تفسير قوله تعالى:" أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " وذكر بداية ونهاية وقت كل صلاة حفظ
الشيخ : على كل حال هذه الأوقات التي وقت الله الصلاة فيها خمسة أربعة منها متوالية وواحد منفرد لا يتصل به شيء قبله ولا شيء بعده ما الدليل ؟
الدليل من كتاب الله ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي كتاب الله يقول الله تعالى : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل )) دلوك الشمس أي زوالها واللام للتوقيت يعني وقت الدلوك كقوله تعالى : (( فطلقوهن لعدتهن )) أي وقت عدتهن أي الوقت الذي تستقبل فيه المرأة عدتها (( لدلوك الشمس إلى غسق الليل )) متى غسق الليل ؟ غاية ظلمته وأشد ما يكون الليل ظلمة عند منتصف الليل لأن أبعد ما تكون الشمس عن المنطقة التي أنت فيها هو وقت انتصاب الليل فهو أشد الليل ظلمة وهذا غسق الليل من زوال الشمس إلى غسق الليل جعله الله وقتا واحدا أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل )) لأنها أوقات متوالية ثم قال : (( وقرآن الفجر )) قرآن الفجر ما المراد به ؟ المراد به صلاة الفجر وأطلق الله عليها اسم القرآن لأن القراءة تطول فيها فسماها الله تعالى قرآنا المهم أنه فصل الفجر عما قبله ولهذا جاءت السنة كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره مبينة ذلك تماما فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر وقت العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت صلاة المغرب إلى مغيب الشفق ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ووقت صلاة الفجر ما لم تطلع الشمس ) انتبه أفهمتم الحديث الآن وقت الظهر متى ؟ إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر وقت العصر يعني إلى أن يحضر وقت العصر وقت العصر ما لم تصفر الشمس وقت المغرب ما لم يغب الشفق وقت العشاء إلى نصف الليل أفلا تحسون أن هناك فاصلا بين العصر والمغرب ؟ فيه فاصل بين العصر والمغرب أين هو ؟ لأنه قال : ( ما لم تصفر الشمس ) ثم قال : ( وقت المغرب ما لم يغب الشفق ) بين اصفرار الشمس وغروب الشمس وقت فاصل ولكن هذا الوقت الفاصل من وقت العصر دليله قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ) إذا فصار للعصر وقتان وقت اختياري إلى اصفرار الشمس ووقت ضروري إلى غروب الشمس .
ثم نرجع مرة ثانية لنعرف كيف نعلم الزوال ؟ قال العلماء : تعلم الزوال بأن تنصب شيئا شاخصا كالعصا وتتبع ظله الظل كلما ارتفعت الشمس نقص كلما ارتفعت نقص فإذا انتهى وبدأ يزيد فإنه من بداية زيادته يكون زوال الشمس احسب من بداية زيادته إلى أن يصير الظل طول العصا فإذا صار الظل طول العصا بعد ابتداء الزيادة فهذا يعني أن وقت الظهر خرج ودخل وقت العصر إلى أن تصفر الشمس أي تكون صفراء وهذا يختلف في الشتاء والصيف قد تصفر قبل الغروب بساعة أو قبل الغروب بأقل حسب الأوقات .
طيب وقت المغرب ما لم يغب الشفق والمراد بالشفق هنا الشفق الأحمر لا الشفق الأبيض وهذا لا يعرف إلا إذا طلع الإنسان برا خارج البلد ونظر إلى المغرب فإذا زالت الحمرة فقد خرج وقت المغرب ودخل وقت العشاء وهذا يتراوح بين ساعة ونصف في مناطقنا هذه إلى ساعة وربع يعني أحيانا يكون الفرق بين الغروب ومغيب الشفق ساعة وربع وأحيانا يكون الفرق ساعة ونصف ساعة .
وقت العشاء من مغيب الشفق إلى نصف الليل لكن كيف أعلم نصف الليل اقسم ما بين الغروب إلى طلوع الفجر نصفين اقسمه نصفين فالنصف هو منتصف الليل فإذا قدر أن الشمس تغرب الساعة الثاني عشرة ويطلع الفجر الساعة الثاني عشرة كم يكون نصف الليل الساعة السادسة وهذا يختلف باختلاف الصيف والشتاء في الصيف يكون الليل قصيرا وفي الشتاء يكون طويلا المهم أن تنصف بين الغروب وطلوع الفجر وهذا هو وقت صلاة العشاء بعد منتصف الليل هل هو وقت لصلاة العشاء ؟
لا القول الراجح من أقوال أهل العلم أن ما بعد نصف الليل ليس وقتا للعشاء بل هو وقت تطوع وتهجد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حدده في قوله : ( وقت العشاء إلى نصف الليل ) وليس هناك دليل يدل على أن الوقت يمتد إلى طلوع الفجر طيب .
وقت الفجر من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وهو ما بين ساعة وربع من يعني الفرق بين طلوع الفجر وطلوع الشمس يتراوح بين ساعة وربع أو ساعة ونصف حسب اختلاف الفصول أرجو الانتباه الآن الأوقات كم صارت ؟ خمسة أوقات.