بيان أن القرآن الكريم كلام الله لفظه ومعناه سمعه جبريل فأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم والرد على المخالف في ذلك حفظ
الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فإنني ألتقي بكم هذه الليلة بالنيابة عن أخي الشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله ووفقه وزادنا وإياه من العلم والهدى .
إنه طرأ علي أن يكون موضوع بحثنا ولقائنا هذه الليلة ما يتعلق بقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) وهي هذه الآية تتعلق بالطهارة فهل توافقون على ذلك أو أن نستمر في موضوع بحثنا في الليلة الماضية ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب التوسل ذكرنا أقسامه بالأمس وبينا منه سبعة أقسام جائزة وما عداها فليس بجائز طيب إيش الرأي ؟ طيب إذا نبقى على ما صار في خاطري من أن نتكلم عن هذه الآية الكريمة (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )) وقد نتعرض فيها في طيات تفسيرها إلى ما يتعلق بالتوحيد والعقائد، فنقول أولا : يجب علينا أن نؤمن بأن هذا القرآن كلام الله عز وجل كلام الله تعالى حقيقة تكلم به وأنه لفظه ومعناه كله كلام الله ليس كلام الله المعاني دون الحروف بل هو تكلم بقوله (( الحمد لله رب العالمين )) رب العزة والجلال تكلم بهذا اللفظ وسمعه جبريل فنزل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) ما المراد بكلام الله ؟ القرآن وقال عز وجل : (( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) إذا علمنا أن هذا القرآن كلام الله عز وجل لفظه ومعناه فإني أسألكم الآن لو صدر مرسوم ملكي أو مرسوم جمهوري أو مرسوم رئاسي ماذا يتلقاه الناس أيتلقونه بالقبول والعمل به أم يتلقونه بالرفض والإنكار ؟ بالقبول والعمل فإن لم يفعلوا فالحبس أمامهم نعم وإن فعلوا سلموا من الحبس لكن هذا مرسوم من رب العالمين عز وجل تكلم به وأرسله مع من وصفه بأنه الروح الأمين نزل به الروح الأمين لا خيانة لا تبديل لا تغيير على من ؟ على قلب النبي شوف لماذا قال على قلبك ؟ لأن القلب محل الوعي، محل الوعي والحفظ والفهم والعقل حتى لا يقول قائل لعله نزل على مخه فنسي شيئا ما نزل على قلبه لأنه محل الوعي كما قال الله تعالى : (( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها )) فالقلب محل العقل نزل به جبريل الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم وماذا حصل بعد أن نزل على قلبه ؟ هل قرأه على الناس كما نزل بدون تغيير ؟
الجواب : نعم واستمع إلى قوله تعالى : (( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه )) من يقول علينا ؟ الله ضمن عز وجل ضمن (( إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه )) يعني إذا قرأه جبريل ونسب الله تعالى قراءة جبريل إلى نفسه لأنه رسول من عنده وما يقوله الرسول فهو قول المرسل (( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه )) وماذا بعد ذلك ؟ (( ثم إن علينا بيانه )) الله أكبر تكفل الله بأمرين جمعه وبيانه ولهذا لم يبق لأي مبطل أن يدعي أن في القرآن نقصا أو زيادة أو تغييرا واستمع إلى الآية وثيقة من الله على نفسه (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فمن زعم أن في القرآن زيادة أو نقصا فقد كذب مدلول هذه الآية الكريمة (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) وأجمعت الأمة الإسلامية منذ بعث رسولها إلى اليوم أن هذا الذي بين أيدينا هو كلام الله لا زيادة فيه ولا نقص ولا تغيير ولا تبديل هذه حقيقة يجب أن نعرفها أن القرآن كلام الله معناه أو لفظه ومعناه ؟ لفظه ومعناه وأنه تكلم بقوله : (( الحمد لله رب العالمين ))كما تكلم بقوله : (( قل أعوذ برب الفلق )) وكما تكلم ببقية آيات القرآن تكلم بذلك كلاما حقيقة يسمع سمعه جبريل ونزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا نعرف خطأ من يقول إن كلام الله عز وجل لا يسمع وليس بحروف ولكنه معنى من المعاني في نفسه عز وجل يخلق حروفا وأصواتا تعبر عن هذا المعنى الكائن في نفسه فإن هذا بلا شك قول ضلال وقول خطأ ولا شك أن الذي يفسر كلام الله بها التفسير لم يعد في تفسيره أن يفسر الكلام بأنه العلم فقط ليس هو الكلام إذا قلت إن الكلام هو المعنى القائم بنفس المتكلم وليس شيئا يسمع أو صوتا يسمع فمعنى ذلك أنك لم تعد أن تفسر الكلام بالعلم فلم تأت بطائل ولهذا كان مذهب السلف الذي عليه أهل السنة والجماعة أن كلام الله هو اللفظ إيش ؟ والمعنى جميعا ليس كلام الله حروف دون معاني ولا المعاني دون الحروف .