معنى: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله حفظ
الشيخ : طيب ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) أشهد بمعنى أقر وأعترف بقلبي كالمشاهد بعيني ولهذا عدل عن قول أقر إلى قول أشهد يعني كأن هذا الإقرار إقرار متيقن كما يتقين الإنسان ما يشاهده بعينه. وقولك : ( أن لا إله إلا الله ) هذا هو صواب النطق بها أن لا إله إلا الله. وأسمع كثيرا من الناس يقول : أشهد أنّ لا إله إلا الله أنّ وهذا خطأ على حسب القواعد العربية. بل نقول : أن لا أن نخففها ثم ندغمها باللام لأن أنّ المشددة لا تدخل على الجملة المنفية ولكنها مخففة من الثقيلة.
وقولك : لا إله إلا الله سيكون حولها مناقشة الآن.
إله بمعنى مألوه إله بمعنى مألوه فهي فعال بمعنى مفعول. وفعال بمعنى مفعول تأتي في اللغة العربية كثيرا ومنه غراس أي : مغروس بناء أي : مبني فراش أي : مفروش إله أي : مألوه.
فما معنى المألوه ؟ المألوه المعبود بدليل قوله تعالى : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )). وقال عز وجل : (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )). إذن فالإله بمعنى المعبود. لا معبود إلا الله. وهنا إشكال وهو أننا نشاهد في الأرض ما يعبد من دون الله الأصنام تعبد من دون الله الأوثان تعبد من دون الله الأشجار تعبد من دون الله البشر يعبدون من دون الله. الملائكة تعبد من دون الله. الشمس تعبد من دون الله. القمر يعبد من دون الله. البقر يعبد من دون الله. كل هذا معبود من دون الله فكيف يصح أن أقول لا معبود إلا الله ؟ الجواب : أن في الكلام حذفا لا بد منه. ما هذا الحذف ؟ تقديره حق. لا معبود حق إلا الله. وعلى هذا فخبر لا محذوف وليس ما بعد إلا بل هو محذوف وما بعده بدل منه أي لا معبود حق إلا الله عز وجل. أما ما يعبد من دون الله فهو باطل كما قال الله تعالى : (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )). ( وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ). تشهد بأن محمدا عبد الله ورسوله فهو عبد مربوب وليس معبودا عليه الصلاة والسلام رسول وليس كاذبا. ولهذا قال العلماء : عبد لا يعبد ورسول لا يكذب صلوات الله وسلامه عليه. ثم طيب هنا قدمنا السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم على السلام على أنفسنا كيف ذلك ؟ لأنه يجب أن نقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنفسنا. ولهذا يجب على كل مؤمن أن يفدي رسول الله بنفسه فحقه علينا أعظم من حق أنفسنا علينا وأعظم من حق والدينا علينا ولهذا قدم بالسلام عليه .