معنى قوله تعالى:" وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء ولم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه " وذكر صفة التيمم حفظ
الشيخ : يقول الله تعالى : (( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ )) إذا وجب على الإنسان وضوء أو وجب عليه غسل ولكنه لا يستطيع استعمال الماء إما لعدمه وإما للتضرر به فماذا يصنع ؟ يتيمم يقول الله عز وجل فتيمموا أي اقصدوا صعيدا طيبا والصعيد الطيب كل ما على وجه الأرض من جنس الأرض مثل التراب الرمل الحجر كل ما على الأرض من جنس الأرض أما الفراش وشبهه فهذا لا يجوز التيمم عليه إلا إذا كان فيه غبار لأنه إذا كان فيه غبار كان فيه شيء من جنس الأرض طيب .
إذا لم نجد الماء أو كان الإنسان مريضا يتضرر باستعماله يتيمم وكيف يتيمم ؟ يضرب المكان بيديه ويمسح وجهه ويديه إلى الكفين فقط مسح الوجه والكفين فقط لأن الله تعالى قال : (( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم )) وليست إلى المرافق لأن الله تعالى لما أراد أن تكون الأيدي إلى المرافق في الوضوء قال : (( وأيديكم إلى المرافق )) واليد إذا أطلقت فهي الكف فقط دليل ذلك قوله تعالى : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )) ولا يقطع من السارق إلا الكف فقط إذا يضرب الإنسان المكان ويمسح وجهه وكفيه فقط وهل هناك فرق بين التيمم عن الحدث الأصغر أو الأكبر ؟ الجواب : لا لأن الله قال : (( أو جاء أحد من الغائط أو لامستم النساء )) المجيء من الغائط إشارة إلى الحدث الأصغر لامستم النساء أي جامعتموهن إشارة إلى الحدث الأكبر فإذا التيمم عن الجنابة وعن الحدث الأصغر سواء ولا فرق ولهذا لما حصلت على عمار بن ياسر جنابة رضي الله عنه وهو في السفر صار يتمرغ في الصعيد يتمرغ يعني يتدحرج في الصعيد كما تتمرغ الدابة ظن أن طهارة التراب كطهارة الماء يجب أن تشمل جميع البدن ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا وضرب بيديه الأرض ثم مسح وجهه ويده اليمنى باليد اليسرى ظاهر الكفين وباطنهما ) هكذا التيمم عن الحدث الأصغر والحدث الأكبر وتلاحظون الآن أنه ليس فيه مضمضة ولا استنشاق أليس كذلك ؟ طيب لماذا ؟ لأن المضمضة والاستنشاق هنا متعذرة كيف يتمضم بتراب أو يستنشق ترابا لا يمكن هذا وإذا قال قائل لماذا لا توجبون عليه أن يتمضمض ويستنشق بماء عنده مما يشربه مثلا ؟ قلنا لأن الطهارة لا تتجزأ إذا كان ذلك من أجل عدم الماء أو المرض فنقول في هذه الحال يتيمم يتيمم عن إيش ؟ عن الحدث الأصغر والأكبر على حد سواء لأن المقصود بذلك التذلل لله عز وجل بمسح الوجه والكفين بالتراب أنا قلت إن الطهارة لا تتجزأ إذا كان لعدم أو مرض أما إذا كان لخلل في عضو من الأعضاء كما لو كانت يد الإنسان مجروحة ويستطيع أن يتوضأ ببقية الأعضاء فإنه يتوضأ لبقية الأعضاء ويتيمم عن اليد المجروحة التي لا يمكن أن يغسلها .