قصة خلاف الصحابة في صلاة العصر أثناء طريقهم إلى بني قريظة حفظ
الشيخ : اختلفوا مثلا في مسألة وقعت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وهي أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما رجع من غزوة الخندق ووضع لامة الحرب والسلاح أتاه جبريل فأمره أن يخرج إلى يهود بني قريظة لأنهم نقضوا العهد الذي بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم فندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى الخروج وقال : ( لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة ) خرج الصحابة ودخل وقت العصر وحان خروج وقت العصر فاختلفوا قال بعضهم نصلي العصر قبل خروج وقتها، وقال آخرون لا نصلي ولو خرج الوقت إلا في بني قريظة، فصلى الأولون ولم يصل الآخرون، اختلفوا الآن ولا لا ؟ في إيش ؟ في نعم في صلاة هي أهم شيء يعني مثلا لو صلى الإنسان قبل بعد خروج الوقت قلنا هذا حرام عليك ومع ذلك اختلفوا في هذا ولما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف واحدا منهم ولم يحمل أي واحد منهم على الآخر بغضا أو كراهية لماذا ؟ لأنهم مجتهدون والمقام مقام اجتهاد فلا يعنف المجتهد ولا يصح لك حتى من الناحية النظرية أن تعنفه على اجتهاده لأنك إن عنفته على اجتهاده فسيقول لك قل الحق والعدل أنا أيضا أعنفك على إيش ؟ على اجتهادك إذا عنفتني على اجتهادي وكرهتني من أجله فأنا إن عاملتك بالمثل عنفتك على اجتهادك وكرهتك من أجله أليس كذلك وجينئذ تتنازع الأمة وتتفرق الأمة في مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف.