ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:" فمن زاد فقد تعدى و أساء وظلم " ( والكلام على الوسوسة في الوضوء ) حفظ
السائل : فضيلة الشيخ : ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في زيادة العدد في الوضوء : ( فمن زاد على ذلك فقد تعدى وظلم ) ؟
الشيخ : نعم معنى هذا الحديث ظاهر أنه إذا تعدى الإنسان ثلاثة غسلات فقد أساء وتعدى وظلم وهذا يقتضي أن الزيادة على الثلاث حرام لأن التعدي والإساءة والظلم كلاهما محرم كلها محرمة ولكن المعروف عند أهل العلم كراهة ما زاد على الثلاث وذلك لأن هذا الحديث فيه مقال لأهل العلم فمنهم من ضعفه ومنهم من حسنه فعلى قاعدة التحسين يكون الزيادة على الثلاث بل تكون الزيادة على الثلاث محرمة لا تجوز .
وهنا نقف لنبين أن بعض الناس يبتلى بالوساوس فتجده يتوضأ ويغسل العضو مرة ومرتين وثلاثا وأربعا ويقول له الشيطان الذي ابتلي به والعياذ بالله إنك لم تسبغ الوضوء فيزيد ويزيد حتى يهلك ولكن دواء ذلك أن يتسعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يقتصر على العدد المشهور .
يذكر عن علي بن عقيل رحمه الله وهو من علماء الحنابلة وفقهائهم أنه جاءه رجل فقال يسأله : " إنني تكون علي جنابة وأذهب إلى دجلة وأنغمس فيها في النهر ثم أخرج وأقول إن الجنابة لم ترتفع " شوف كيف الرجل الآن ينغمس في الماء ثم يخرج ويقول الجنابة لم ترتفع فقال له ابن عقيل : " أرى أن لا تصلي لأنه لا صلاة عليك قال كيف ذلك ؟ قال لأنك مجنون وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق وعن الصغير حتى يبلغ ) تنغمس في دجلة ثم تخرج وتقول إن الجنابة لم ترتفع عنك " وهكذا نسأل الله لي ولكم السلامة هكذا من ابتلي بالوسواس يكون كالمجنون يغسل مرتين وثلاثة وأربعة وخمسة ثم يقول لم يرتفع الحدث ودواء ذلك كما قلت أن تقتصر على المشروع ثم تمسك حتى لو قال لك الشيطان إنك ما تطهرت أو ما قمت بالواجب فدعه ولا تلتف إليه.