ما تفسير قوله تعالى:" أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله " وهل لله صفة الجنب وما معناها؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ أرجو منكم توضيح معنى هذه الآية قوله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله )) الآية فما هو تفسير الجنب هنا ؟ وهل ورد في حديث صحيح أن الله تعالى له صفة الجنب أفيدونا حفظكم الله ؟
الشيخ : نعم هذه الآية الكريمة أن الله تعالى يذكر عباده حين أمرهم بالإنابة إليه يذكرهم بهذه الحال التي تكون يوم القيامة يقول فيها الإنسان (( يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين )) أي ما فرطت في حقه وفي جانبه عز وجل لأن الإنسان ليس يفرط في جنب الله الذي هو جنبه جل وعلا إنما يفرط في حقه وفي جانبه سبحانه وتعالى هذا هو المعنى الذي لا يتبادر من الآية سواه والجنب الذي هو صفته لا أعلم في النصوص في الكتاب والسنة أن الله أثبت لنفسه جنبا بمعنى الجنب الذي هو صفته أما بمعنى الجنب الذي بمعنى الذي هو الجانب أو الحق أو ما أشبه ذلك فهذا هو المراد بهذه الآية الكريمة وليعلم أن بعض الناس يفهمون من قول أهل العلم " أجروا آيات الصفات على ظاهرها " يفهمون منها في بعض الآيات خطأ مثل يقول لي بعض الناس إن عندنا أستاذا يقرر علينا ويحرف كيف ؟ قال يقول في قوله تعالى : (( والسماء بنيناها بأيد )) أي بقوة وهذا تحريف فقلت لم ؟ قال لأن الأيد يعني أيدي الله، وهذا خطأ ولا يجوز أبدا أن نقول إن قوله تعالى : (( بأيد )) أي أيدي الله لا يجوز هذا أبدا لماذا ؟ لأن الله لم يضفها لنفسه فإذا قلت المراد بالأيد هنا جمع يد أي أيدي الله والله ما أضافها لنفسه فقد قلت على الله ما لم يقله إذا ما معنى بأيد ؟ أي بقوة لأن آد يئيد مصدرها أيد فمعنى أيد أي بقوة نظيره قوله تعالى : (( وبنينا فوقكم سبعا شدادا )) أي قوية ولهذا لا يجوز أن تضيف إلى الله ما لم يضفه إلى نفسه لو قال قائل : ماذا تقول في قوله تعالى : (( يوم يكشف عن ساق )) هل هذا ساق الله أم ماذا ؟
فالجواب : أن نقول للعلماء في ذلك قولان :
قول : إن المراد به ساق الله .
وقول : إن المراد به الشدة يعني يوم يكشف عن شدة وتتبين. وتظهر وذلك يوم القيامة فقال : لو قال هذا القائل ألستم تقولون إنه لا يجوز أن يضاف إلى الله ما لم يضفه إلى نفسيه وأنتم تقولون إن الساق هنا فيها قول للسلف بأن المراد بها ساق الله فكيف تقعدون ثم تنتقضون ؟ واضح ولا لا ؟ نعم طيب
القاعدة اللي ذكرنا لا يجوز أن يضاف إلى الله ما لم يضفه إلى نفسه طيب ساق يوم يكشف عن ساق قال بعض العلماء من أهل السنة : إن المراد به ساق الله والله تعالى لم يضفه لنفسه فتكون طيب فتكون القاعدة منتقضة كيف تضيفون إلى الله ما لم يضفه إلى نفسه ؟ قلنا نعم هذا حق ويجب أن تنقض قاعدتنا به لكن لنا دليل في ذلك حديث أبي سعيد المشهور : ( أن الله عز وجل يوم القيامة يكشف عن ساقه ويسجد له كل مؤمن كان يسجد لله وأما من لا يسجد لله فلا يستطيع السجود ) فإن سياق الحديث موافق لسياق الآية ولهذا قلنا بهذا القول ولولا الحديث ما جاز أن نقول هو ساق الله ولكن يجب يا إخواني أن تلاحظوا أنه لا يلزم من إثبات ذلك لله أن يكون مماثلا لسوق المخلوقين لأن الله يقول جل وعلا : (( ليس كمثله شيء )) وانتبهوا لهذه الآية ولتكن دائما منكم على بال كما أنه يجب أن يكون منكم على بال أنه لا يحل لنا أن نكيف صفات الله لأن الله يقول : (( ولا يحيطون به علما )) ويقول : (( لا تقف ما ليس لك به علم )) فلا تتخيل صفة تكيف بها صفات الله عز وجل ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) قال : " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " نعم .