هل من الغيبة ذكر الرجل بسوء بدون ذكر اسمه؟ حفظ
السائل : إذا ذكرت رجلا في مجلس ولم أذكر اسمه ولم يعرفه أحد من الجالسين فهل هذه غيبة ؟
الشيخ : كأن السائل يريد إذا ذكرته بسوء نعم إذا ذكر إنسان شخصا بسوء في مجلس بدون ذكر اسمه وبدون وصف يتميز به ويعرف فلا بأس مثل أن يقول إن بعض الناس يفعل كذا وكذا أو يقول كذا وكذا فهذا لا حرج فيه لكن بشرط ألا يصفه بوصف يتبين من هذا الرجل فإن وصفه بوصف يتبين به من هذا الرجل فهو كما لو سماه باسمه وليعلم أن الغيبة من كبائر الذنوب وقد حذر الله منها سبحانه وتعالى بما ذكر من التشبيه في قوله : (( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن ياكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )) أنا أعتقد أن الإنسان يكره أن يأكل ميتة البهيمة فكيف بميتة أخيه والمغتاب لأخيه بمنزلة الذي يأكل لحمه ميتا ووجه الشبه في كونه لحم ميت أن هذا المغتاب لا يستطيع أن يدافع عن نفسه لأنه غير حاضر فشبهه الله بالميت يأكله من اغتابه فليحذر الإنسان من غيبة إخوانه المسلمين وليتق الله في نفسه قبل إخوانه ولا سيما إذا كانت الغيبة غيبة أهل العلم فإنها أشد وأعظم خطرا وأسوأ عاقبة ونحن لا نقول إن العلماء لا يخطؤون كل بني آدم خطاء ولكن إذا أخطأ أحد من أهل العلم فإن كان حيا فاتصل به واسأله فربما يكون النقل عنه خطأ فإن كان الأمر كما نقل إليك فقل له إذا كان عندك شيء يدل على أن ما قاله خطأ قل له ماذا تجيب عن قول الله تعالى أو عن قول الرسول كذا وكذا فإذا ناقشك فإما أن يكون الصواب معك فالواجب عليه أن يرجع إلى قولك وإما أن يكون الصواب معه فالواجب عليك أن ترجع إلى قوله هذا إذا كان حيا أما إذا كان ميتا وقد أخطأ فإن الأولى بالإنسان أن يذب عن عرض هذا الميت وأن يقول للناس كل الناس يخطؤون فمن الذي عصم من الخطأ إلا من شاء الله تعالى عصمته فعلى هذا لا يجوز لنا أن نغتاب أحدا من المسلمين حيا ولا ميتا لا سيما إذا كان من أهل العلم لما في ذلك من الجناية ليس على العالم وحده شخصيا ولكن عليه وعلى علمه بل وعلى الإسلام كله.