل : ... مفهوم خاطيء
الشيخ : أيضا هذه مثل تلك قضية الفوقية، نعم هيك، بس من يقول غير هيك؟
السائل : ... أنتم بتحكموا عن الجارية يفهم عنها يمكن يكون لها معنى آخر.
الشيخ : إيش المعنى الآخر؟ هذه مشكلة إيش معنى آخر، أنت عم تقول لها معنى آخر، شو يعني؟
السائل : يعني بالنسبة لله تعالى يعني لا يقال هذا الكلام في معرض الكلام عن أين الله أبدا.
الشيخ : طيب مش هيك لا يقال، اسمع اسمع ...
السائل : لماذا كنا في بيت الدكتور عصام ...
الشيخ : طيب طول بالك، أنا رايح أحكي قصة رايح تشوف المعاني اللي عم تنفيها الآن، عن كلمة الأينية هذه، هي نحن دائما بنقررها بس لا مؤاخذة قلة الصلة والتجالس والاجتماع ينسي الحقائق التي استقرت في النفوس، الآن أنا بحكي قصة جرت بيني وبين أحد المشايخ، أظن أنت من الذين سمعوها مني مرة أو أكثر من مرة، وإن كنت أنت ما سمعتها سمعها غيرك بطبيعة الحال، وهات بعدين شو رأيك.
هذا الإنسان اللي بقرر ويسأل أين الله؟ هل هو يفهم هذه الصفة الإلهية بالمعنى المحدود البشري، سنة من سنين الحج ونحن في منى، وأنا جالس مع بعض الحجاج، من مصر من الشام وأنا اتحدث دخل علينا شيخ أزهري، سلم وجلس أصغى لحديثي شم من الحديثي رائحة السلفيين. قال : أنتم يا جماعة الوهابيين بتشبهوا رب العالمين بالمخلوقات.
قلنا له : كيف؟ قال: أنتم بتقولوا أن الله فوق السموات.
قلت له: نحن بنقول أم هذا كلام رب العالمين، ودخلنا في آية: (( أأمنتم من في السماء )) (( الرحمن على العرش استوى )) (( تعرج الملائكة والروح فيه )) إلى آخره، فهذا مش كلامنا كلام رب العالمين، ويجب الإيمان به، ثم تابعت معه الموضوع، موضوع منطقي عقلي، أظن أنا بيعجبك طريقته، هذا المنطق لأنك أنت بترشح منك من الكلام السابق. فقلت له: تعالى حتى نشوف أنه هؤلاء الذين آمنوا بأن الله على العرش استوى هؤلاء مجسمة، هؤلاء جعلوه في مكان، حصروه في مكان، أم هذا افتراء عليهم.
قلت له: قبل كل شيء أسألك سؤال، الكون المخلوق محدود أو غير محدود؟.
قال : محدود.
قلنا له : تبارك وتعالى محدود؟
قال : لا.
قلنا له : كويس هذا متفقون عليه، سؤال ثاني فوقنا الآن السماء الدنيا؟.
السائل : سؤال على أن الكون محدود بدلالة شرعية وإلا فكرية ...
الشيخ : لا فكريا وشرعيا، وهذا السؤال إذا كان لا يكيفك، الجواب الآن بإيجاز فأجله إلى ما بعد.
قلت له: هذه السماء الدنيا ما فوقها.
قال: السماء الثانية والثالثة والرابعة إلى آخره. باختصار إلى السماء السابعة، وقلت شو فوق السماء السابعة؟.
قال : العرش.
قلنا له : كويس، والعرش شو فوق منه؟
قال : الملائكة الكروبيون.
قلت له : إيش هؤلاء الملائكة الكروبيون؟
قال: ملائكة على العرش.
قلنا له : هل عندك آية فيما تقول؟
قال : لا.
قلنا : في عندك حديث حول ذلك؟
قال : لا.
قلت له : طيب من أين جبت هؤلاء الملائكة ووضعتهم هناك على العرش.
قال: والله هيك لقنونا المشايخ هناك في الأزهر الشريف.
قلت له : عجبا من مشايخ الأزهر يقرروا على الطلبة أن العقائد لا تثبت بالأحاديث الصحيحة، إذا كانت أحاديث غير متواترة وأنت الآن تفتي في العقيدة بلا حديث إطلاقا، لكن نحن مش هذا هدفنا نمشي معك الآن، الملائكة الكروبيون فوق العرش، وإيش فوق الملائكة الكروبييون في شيء وإلا انتهى
قال : انتهى
الخلق محدود يعني؟ قلنا وكنا من أول قلنا له: الكون مشتق من كان يكون، (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فهذا الكون على اعتقادنا نحن أعلى المخلوقات عرش الرحمن، على اعتقادك الملائكة الكروبيون، وبعد ذلك إيش في، هل هنالك شيء؟ هل هناك مخلوق؟ هل هناك مكان؟
قال : لا.
قلت إذا : ليش أنتم تتهمون وبتقولوا عنا أنا جعلنا ربنا في مكان، وأنت الآن بالمنطق العلمي السليم وصلت إنه بعد العرش ما في مكان، فالله حينما يقول المسلم السلفي فوق العرش استوى، لا يعني أنه في مكان مثل الإنسان في مكان، ولا يعني فوقيته فوق العرش كفوقية الملك على الكرسي، أو العرش تبعه، (( فليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فإذا التعبير بالمنفيات جمع نفي يلي عم تنفيه أنت، هذا من لوازم الدعوة السلفية، لأنه مرات نكرر مع أخينا علي هنا: (( فليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فكل صفاته تتناسب مع جلالته وعظمته، فهي لا تشبه شيئا من صفات المخلوقات، والصفات العلماء بيقولوا نتقسم إلى قسمين : صفة فعل، وصفة ذات، (( الرحمن على العرش استوى )) صفة فعل، نزوله ( ينزل إلى الله كل ليلة إلى السماء الدنيا ) أيضا صفة فعل، فنزوله ليس كنزولنا، واستواؤه ليس كاستوائنا، وإلى أخر ما هنالك، فالذي تدندن حوله أنت كأنك لأول مرة وإلا مؤاخذة تتصل بهذه الدعوة، فتحاول أن تقول أن هذا ليس هيك وليس هيك، وهذه كما يقولون من منسياتنا، التنزيه هذا من لوازم الإثبات وإلا كان مشبها، ورحم الله ابن القيم حين قال: " المجسم يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما ".
فالسلفي إذا كان بدو بسبب إثباته للصفات بدو يجسم معناه عبد صنما لا سمح الله، فالتنزيه مع الإثبات هما مذهب السلف الصالح في كل الصفات، فلا يخطر في بالك أنه إذا قلنا استوى أو أين الله؟ أنه في هناك تشبيه الخالق بالمخلوق، عياذا بالله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
السؤال الآن: سمعت هذه القصة من قبل هذه المرة.
السائل : لا.
الشيخ : طيب شو نسوي لك.
السائل : ...
الشيخ : لا، لا المقصود من السؤال هذه القصة هي جواب استشكالاتك، لكن هذه القصة متكررة في مجالسنا.
السائل : ... ليس واضحا ... على المعطلة على المفوضة على المشبهة ...
الشيخ : ما بعرف أنت ما تزال تدندن حول قضية العقيدة، لا تحتاج فلسفة ولا تحتاج شرح، أنت تفرض شيئا لا سبيل إليه، هذه مش أحكام شرعية، الأصل في كل البحوث هذه ويسلموا تسليما ويسلموا تسليما، لولا أنه دخل علم الكلام واضطر الناس أن يتكلموا في شيء ما تكلم فيه الأولون، كان هذا الكلام هذا كله غير وارد، ولا يجوز الخوض فيه، أنت تريد أننا الآن تخوض فيه زيادة، فأنت خاطئ.
السائل : الطريقة ... ومن زاد على كذا وكذا، يعني بدنا توضيح أكثر؟
الشيخ : الآن نسأل شو هو التوضيح، أنت الآن ما هي النقطة التي خفيت عنك؟ أنت بالجلسات القليلة، طول بالك لمن سنوضح يا أخي.
السائل : النقطة المخفية لما يجي واحد ... يجيب الكلام هذا من الكتب السلفية ويقرؤه أمامنا ... نقنع به أصحاب العلم ...
الشيخ : لا، لا أنا أردت أن أقول أكثر من هيك، القرآن والسنة يمكن هذا الشيء اللي بتقول أنت، القرآن والسنة شو نسوي يعني؟
السائل : أعتقد أنه ما في بيان عن الصحابة والتابعين في تفسير هذه الآية.
الشيخ : جميل جدا، فكيف اتفق السلف والخلف؟ كيف اتفقوا على عدم التأويل؟
السائل : يعني التقوا هيك.
الشيخ : صدفة، يعني بدون علم؟
السائل : سبحان الله يعني شيء اجتمعت القلوب.
الشيخ : آه، يعني بدون علم؟
السائل : لا أعرف.
الشيخ : لا تعرف. ما بتعرف في الشيء لازم ... حديث، المسألة الحقيقية أوضح مما تتصور، الله عز وجل له وجود؟
السائل : بدهي
الشيخ : بدهي في نص عن السلف؟
السائل : ...
الشيخ : بس خالفه طريقتك في القرآن: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
السائل : ...
الشيخ : وهو كملها، يعني السميع البصير مفهوم معناهما؟
السائل : يسمع سمعا يليق به لاندري كيف هو ...
الشيخ : طيب الصحابة قالوا هيك؟
السائل : لا ما قالوا هيك، لكن لما بقول لك السميع البصير ...
الشيخ : يا حبيبي لا تطول الشرح، قالوا هيك الصحابة؟
السائل : فهمي أنه ...
الشيخ : مش فهمك فهم الجميع، نحن عم نقول السلف والخلف، يعني كل المسلمين متفقون على تفسير الآية على ظاهرها، لماذا ما سألتم عن السلف هنا، أين آثارهم؟ ولماذا أنا سألتك الله موجود؟ هذه بدها سؤال فعلا، الحق معك، لكن إن رجعت إلى القرآن وإلى الأدلة القاطعة بالموضوع، لكن هذه الأدلة القاطعة عند ناس أدلة قاطعة وعند ناس ما هي أدلة قاطعة، لأنه يسلط عليها معول التأويل، فهذه الآية: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) قلنا ما فيه خلاف بين المسلمين السلف والخلف كلهم مؤمنون بأن الله سميع بصير، هنا لماذا لم يؤل أول سؤال؟ ولماذا لم يفوض؟ لماذا هنا لا نسلط معول الهدم باسم التأويل أو باسم التفويض؟
السائل : (( ليس كمثله شيء )) ...
الشيخ : ما جاوبتني الله يهديك، (( وهو السميع البصير )) أنا أدندن على تمام الآية وأنت تدندن على أولها، فيه صفتان هنا، (( ليس كمثله شيء )) ما في نزاع بين سلفي وخلفي، كلهم منزهون، لكن النزاع في الإثبات، هل (( الرحمن على العرش استوى )) بمعنى استولى أو بمعنى استعلى؟ هذا النزاع، أما أنه آية في القرآن، ثلاث أربع آيات في القرآن ما في خلاف، كذلك ما في خلاف في التنزيه (( ليس كمثله شيء )) لكن هل هناك خلاف في تمام الآية: (( وهو السميع البصير )) الجواب: لا، لا خلاف، لماذا تتجاهل هذه القضية؟ الآن ماذا تقولون عن هذه الآية؟ حينما آمنتم بها ما عطلتموها بالتأويل ولا أنكرتم معناها بالتفويض.
السائل : رد على المعطلة ... اتفق فهمهم مع فهم السلف
الشيخ : أنت بدك تدافع عن التفويض لأنك انت متبني مذهب الدفاع، مش أنا أريد أدافع أنا أريد هدمه لأنه ضد الكتاب وضد السنة، أنا لما سألتك آنفا الله موجود، قلت: نعم موجود، طيب أنت موجود أم مفقود؟
السائل : طبعا موجود ...
الشيخ : موجود، طيب كيف شلون جعلت نفسك شريكا مع الله في الوجود؟ سلكها واسترح، كل الآيات هكذا، كل الآيات هكذا، شو المشكلة إذا قلت في قوله تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )) يداه ليست كأيدينا، وانتهى الموضوع، شو الواقف في الطريق؟
السائل : السلف لم يكتفوا بهذا الفهم.
الشيخ : والسلف لم يفهموا هذا الفهم السميع البصير.
السائل : وأنا أقصد بالسلف هم الصحابة.
الشيخ : وأنا أقصد الذي تقصده أنت، شو الفرق؟
السائل : يعني تفصيل هذا ممكن من عصور متأخرة.
الشيخ : في سبيل من؟ على شفا جرف هار، الصحابة ما تكلموا في السميع البصير، لماذا أنت تتكلم وبتقول مبين المعنى؟
السائل : ...
الشيخ : هذا اللي بدنا إياه في كل الصفات، بس نحن نسألكم لماذا تقولوا هنا مبينة وليس كمثله شيء، وهناك بتقولوا لماذا لا نؤل، لماذا تؤل الأصل؟
السائل : أنت أجبتنا يا أستاذ من قولك أننا نفهم هذه الأشياء بناء على اللغة العربية، اللغة العربية تحتمل المعنيين، يد بمعنى القدرة، ويد بمعنى اليد الجارحة.
الشيخ : هذا ليس دائما الله يهدينا وإياك. لأنه لما تفسر يداه ما تقدر تقول قدرتاه.
السائل : طبعا أستاذي.
الشيخ : طبعا طبعا، إذا ما معنى يداه، و (( بل يداه مبسوطتان )) وبعدين: ( كلتا يدي ربي يمين ) أحاديث صحيحة وصريحة، هذه لا تأول هنا، لا تؤول بقدرة ولا تأول بنعمة، من أي التأويل التي لجأ إليها المتأخرون أو المؤولة أو المعطلة؟ لا تتأول هذه، ممكن أن تأول في بعض الأمكنة، لكن التأويل هناك ما يعطل الصفة، ولذلك أنا أتذكر أنا سألتك هل تعتقد بأن لله يدين؟ ما سمعت منك جوابا، مع أنه هذه الآية لا تتأول : (( بل يداه مبسوطتان )).
ومن جانب أحاديث الرسول عليه السلام حينما قال وكثيرا ما سئلت عن هذا القول، ( كلتا يدي ربي يمين ) كيف؟ كان جوابي هذا السؤال هو الذي أنكره الإمام مالك.
السائل : كيف؟
الشيخ : كيف أنت عم تسأل كيف هذا أولا وثانيا، هذا الحديث يؤكد عموم النص القرآني (( ليس كمثله شيء )).
السائل : طبعا.
الشيخ : البشر له يمين له شمال، لكن الله (( ليس كمثله شيء )) ( فكلتا يدي ربي يمين ) هذا تأكيد للتنزيه، فإذا لله يدان لا تشبهان أيدي المخلوقات.
السائل : هل هذا التفصيل معروف قبل ابن تيمية؟
الشيخ : كيف لا، الله يهديك.
السائل : الأئمة الأربعة إيش بقولوا في الأسماء والصفات؟
الشيخ : هكذا يقولون كما يقول السلف، الإيمان بالصفات بمعانيها الحقيقة بدون تكييف.
السائل : رأي الشافعي ... قال : " أمروها كما جاءت "، وفهمنا من هذه العبارة أنه يفوض.
الشيخ : طيب أنا أفهم من هذه العبارة أنه ما يؤل.
السائل : ما يؤل.
الشيخ : طول بالك، طول بالك، الله يهديك، في معنيين هنا، " أمروها كما جاءت " بدون فهم أليس كذلك؟
السائل : نعم.
الشيخ : آه، هذا اللي بتقولوا أنت، أنا بقول أمروها كما جات بدون تأويل، يعني مشوها على ظاهرها، شوب تفهموا منها، ها هو المعنى العربي، وهذا يلتقي مع قول مالك: " الاستواء معلوم والكيف مجهول "، نعم.
السائل : هنا قول السلف.
الشيخ : هو من السلف، هو من أئمة السلف.
السائل : يعني إذا داخله حقيقة بغض النظر عن القول، إذا كان يسلم بكون القول الثاني اللي هو الإمرار بلا تعطيل أو تأويل.
الشيخ : نعم التأويل أخ التعطيل.
السائل : الامرار بلا تأويل ولا تعطيل أنا إذا واحد يسألني ما أقول أبدا أنه لله يد.
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله، بس هذا عم يسجل عليك أعط بالك.
السائل : هذا الكلام طازج ماله ست وثلاثين سنة.
الشيخ : عم تتقول على الرجل يعني؟
السائل : يعني لما الإنسان يكون مخطئ والله عز وجل ...
الشيخ : نحن نعرفه إنه سلفي، يا أخي هؤلاء الخلف كما قلت لك، تارة سلفيين لا يؤلون، وتارة يأولون فهم خلفيون، فالرضا والغضب والعجب والنزول والاستواء كل هذه يأولونها، نحن حجتنا عليهم لماذا عم تأولوا هذه الأشياء؟ بيقولوا والله عندنا الغضب هو ثوران الدم وانتفاخ الأوداج و و إلى آخره، يا جماعة اتقوا الله، هذه غضب المخلوق، لكن مادام الغضب نسب إلى الله فليس كمثله شيء.
السائل : ...
الشيخ : سبحان الله
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : إن شاء الله لا إله إلا الله
السائل : ابن تيمية أو واحد على المنبر وقف على المنبر وقال ...
الشيخ : سامحك الله، سامحك الله، أنت تأخذ كلام أعدائهم، أنت جيب من كلامهم، وما وجدت إلا أن تجيب من كلام أعدائهم، وأول مثال بدك تجيبه من التأويل.
السائل : أنا تحررت على كل حال، قلت لك قد يكون من كلامهم أو قد يكون من غيرهم.
الشيخ : أنا أموت، أكاد أموت من القدقدة هذه، هذه ما تجيب لنا شيء، أنت الآن بارك الله فيك متخذ موقف تريد أن تثبت أن هؤلاء الذين يتبنون مذهب السلف في عندهم تشدد، وجئت بمثال أول مثال هو باطل بالنسبة له لابن تيمية، فهل أتيت بمثال آخر يكون ثابتا؟
السائل : ... والإمام أحمد طبعا أنك تثبت أن الله فوق سبع سموات ...
الشيخ : بس أنا أنبهك أنك غيرت الخط تبعك أنت.
السائل : حكينا لك، بدي أنا أغيره بس بنفس الفكر.
الشيخ : عم تحكي عن فكر السابقين، مش فكر واحد مستند إليه الآن؟ الله يهديك عم تحكي عن فكر السابقين، ولذلك بدأت بمثال نسبته لابن تيمية، قلنا لك هذا يذكره أعداؤه، فبدك تجيب مثالا ثانيا عنه أو عن غيره، مش عني أنا، على أني مش عاجز أن أقول لك هذا حق، لأن الرسول في هذه الإشارة اللي شفتها، وربما أنت اعتبرتها من جملة التشدد أو المبالغة، هي من السنة أيضا، لكن أنا ألفت نظرك، خليك ماشي على خطك الأول، لأني لو كنت أنا متشدد، هل معنى ذلك أن السلف متشدد؟
السائل : ...
الشيخ : هذا الذي فهمناه أول، طيب.
السائل : ... السماء السابعة ما تعني حيزا، وما فوق السماء السابعة؟
الشيخ : الله يهديك، الله يهديك، سامحك الله، سامحك الله، أولا ما أحد يقول بهذا، مش لازم كذا، مش لازم كذا، ما أحد يقول بهذا، لكن أنت غيرت خطك، قلت أنه في هناك تشدد لاحظته مما قرأت، فما هو هذا التشدد؟ أنت بتقول مش لازم تكون فوقية كفوقية هذا على هذا، من يقول غير هيك؟ غيرت الخط تبعك؟ إن كنت غيرت بمعنى أنه كلامك كان خطأ، اعترف يا أخي، فالاعتراف بالخطأ هو عين الصواب، وإن كنت لا، ما لك مخطيء، تابع الخط وجيب لنا الأمثلة، يهمنا نشوف الأمثلة، يهمنا نشوف التشدد اللي أنت نسبته لهؤلاء الذين تبنوا خط السلف، فأولا أنت جبت المثال وبينا لك هذا المثال ليس بصحيح، جئت جبت مثال ثاني من واقعنا، الآن قلنا لك أنت عم تحكي عن الماضين مش عن الحاضرين، ورجعت أخيرا تقول إن الفوقية هذه ليس معناها هيك، من قال إن معناها هيك؟ مادام عم نكرر على مسامعكم مرارا وتكرارا (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )). استواؤنا ليس كاستوائه، وطيب هذا كل السلفيين يعتقدوا هذه العقيدة، طيب أنت الآن حول ماذا تدندن، من يعرف؟
السائل : ...
الشيخ : لما أسأل الله يهديك يا أستاذ عدنان، لما نسأل نحن أين الله؟ لا أنت غلطان تماما، أقول لك مش غلطان، بس هذا غلط يمكن الآن يعتبر غلط، يوما ما أنت أو غيرك ما عنده فكرة صحيحة عن الدعوة السلفية وإيمانهم بالصفات الإلهية، وهذا لا نزال نحن نقوم بها، لأنه يأتينا رجل من حزب من الأحزاب يقول أنتم كذا وكذا إلى آخره، بقول له يا أخي نحن مش دعوتنا قائمة فقط على ما أنتم تشيعون عنا تحريك الأصبع في الصلاة، تعليق الصورة ما يجوز، تعليق الساعة الدقاقة في المسجد إلى آخره، نحن نبحث في العقيدة، بقول العقيدة فيها خلاف، ها فيها خلاف كبير؟ وبتسكر الموضوع ، طيب خلينا ندخل في تجربة، تفضل أين الله؟ ببحلق عيونه هيك وبفكر شو السؤال هذا؟ وناس أشكال وألوان، ناس بقولوا هذا السؤال ما يجوز، وهو جاي في الحديث كما تعلمون إلى آخره، في هيك مناسبة نحن نوجه السؤال، أما أنا بقول لك الآن أين الله؟ كيف هذا الكلام يظهر منك أمر غريب!
السائل : ...
الشيخ : إي والله، إي والله، والله صدقت.
السائل : فعلا يوجه مثل هذا السؤال وأنا بينهم ...
الشيخ : طبعا بسأل، لكن لمن أسأل، أنا بسأل اللي فيه شك، في ريب من عقيدته، في ريب من إيمانه بالله عز وجل
السائل : ... مفهوم خاطيء
الشيخ : أيضا هذه مثل تلك قضية الفوقية، نعم هيك، بس من يقول غير هيك؟
السائل : ... أنتم بتحكموا عن الجارية يفهم عنها يمكن يكون لها معنى آخر.
الشيخ : إيش المعنى الآخر؟ هذه مشكلة إيش معنى آخر، أنت عم تقول لها معنى آخر، شو يعني؟
السائل : يعني بالنسبة لله تعالى يعني لا يقال هذا الكلام في معرض الكلام عن أين الله أبدا.
الشيخ : طيب مش هيك لا يقال، اسمع اسمع ...
السائل : لماذا كنا في بيت الدكتور عصام ...
الشيخ : طيب طول بالك، أنا رايح أحكي قصة رايح تشوف المعاني اللي عم تنفيها الآن، عن كلمة الأينية هذه، هي نحن دائما بنقررها بس لا مؤاخذة قلة الصلة والتجالس والاجتماع ينسي الحقائق التي استقرت في النفوس، الآن أنا بحكي قصة جرت بيني وبين أحد المشايخ، أظن أنت من الذين سمعوها مني مرة أو أكثر من مرة، وإن كنت أنت ما سمعتها سمعها غيرك بطبيعة الحال، وهات بعدين شو رأيك.
هذا الإنسان اللي بقرر ويسأل أين الله؟ هل هو يفهم هذه الصفة الإلهية بالمعنى المحدود البشري، سنة من سنين الحج ونحن في منى، وأنا جالس مع بعض الحجاج، من مصر من الشام وأنا اتحدث دخل علينا شيخ أزهري، سلم وجلس أصغى لحديثي شم من الحديثي رائحة السلفيين. قال : أنتم يا جماعة الوهابيين بتشبهوا رب العالمين بالمخلوقات.
قلنا له : كيف؟ قال: أنتم بتقولوا أن الله فوق السموات.
قلت له: نحن بنقول أم هذا كلام رب العالمين، ودخلنا في آية: (( أأمنتم من في السماء )) (( الرحمن على العرش استوى )) (( تعرج الملائكة والروح فيه )) إلى آخره، فهذا مش كلامنا كلام رب العالمين، ويجب الإيمان به، ثم تابعت معه الموضوع، موضوع منطقي عقلي، أظن أنا بيعجبك طريقته، هذا المنطق لأنك أنت بترشح منك من الكلام السابق. فقلت له: تعالى حتى نشوف أنه هؤلاء الذين آمنوا بأن الله على العرش استوى هؤلاء مجسمة، هؤلاء جعلوه في مكان، حصروه في مكان، أم هذا افتراء عليهم.
قلت له: قبل كل شيء أسألك سؤال، الكون المخلوق محدود أو غير محدود؟.
قال : محدود.
قلنا له : تبارك وتعالى محدود؟
قال : لا.
قلنا له : كويس هذا متفقون عليه، سؤال ثاني فوقنا الآن السماء الدنيا؟.
السائل : سؤال على أن الكون محدود بدلالة شرعية وإلا فكرية ...
الشيخ : لا فكريا وشرعيا، وهذا السؤال إذا كان لا يكيفك، الجواب الآن بإيجاز فأجله إلى ما بعد.
قلت له: هذه السماء الدنيا ما فوقها.
قال: السماء الثانية والثالثة والرابعة إلى آخره. باختصار إلى السماء السابعة، وقلت شو فوق السماء السابعة؟.
قال : العرش.
قلنا له : كويس، والعرش شو فوق منه؟
قال : الملائكة الكروبيون.
قلت له : إيش هؤلاء الملائكة الكروبيون؟
قال: ملائكة على العرش.
قلنا له : هل عندك آية فيما تقول؟
قال : لا.
قلنا : في عندك حديث حول ذلك؟
قال : لا.
قلت له : طيب من أين جبت هؤلاء الملائكة ووضعتهم هناك على العرش.
قال: والله هيك لقنونا المشايخ هناك في الأزهر الشريف.
قلت له : عجبا من مشايخ الأزهر يقرروا على الطلبة أن العقائد لا تثبت بالأحاديث الصحيحة، إذا كانت أحاديث غير متواترة وأنت الآن تفتي في العقيدة بلا حديث إطلاقا، لكن نحن مش هذا هدفنا نمشي معك الآن، الملائكة الكروبيون فوق العرش، وإيش فوق الملائكة الكروبييون في شيء وإلا انتهى
قال : انتهى
الخلق محدود يعني؟ قلنا وكنا من أول قلنا له: الكون مشتق من كان يكون، (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فهذا الكون على اعتقادنا نحن أعلى المخلوقات عرش الرحمن، على اعتقادك الملائكة الكروبيون، وبعد ذلك إيش في، هل هنالك شيء؟ هل هناك مخلوق؟ هل هناك مكان؟
قال : لا.
قلت إذا : ليش أنتم تتهمون وبتقولوا عنا أنا جعلنا ربنا في مكان، وأنت الآن بالمنطق العلمي السليم وصلت إنه بعد العرش ما في مكان، فالله حينما يقول المسلم السلفي فوق العرش استوى، لا يعني أنه في مكان مثل الإنسان في مكان، ولا يعني فوقيته فوق العرش كفوقية الملك على الكرسي، أو العرش تبعه، (( فليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فإذا التعبير بالمنفيات جمع نفي يلي عم تنفيه أنت، هذا من لوازم الدعوة السلفية، لأنه مرات نكرر مع أخينا علي هنا: (( فليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فكل صفاته تتناسب مع جلالته وعظمته، فهي لا تشبه شيئا من صفات المخلوقات، والصفات العلماء بيقولوا نتقسم إلى قسمين : صفة فعل، وصفة ذات، (( الرحمن على العرش استوى )) صفة فعل، نزوله ( ينزل إلى الله كل ليلة إلى السماء الدنيا ) أيضا صفة فعل، فنزوله ليس كنزولنا، واستواؤه ليس كاستوائنا، وإلى أخر ما هنالك، فالذي تدندن حوله أنت كأنك لأول مرة وإلا مؤاخذة تتصل بهذه الدعوة، فتحاول أن تقول أن هذا ليس هيك وليس هيك، وهذه كما يقولون من منسياتنا، التنزيه هذا من لوازم الإثبات وإلا كان مشبها، ورحم الله ابن القيم حين قال: " المجسم يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما ".
فالسلفي إذا كان بدو بسبب إثباته للصفات بدو يجسم معناه عبد صنما لا سمح الله، فالتنزيه مع الإثبات هما مذهب السلف الصالح في كل الصفات، فلا يخطر في بالك أنه إذا قلنا استوى أو أين الله؟ أنه في هناك تشبيه الخالق بالمخلوق، عياذا بالله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
السؤال الآن: سمعت هذه القصة من قبل هذه المرة.
السائل : لا.
الشيخ : طيب شو نسوي لك.
السائل : ...
الشيخ : لا، لا المقصود من السؤال هذه القصة هي جواب استشكالاتك، لكن هذه القصة متكررة في مجالسنا.
السائل : ... ليس واضحا ... على المعطلة على المفوضة على المشبهة ...
الشيخ : ما بعرف أنت ما تزال تدندن حول قضية العقيدة، لا تحتاج فلسفة ولا تحتاج شرح، أنت تفرض شيئا لا سبيل إليه، هذه مش أحكام شرعية، الأصل في كل البحوث هذه ويسلموا تسليما ويسلموا تسليما، لولا أنه دخل علم الكلام واضطر الناس أن يتكلموا في شيء ما تكلم فيه الأولون، كان هذا الكلام هذا كله غير وارد، ولا يجوز الخوض فيه، أنت تريد أننا الآن تخوض فيه زيادة، فأنت خاطئ.
السائل : الطريقة ... ومن زاد على كذا وكذا، يعني بدنا توضيح أكثر؟
الشيخ : الآن نسأل شو هو التوضيح، أنت الآن ما هي النقطة التي خفيت عنك؟ أنت بالجلسات القليلة، طول بالك لمن سنوضح يا أخي.
السائل : النقطة المخفية لما يجي واحد ... يجيب الكلام هذا من الكتب السلفية ويقرؤه أمامنا ... نقنع به أصحاب العلم ...
الشيخ : لا، لا أنا أردت أن أقول أكثر من هيك، القرآن والسنة يمكن هذا الشيء اللي بتقول أنت، القرآن والسنة شو نسوي يعني؟