معنى قوله تعالى:" وأرجلكم إلى الكعبين " وتوجيه قراءة النصب والجر حفظ
الشيخ : قال الله عز وجل : (( وأرجلكم )) وهنا أسألكم هل هي وأرجلَكم ولا وأرجلِكم ؟ ها إيش ؟ نعم ويش اللي في المصحف الذي بين أيدينا ؟ وأرجلكم بالفتح وحينئذ يأتي أتباع سيبويه وهم أهل النحو يقولون كيف تقول أو كيف تكون القراءة وأرجلَكم واللي قبله مجرور برؤوسكم والمعروف أن المعطوف يتبع المعطوف عليه كيف يكون هذا ؟ نقول العطف هنا ليس على رؤوس العطف هنا على وجوه فاغسلوا وجوهكم ولا على أيديكم ؟ لا هذه فائدة ينبغي لأهل النحو أن يعرفوها العطف يكون على أول متبوع فلو قلت قام زيد وعمرو وبكر وخالد فخالد معطوف على زيد أول متبوع هنا نقول وأرجلَكم معطوفة على وجوهَكم يا أخي على وجوهكم لأن هي أول متبوع طيب زين نقول (( اغسلوا أرجلَكم إلى الكعبين )) والكعبان هما العظمان الناتئان في أسفل الساق ولكن هل يدخل الكعبان في الغسل ؟ الجواب نعم لحديث أبي هريرة الثابت في صحيح مسلم ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم غسل رجليه حتى أشرع في الساقين ) إذا فالكعبان داخلان في الغسل كم عضوا يطهر في الوضوء ؟ تحتاج لتوقف يا جماعة أنتم متوضئين لصلاة المغرب ؟ نعم طيب نشوف فيه واحد يقول سبعة وواحد يقول ستة وواحد يقول أربعة طيب اللي بيفصل يمكن يكون ستة أو أكثر بعد إن فصلنا قلنا الوجه والأنف والفم واليد اليمنى واليسرى والرأس والأذنين والرجل اليمنى والرجل اليسرى كم هذه ؟ تسعة لكن العلماء لا يفصلون هذا التفصيل يقولن إن الأعضاء أربعة فقط الوجه ويشمل المضمضة والاستنشاق واليدان اليمنى واليسرى والرأس ويشمل الأذنين والرجلين اليمنى واليسرى نعم إذا هي أربعة أعضاء طيب لماذا بدأنا باليمنى قبل اليسرى ؟ والله عز وجل يقول (( وأيديكم إلى المرافق )) (( وأرجلكم إلى الكعبين )) قلنا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبدأ باليمنى قبل اليسرى تقول عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله ) طيب سأل سائل يقول في مسح الأذنين أبدأ باليمنى أو باليسرى ؟ تمسح بهما جميعا لماذا ؟ لأنهما عضو واحد الأذنان عضو واحد لكن اليد اليمنى واليسرى متفرقة أما الأذنان فهما عضو واحد لأنهما من الرأس ولكن لو فرض أن رجلا من الناس لا يستطيع أن يمسحهما جميعا لأن يده الأخرى لا يستطيع أن يمسح بها فبأيهما يبدأ ؟ باليمين بارك الله فيكم طيب، فيه قراءة صحيحة سبعية (( وامسحوا برؤوسكم وأرجلِكم إلى الكعبين )) أرجلكم بالكسر ونحن نعلم أن الرجلين يغسلان فهل نقول إن القراءتين كالصفتين بمعنى أنه يجوز أن تغسل الرجلين ويجوز أن تمسح الرجلين ؟ أو ماذا نخرج هذه القراءة لأن القراءة ثابتة عن الرسول عليه الصلاة والسلام أرجلكم أنتم فاهمين الآن فاهم نعم نصف ونصف إذا قلنا (( امسحوا برؤوسكم وأرجلِكم إلى الكعبين )) أرجلِكم تكون معطوفة على الرؤوس وهذا يقتضي أن تكون الرجل ممسوحة أليس كذلك ؟ إذا هل تنزل القراءتين على صفتين بمعنى أنه يجوز أن تغسل الرجلين ويجوز أن تمسحهما ؟ نعم ؟ لا، لا يصح هذا لأنه لم يأت حرف واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مسح رجليه وهما مكشوفتان أبدا بل إنه لما رأى أصحابه ذات يوم وقد أدركتهم صلاة العصر وجدهم يمسحون على أرجلهم وبعض أقدامهم لم يمسها الماء نادى بأعلى صوته : ( ويل للأعقاب من النار ) لأنهم ما أتموا الوضوء إذا فما وجه الآيتين ؟ اختلف العلماء في ذلك فمنهم من سلك مسلكا قد يكون له وجه في اللغة العربية وقال إن هذا من باب المجاورة وأنها جرت لفظا وأما حكما فهي منصوبة ومنهم من قال بل تنزل القراءتان على صفتين باختلاف حال الرجل انتبه تنزل القراءتان على إيه ؟ صفتين مختلفتين باختلاف حال الرجل فإذا كانت الرجل مستورة بالخف أو الجورب ففرضها إيش ؟ المسح وإذا كانت مكشوفة ففرضها الغسل قالوا وهكذا جاءت السنة فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يمسح رجليه إذا لبس الخفين مسح عليهما ويغسلهما إذا كانتا مكشوفتين وهذا القول هو القول الراجح فتكون الآية منزلة على صفتين مختلفتين باختلاف إيش ؟ حالي الرجل .