تفسير قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين" تعريف الإيمان حفظ
الشيخ : فلنستمع الآن إلى الآية التي بين أيدينا والتي نريد أن يكون موضوع كلامنا الليلة فيها (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم )) (( يا أيها الذين آمنوا )) ما المراد بالإيمان ؟ هل المراد بالإيمان مجرد الاعتراف بالرب عز وجل ؟ أو هو الاعتراف المستلزم للقبول والإذعان ؟ انتبه هل مجرد أن يقول الإنسان أنا أومن برب خلق السماوات والأرض ويدبر الأمر وبيده ملكوت السماوات والأرض هل يكفي الإيمان هذا أو لا ؟ نعم لا يكفي هذا الإيمان لا بد من إيمان مستلزم للقبول والإذعان القبول إذا فرض الله شيئا قبلت أن يكون فرضا والإذعان استسلمت وفعلت لأن هناك فرق يجب على طالب العلم أن يعرفه فرق بين القبول والإذعان مثلا الصلاة أقبل أنها فرض الإذعان ماذا أقول ؟ أصلي فلا بد في امتثال الأمر من قبول وإذعان من قبول لما يدل عليه هذا الأمر من استحباب أو وجوب وإذعان بأن أنفذ هذا الأمر كذلك مثلا إذا حرم الله شيئا لا بد من القبول قبول بإيش ؟ بتحريمه ثم إذعان باجتنابه عرفتم القاعدة الآن طيب مجرد الإيمان بأن الله موجود وأنه الذي خلق السماوات والأرض وأنه الذي يحي ويميت وأنه الذي يدبر الأمر هل يكون هذا إيمانا كم الذي قال لا ؟ أربعة خمسة من جمع كثير !
الجواب : لا، ولا ثم لا، لا يكون إيمانا لأن هذا موجود في قريش في الذين كذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام (( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله )) (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ )) كل هذا يؤمنون به يؤمنون بأن الله موجود وأنه رب وأنه مدبر وأنه خالق وأنه المحي المميت ومع ذلك استباح الرسول عليه الصلاة والسلام دماءهم وأموالهم ولم يحكم بإيمانهم لا بد أن يكون مع الإيمان إيش ؟ قبول وإذعان أما تقول والله أومن بأن الله موجود وتقول هذا إيمان ما هو صحيح لا بد أن تقبل وتذعن ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ) وقال في الإيمان : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) وقال في الإحسان : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ثم قال في آخر الحديث : ( هذا جبريل آتاكم يعلمكم دينكم ) فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الدين كل هذه الأشياء ليس أن تؤمن بالله فقط إذا (( يا أيها الذين آمنوا )) ما معناها ؟ (( يا أيها الذين آمنوا )) إيش ؟ آمنوا أي صدقوا وقبلوا وأذعنوا وانقادوا لأمر الله .